الفصل 18

90 16 8
                                    

تسللت أشعة شمس الصباح إلى غرفة المعيشة، لقد كانت الساعة السادسة صباحًا.

فتحتِ عينيكِ و كان أول ما تبادر إلى ذهنك هو تساؤلك عن آخر مرة نمتِ فيها بهذا العمق؟ كان نومًا هنيئًا بحق، ربما لأنكِ كنتِ مرهقة أو لأنكِ بكيتِ كثيرًا؟ و ربما لأنكِ تشعرين بالأمان بين ذراعي هذا الرجل المستلقي بجانبك؟

شعور الاستيقاظ بجانب شخص آخر كان غريبًا كُليًا و لكنه بدا مألوفًا لكِ، هل لأنكِ ألِفتِ بيورن يا ترى؟

كانت إحدى يديه ملفوفة عليكِ بينما ينام ساكنًا، بدا لطيفًا جدًا و من الصعب مقاومة التحديق فيه. مددتِ يدكِ لتزيحِ خصلات شعره بلطف حتى تنظري إليه بشكل أوضح، انه ذلك النوع من الرجال الذين تلينُ ملامحهم و تصير ناعمة عندما يغطون في النوم، ساكنٌ و مسالم. مررتِ ظهر كفّكِ على خده... لم يستيقظ... يبدو انه نائم بعمق، هل هو محاربٌ فعلًا كما يقول؟ أم أنه قوي جدًا لدرجة أن أي حركة في محيطه الخارجي لا تُشكل خطرًا عليه على أي حال؟ ربما اعتاد الأمان في هذه الحقبة الزمنية و بات ينام قرير العين لا أكثر؟ بشكلٍ لا إرادي مررتِ اطراف اصابعكِ وصولًا إلى شفتيه الخشنتين، ليستا كما تبدوان حقًا فقد كانتا طريتين و دافئتين على نحو مفاجئ.

أجل مفاجئ رغم انه قد استخدمها لتقبيلكِ ذلك اليوم، فلم تكوني تتوقعينها تلك المرة و قد سار كل شيء بشكل سريع و صادم لذا لستِ تتذكرين ملمسها حقًا. راودتك الرغبة بتكرار التجربة بشدة و بصورة صحيحة هذه المرة، كنتِ تقتربين منه ببطء دون وعي و بتِّ الآن تشاركينه نفس الهواء الذي يتنفسه. لقد كان الشعور سماويًا، و أنت التي ظننتِ انه لا شيء سيفوق حقيقة مجيئه إلى هذا العالم سحرًا. إلا أن منبه هاتفه قد رن و تحرك ليطفئه و هو يتململ دون ان يفتح عينيه مما سمح لكِ بسحب يدكِ و بالعودة إلى وضعيتك السابقة.

تبًا ما كان ذلك يا أنا ما الذي دهاكِ؟؟؟؟

"...هل استيقظتِ؟"

"لا بأس، نلتُ كفايتي بالفعل"

"آه أرى ذلك"

كان صوته خشنًا و أجش، كالعادة في الصباح عندما يصحو.

"ألم تنم جيدًا؟" قلتِ باستغراب عندما رأيتِه يتثاءب مرتين على التوالي.

لم يجبكِ و لكنه اكتفى بإعطائكِ تلك النظرة و حسب، كانت نظراته بها شيء من الغيض و كأن لسان حاله يقول "كيف أنام و قد أبقيتني مستيقظًا طيلة الليل" لكنه عوضًا عن ذلك ابتسم و قال: "انهم يرهقونا بالعمل هذه الأيام"

كاذب.

"آه صحيح، سيبدأ دوامكَ خلال نصف ساعه"

"افكر ان آخذ يوم إجازة، سأبقى هنا فربما تحتاجين شيئًا"

"هذا لطف منك و لكنني بخير"

"حقًا؟"

"أجل أؤكد لك! أشعر أنني عوضتُ الثلاث أشهر الماضية كلها"

الأمير و الوحش - فينلاند ساغاWhere stories live. Discover now