الفصل الثامن

26 4 22
                                    

تجاهلوا الأخطاء الإملائية..

🌿 🌿 🌿 🌿 🌿

" آنسة آستر.. هل تقبلين الزواج بي؟" ابتسامته العذبة ارتعشت قليلا يرى على وجه آستر علامات الصدمة... تقبضت يداها تحمر عيناها فيختفي أسفها الذي كان يزين وجهها بالخجل ليحل محله ركود عجيب... فتتمتم بصوت غريق " هل تشفق علي لهذه الدرجة؟".

بهتت ملامحه يتدارك ما فهمته خطأ فيصححه" لا أبدا.. أي شفقة هذه، لقد فهمتِ كلامي بشكل خاطئ".

وقفت تشعر بدوار مخز و كرامتها تئن و تتلوى ألما... فتتغضن الملامح وتهمس بقوة رغم غصتها " يبدو أنك أنت من فهمت كلماتي منذ قليل بشكل خاطئ... و لا أحتاج شفقة أو تَفَضُّلا سينيور ريس.."

قاطعها بصرامة يقف هو الآخر ليواجهها بصوته الحازم مكتفيا من اهانتها لنفسها قبله " توقفي عن هذه التراهات.. توقفي عن التقليل من نفسك بهذا الشكل.. هل ترين نفسك مثيرة للشفقة لتظني أني أتقدم لك تفضلا و أجرا؟.. إذا كنت تفعلين فأنا لا أفعل، لا أراك كما ترين نفسك... سأترك لك مهلة لتفكري.. و بعقلانية.. لم أكن لأتكلم معك مباشرة لو كنت أعرف وليا لأمرك.. لكنني أعلم أن والدك ميت و والدتك بإيطاليا وهذا ما دفعني لأفاتحك شخصيا في الموضوع... فكري جيدا بشكل منطقي و سأنتظر جوابك.. و أرجو حقا أن يكون إيجابا... عن إذنك "..

ثم تركها ورحل آخذا معه رائحة مسكه و نبرات صوته التي كتمت غضبا في آخر كلماته..
وهي بقيت مكانها ترتجف مبهوتة بما طلبه و قاله... هل حقا يريدها زوجة ام أنه أشفق على حالها بعد انهيارها أمامه قبل قليل؟.. و إذا كان يريدها حقا زوجة فلماذا هي بالتحديد... هناك فتيات كثر يتمتعن بصحة جيدة و لا يعانين من شيء مثلها هي؟..

أخذ قلبها يخفق بعنف حتى كادت أنفاسها تنقطع.. فتجلس على الأريكة من جديد تتمتم بارتجاف " يا رب تعبت.. أرجوك ساعدني".

**********

الماضي...
كلمة تجسد حياة.. تشكل تدفق ذكريات للعقل و تضغط على القلب ليخرج مكنوناته..
الماضي ركن وردي للبعض.. و شبح مقيت للبعض الآخر... و بينهما يشكل خوفا ورعبا من تكرار أحداثه المؤلمة لعاليا..

عاليا التي تقود دراجتها النارية نحو اللامكان... تتنفس بسرعة انفعالا لتظافر الماضي مع كلمات آستر التي نبشت الذكريات و جعلتها تظهر في صور متقطعة و أصوات بعيدة..
تتمازج أصوات الرصاص بهتاف أحدهم في سماعة أذنها يليه تأوه تعلم مصدره جيدا... تأوه خلع قلبها من مكانه فتصرخ ملئ صوتها تنادي على من لم يترك لها في الدنيا غير يدين غارقتين في دمائه...

يزداد تنفسها حدة فتزيد من سرعة دراجتها النارية أكثر... الضجيج في رأسها عال جدا... عالي لدرجة أنها لم تنتبه للشاحنة الغاضبة التي تصيح عبر بوقها بأن تنتبه للإتجاه الممنوع الذي تقود فيه....

  ثمار الماضي  || FRUITS OF THE PAST Where stories live. Discover now