الفصل 13

96 17 8
                                    


لم تدم الأيام المسالمة طويلًا فقد عدتِ اليوم من المدرسة و جِهةٌ واحدة من شعرك الطويل مفقود؛ و كأنهُ اجتُرّ بعشوائية و بقيته كان في حالة يرثى لها. غبار و خدوش على وجهكِ و زِيِّك. مشيتِ نحو المطبخ مطأطئة رأسكِ، مزاجكِ معكر و لا تريدين لبيورن أن يرى ملامحكِ و يستلمكِ بأسئلته تلك. لاسيما أنه لا توجد لديكِ أية أعذار أو أكاذيب هذه المرة. كان في المطبخ يعد الغداء كما توقعتِ، يا له من ربِّ منزل ناجحٍ، هذا النوع من الرجال من يُقال له "ألف بنت تتمناك" كيف بقي أعزبًا حتى الآن؟

حاولتِ ألا تجذبِ انتباهه بينما تقتربين من حمّالة السكاكين و بقية الأدوات الحادة الموضوعة على المنضدة، و بسرعة خاطفة و حركة خفيفة التقطتِ المقص و انسحبتِ خارج المطبخ عابرة غرفة المعيشة و الممر أملًا منكِ ألا يراكِ و لكنكِ سمعتهِ يناديك.

"اوي!!!....ما الذي جرى لك؟!"

تبًا، هذا الرجل لا يفوته شيء! أغلقتِ الحمّام على نفسكِ متجاهلةً نداءاته و قرعه على الباب.

"(اسمك)! اخرجي من عندكِ و سلميني المقص حالًا!"

"اتركني و شأني!"

"إن لم تفتحي الباب خلال ثلاث ثوانٍ فسأكسره!" كان صوته جادًا و عاليًا بطريقة مخيفة، مع علمكِ أنه يقول ذلك خوفًا عليكِ من نفسكِ إلا أنه يخيفكِ هكذا. لا يهم عدد المرات، لن تعتادي عليه عندما يكلمكِ بتلك النبرة الخشنة.

لم يأخذ منكِ الأمر وقتًا طويلًا حتى فتحتِ الباب و خرجتِ بكل هدوء و سلمته المقص دون أن ترفعي رأسكِ صوبه. نظر إليكِ متعجبًا منتظرًا تفسيرًا.

"أعجبك؟" قلتِ في تهكم مشيرة إلى شعركِ الذي تخلصتِ من معظمه في المغسلة و على أرضية الحمّام، قصصتِهِ كثيرًا لدرجة أنكِ تبدين كشخصٍ آخر تمامًا الآن.

".....تشبهين أحد الشباب من موطني" ثم نظر إليكِ بتمعن و كأنه يألفك "هل سبق و هددتكِ من قبل؟"

"هاها، مضحك..."

"إذًا، هل من سببٍ وراء كل هذا؟"

"لا يوجد سبب، أردتُ التغيير لا أكثر" كنتِ متأكدة أنه لن يقتنع بكذبتكِ، و حتما ليس بعدما مسح وجهه بيده آخذًا نفسها طويلًا كطول باله عليكِ، و أعطاكِ تلك النظرة. أجل تلك النظرة دون غيرها، لقد طفح كيله، لكنه تمكن من الحفاظ على هدوءه و قال:

"هذه الكدمات حديثه، وحديثة جدًا لتكون من تلك المرة عندما "اصطدمتِ بالباب" في الأسبوع الماضي، أو عندما "سقطتِ من على كرسي" في الأسبوع الذي يسبقه. حسنًا؟ ما هو عذركِ هذه المرة؟"

"..."

"لماذا لا تخبريني من يفعل هذا بك؟" قالها بصوته العميق اللطيف هذه المرة.

"..."

كتّفَ ذراعيه و اتكأ بكتفه على الجدار منتظرًا إجابة حقيقية هذه المرة، لا يوجد مفر.

الأمير و الوحش - فينلاند ساغاNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ