الفصل 22

82 12 11
                                    

في العام التالي، 1008

استيقظ بيورن صباح ذلك اليوم على جدالٍ دائرٍ بين آشلاد و الأمير هانو، كان يأمل أنهما قد تخطيا الأمر بحلول الصباح و لكن يبدو أنهما لم يحسما أمرهما بعد. لمح آشلاد بيورن من بعيد و ناداه لمناقشته في خطة الغارة، كانت الخطة ممتازة و لكن جزئية الهجوم من دون دروع واقية لتسريع المهمة أفقدت هانو صوابه كونه المسعف بينهم.

"لم أخلكَ تستهين بحياة رجالك هكذا" قال هانو باستنكار.

"هذه الطريقة الوحيدة التي أمامنا إذا ما أردنا تمهيد الطريق للالتفاف حول ذلك الحصن المنيع" رد آشلاد.

"بصفتي المسعف، سأضطر إلى التصويت ضد هذه الخطة... إنها تتضمن الكثير من المخاطرة، لم تعجبني" أدلى هانو برأيه الذي لم يطلبه أحد و نشب جدال بين هذين الاثنين فيبدو أنهما يتشاركان نفس الطباع الحادة و النظرة الثاقبة للأمور، كان هانو على حق عندما أشار إلى وجود ثغرة في الخطة و أن احتمالية نجاحها تساوي فشلها و لا يمكنهم تحمل الخسائر إذا ما وقعت.

"أريد أن أناقش بيورن في الموضوع هلا غربت عن وجهي؟ اذهب إلى حديقتك و اصنع طوقًا من الزهور أو شيء من هذا القبيل"

رفع هانو العابس حاجبًا واحدًا غير مصدق لما يخرج من فم عبقري زمانه المدعو آشلاد "أيًا يكن ما يأمر به زعيمنا" ثم غادر متجهمًا.

"بعد التفكير في الأمر، يبدو الفتى محقًا يا آشلاد، نحن نقاتل لنفوز، حتى و إن كُنا متحمسين للذهاب إلى فالهالا"

"لديه وُجهة نظر، لكنني لم أغفل عن النقطة التي ذكرها. لقد غاب عن ذهنه شيء واحدٌ فقط، أنا أعرف رجالي أكثر منه لذا... كُلي ثقة بأننا سننجح في هذه. مُر الرجال بالتأهب"

"ماذا عن الصبي؟"

"أخبره أنه يمكنه القدوم أيضًا إن أراد، لن أُجبر أحدًا لا رغبة له في اتباع الأوامر"

بحث بيورن في الأرجاء لكنه لم يستطع العثور على الصبي فسأل 'الأذن': " هل تعلم أين ذهب هانو يا ترى؟"

"أتذكر مزرعة الأعشاب التي يقضي فيها أغلب وقته؟ إنه هناك... يدندن، و صوته مزعج؛ يجعلني أشك أنه قد بلغ بعد"

"ماذا تقول، إنه في الـ 18"

"و مع ذلك يبدو لي كالفتيات إنه ناعمٌ جدًا"

"معك حق في هذه..."

"سأكون شاكرًا لك لو جعلته يخرس"

في طريق بيورن للمزرعة لمح هانو من بعيد منغمسًا في الاعتناء بأوراق الأعشاب التي ظل يرعاها طيلة السنة الماضية، و قطف كمية كبيرة جدًا من أوراق الصفصاف و الأعشاب ليصنع منها علاجاتٍ استعدادًا للمعركة القادمة، بالنظر للكمية التي جمعها يبدو متمسكًا برأيه و متأكدًا من أن المحاربين سيعانون الأمرَّين لو اتبعوا الخطة كما هي. بينما كان يفعل ذلك سمعه يدندن لحنًا غريبًا، ربما يعود اللحن الأجنبي للقرية التي جاء منها... ليس متأكدًا.

الأمير و الوحش - فينلاند ساغاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن