الفصل 12

101 18 15
                                    

"أرجو المعذرة..."

انتبه لكِ الرجل الذي يرتدي خوذة الحماية الصفراء و سترة العمل الميداني "نعم؟"

"قرأتُ إعلانكم بخصوص نقص الأيدي العاملة، و أود التقديم على الوظيفة"

نظر إليكِ من فوق إلى تحت محاولًا السيطرة على ابتسامته الساخرة "آسف يا صغيره، لكن أظنكِ أخطأتِ المكان. فكما ترين هذا العمل يحتاج إلى أشخاصٍ ذو بنية قوية و قدرة تحمل عالية، و لكنكِ...لا تطابقين المواصفات"

"وهل ذلك يطابق المواصفات؟" قلتِ و أنت تشيرين خلفكِ حيث يجلس الرجل صاحب البنية الضخمة و الشعر البني الطويل بعيدًا عنكما على قارعة الطريق، يداعب قطة و ينظر إليكما بلا مبالاة منتظرًا عودتك و قد نال منه الملل.

"لِما لا يتقدم بنفسه؟"

"في الحقيقة، هذا ليس أول مكان توظيف نقصده، جميع الوظائف السابقة رفضته كونه لا يتحدث لغتنا. وهو محبطٌ للغاية كما ترى"

"طبعًا لا أحد سيقبل بـ -..."

"أرجوك! إنه يفهم أغلب ما نقوله. و هو مطيعٌ للغاية (سامحني يا الله) سيكون من السهل التعامل معه. ثم إن حمل البضائع هنا و هناك لا يحتاج إلى كثير من الشرح، أليس كذلك؟"

"حسنًا..."

"ستكون خسارة أن ترفض رجلًا بمثل قوته!" و أعطيتهِ نظرة بريئة جعلته يتنهد قبل أن يطلب معلومات التواصل بكما، و أخبرك أنه يمكنه أن يأتي للعمل بدءً من الغد. فمضيتما في طريقكما.

"عظيم! ماذا قلتُ لك؟ ضربنا عصفورين بحجر واحد؛ سيكون بمقدورنا الآن تغطية ثمن الوجبات، إضافة لأنك ستحافظ على لياقتك. لا داعي لتشكرني" قلتِ بفخر.

"لا يمكنني القول أنني سعيد بذلك، نظام التوظيف هذه الأيام يشبه الاستعباد"

"ههههههههههه، هذا صحيح!"

"ما المضحك؟"

"مجرد أنك قلت الحقيقة التي لا يجرؤ أحد على قولها؛ العيش وحده بات أشبه بالمعركة اليومية. اسمع، سنشتري لك هاتفًا بهذه المناسبة. لكي نتواصل بما أنك ستضطر إلى الخروج من المنزل وحدك كثيرًا"

علمتيه طريقة استخدام الهاتف و ساعدتهِ على إضافة رقمك، و بما أنه لا يجيد القراءة و الكتابة فقد اتفقتما على التواصل عبر الرسائل الصوتية و مكالمات الفيديو. انه يرسل لكِ صورًا يومية له أثناء العمل، الأماكن الذي يوصل الحمولات لها، القطط الشاردة التي يصادفها اثناء استراحات الغداء، و بعض الصور مع ذلك 'الوغد' ريتشارد الذي يعمل معه. يبدو أنهما أصبحا صديقين بالفعل، وقد جعله يشاهد سلسلة قراصنة الكاريبي كاملة، و تعلم منه بعض الكلمات و العادات التي تتماشى مع أخلاقه التي كان الله رحيمًا بستره إياها حتى الآن.

الأمير و الوحش - فينلاند ساغاWhere stories live. Discover now