الفصل الرابع

86 6 36
                                    


تجاهلوا الأخطاء الإملائية 🙂.

🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿

اليوم التالي قرابة الظهر... فيلا التهامي.

تأففت منى وهي تقشر الخضار استعدادا لطهي غداء عائلي فرحا بعودة الحاج عبد السلام و الحاجة رابحة والدي ريس من المزرعة...

تزم شفتيها مرة و تكز على أسنانها مرة أخرى وهي منشغلة في تقشير البصل بحركات عنيفة واضحة،. بينما الخادمة الأخرى لمياء تضع اللحم في الطنجرة الكبيرة بعد أن غسلته وهي ترمق منى بطارف عينها وقد جذبتها حركاتها النزقة منذ فترة... منذ وصول الحاج و الحاجة تحديدا.

تجاهلتها لمياء كما تفعل عادة، فأخذت تضع التوابل وهي تقول " أعطيني البصل إذا أتممت تقشيره".

تأففت منى مجددا تضع إناء البصل بقوة جوار لمياء " ها هو".

حدجتها لمياء بنظرات نارية رغم ملامحها الباردة " ماذا هناك؟، ما خطب هذا المزاج الناري منذ الصباح".

أزداد انعقاد حاجبي منى و زمت شفتيها بعدم إجابة فتعود لمكانها قبل قليل تكمل ما بدأته..

خففت لمياء النار على القدر تعود بانتباهها نحوها تسألها من جديد بتوجس " هل تعرضت للسيد ريس بأي شكل من الأشكال عند وجوده هذا الصباح لاستقبال والديه؟ ".

اشتعلت نظرات منى بلهيب متقد، تعض على لسانها داخل فمها وهي تتذكر تجاهله التام لها وهي تلقي عليه تحية الصباح، فأخذ يكلم عاليا بهدوء وهي متسمرة تناظرهما بغل ينهش صدرها نهشا.

ما ذنبها هي أنها تحبه، أنها تعشق رائحته التي باتت تبحث عن بواقيها في غرفة جناحه و مكتبه بعد أن غاب لثلاثة أيام بسبب عاليا.

نضحت عبرات رقيقة من بين رموش عينيها الداكنتين تهمس بعنف من بين أسنانها " و ما دخلك أنت؟، التزمي بعملك و كفي عن حشر أنفك في أموري"

اقتربت منها لمياء بسرعة تقبض على ذراعها فتنغرز أناملها غرزا وهي تؤنبها بالقول الرافض " يا غبية أنا خائفة عليك، إذا تجاوزت حدودك ستخرجين من هذا البيت خالية الوفاض كما دخلته أول مرة، أنت تسعين لتدمير حياتك بيديك منى، و إذا تدمرت فأمك العليلة هي من ستتأذى، نصيحة مني... ابتعدي عن ابن التهامي ".

انتزعت منى ذراعها بقوة تهمس بنفس القوة و الإصرار المطل من عينيها" قلت لك لا شأن لك بي، اهتمي بأعمالك و ابتعدي عني "

ثم أولتها ظهرها تكمل تقشير الخضار المتبقية بحركات خرقاء سببها هيجان قلبها المدوي داخل صدرها..

  ثمار الماضي  || FRUITS OF THE PAST Where stories live. Discover now