الفصل 21

76 13 10
                                    


"إذا، يلقبونك بـ 'الأذن' لأن لديك حاسة سمع قوية؟"

لم يقل الأذن شيئًا، لم يعلم هانو ما إذا كانت هذه هي طباعه أم أنه لم يحبه في المقام الأول.

"أوه عظيم! هنالك الكثير من أشجار الصفصاف، أحتاج إلى جمع بعضها لصنع خليط مسكن للألم"

كانا يمشيان وسط طريق تنمو فيه الأعشاب بعشوائية و لا آثار لطريق قد يعبر منه أي شخص، يصعب التصديق أن هذه الجزيرة مأهولة بالسكان. قاطع 'الأذن' هانو بينما كان يجمع الأعشاب هنا و هناك.

"سنعود أدراجنا"

"ماذا؟ لم نصل إلى وسط الغابة بعد، ربما تكون القرية مخفية في وسط هذا الضباب"

"أنتَ على حق إنها بالفعل مخفية و بالكاد سمعتُ صوت الحياة فيها، سنعود لنخبر آشلاد"

"تستطيع سماع أهلها من هنا؟!" قال هانو بذهول.

"يمكنني سماع الكثير من الأشياء، حتى عندما كنتَ تدندن بصوتٍ خافت من على السفينة الأخرى"

"مستحيل! لابد أنكَ تعرف الكثير من الأسرار"

"أعرف الكثير و لكنني أعرف كيف أمسك لساني جيدًا، في الحقيقة... أنا عادة لا أهتم بما يخفيه الآخرون"

"لستُ متأكدًا ما إذا كان ذلك يبعث على الاطمئنان أم لا، على أي حال، أثق أنكَ ستحفظ أسراري" غمز له هانو و سبقه بالعودة في محاولة منه ألا يترك له خيارًا سوى الموافقة رغمًا عنه.

"حسنًا يا رجال! لن نطيل البقاء لذا خذوا كل ما يمكنكم وضع أيديكم عليه"

حزم الجميع أسلحتهم تحت إمرة آشلاد و بدأو بالسير متبعين إرشادات الأذن وسط الضباب الكثيف قاطعين الغابة حتى بانت لهم أطراف قرية وسط بقعة الأرض المستوية في الأفق. و عند إشارة آشلاد انطلقوا في هجومٍ مباغت وسط الصرخات الهمجية و كانوا يقتلون كل من يقاوم أو يحمل السلاح أما البقية فقد اكتفوا بتخويفيهم و الصراخ و الضحك في وجوههم الخائفة؛ كانوا يمرحون كما يبدو. هانو كان في الخلف يمشي خلفهم و يراقب كيفية سير الأمور ثم اختفى فجأة و سط الفوضى و لم يلحظه أحد.

"آشلاد، هذه جميع الكنوز التي وجدناها. الغريب انه لا نساء هنا غير العجائز و الأطفال منهم. لقد فتشنا القرية بأكملها"

"هكذا إذًا...؟" قال آشلاد و هو يفرك ذقنه في تفكُّر و اللامبالاة واضحة على وجهه.

ثم ظهر هانو من العدم "أجل، لا احد هناك و لا في الحضائر، لقد بحثت للتو"

"...هممم" هو كل ما قاله آشلاد ردًا على هانو، انه حتى لم يكلف نفسه عناء التأكد من صحة كلامه رغم أنه كان واثقًا أن الفتى يخفي شيئًا ما. ثم أمر الرجال بالعودة إلى السفن فورًا بعد تناول العشاء.

الأمير و الوحش - فينلاند ساغاWhere stories live. Discover now