الفصل الأول

177 8 62
                                    

.تجاهلوا الأخطاء الإملائية..

🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿
.
.

عادت أدراجها نحو البيت عندما شعرت أن الجو يزداد برودة ، فتحت الباب الذي تركته لها إيليا مواربا كالعادة تجنبا لأي صعوبات قد تواجهها لتلج للداخل..

"إيليا، لقد عدت " قالت آستر بصوت مرتفع ما إن أغلقت الباب خلفها،
نزعت معطفها لتعلقه بمكانه على الحمالة خلف الباب، ثم استدارت تضع نظاراتها بروية على المنضدة
فتقدمت تنادي من جديد بلكنتها المميزة " إيليا أين أنتِ؟"...

لم يأتِها رد فتوقفت مكانها توجسا تشعر بشيء غريب، كأن الهواء اختفى من أمام وجهها فجأة، كأنها أمام جدار كبير تستشعر منه دفئا،
بلعت ريقها تمرر عينيها على المكان دون أن تشعر حتى....

و ارتباكها استحكم يده العليا عليها فجعلها تضطرب موقعة عصاها البيضاء أرضا، وهدوء المكان المريب الذي لم تعهده أبدا زاد الوضع سوء..

مدت يدها للأمام ببطء وحذر، فاصطدمت بصدر صلب، تراجعت للخلف قليلا بصدمة و ازداد اضطرابها ، " مـ من أنت؟ ماذا تفعل هنا؟" سألته بنبرة مرتبكة مرعوبة، تشعر بأنفاسها تنقطع.

"إيليا أين أنتِ؟" نادت من جديد بنبرة مهتزة على وشك البكاء، فكتمت إيليا ضحكتها بيديها تراقب وجهها المرعوب...

أعادت آستر يدها أمامها عندما لم تحصل على رد فاصطدمت بصدره من جديد، تراجعت برعب الى الخلف، تتعثر بعصاها لتفقد توازنها، فيسرع ليمسك بذراعها ليحافظ على توازنها.

علقت إيليا بلغتها الإيطالية "هيا كف عن المراوغة يا هذا، ستقتلها رعبا" تشفق على صديقتها من الرعب البادي على وجهها الساحب فجأة...

" إيليا، أنت هنا، لم لم تجيبيني؟، ومن هذا؟" تنفست الصعداء عندما سمعت صوتها بالجوار، فتململت تحاول التحرر من قبضة من يمسكها
" أفلتني" تهتف بنبرة غاضبة باللغة التي تحددثت بها إيليا قبل قليل...
" إحزري من أولا ثم سيترككِ " أجابتها إيليا عندما أشار لها بصمت بأن تتحدث،
فعقدت آستر حاجبيها ترفع يدها بخفة  باتجاهه ليقترب هو بالمقابل ليمنحها الفرصة في تفقد وجهه ملامحه بيدها فينتظر أن تتعرف عليه..

تلمست وجنته، عينيه ثم حاجباه الكثيفان، أخفضت سبابتها قليلا نحو أنفه، تستنشق عطره الذي لم تنتبه له من شدة اضطرابها قبل لحظات ، لحظة أدراكها لهويته المُنشَقَّةِ من هويتها نبض قلبها بعنف فرحا، فابتسمت تتلألأ عيناها بدموع حبيسة..

رفعت نفسها على أصابع قدميها تزامنا مع إحاطتها له بذراعيها الإثنتان تنهمر دموعها فجأة...
" لقد إشتقت لك كثيرا" تمتمت بعربيتها المميزة هامسة بغبطة عندما عصرها بعناقه يرفعها عن الأرض يدور بمكانه " أنا أيضا فراولتي" أجابها بفرحة ينزلها على قدميها ، مسح خديها بابهاميه يقبل أعلى رأسها، فاحتضنته من جديد تسند رأسها إلى صدره، قهقه قليلا يقول بنبرة ألم مصطنعة
" على مهلك "
ضربت ظهره بكفها تقول دون فك العناق " سأكسر رأسك "

  ثمار الماضي  || FRUITS OF THE PAST Donde viven las historias. Descúbrelo ahora