الفصل الرابع عشر

23 2 2
                                    

تجاهلوا الأخطاء الإملائية

🌿 🌿 🌿 🌿

ليلة سوداء...

صراخ هلع ممزوج بين نساء ورجال يتراكضون خوفا على حياتهم من صوت الرصاص الذي دوى فجأة في الشارع...

العينان الفيروزيتان تلمعان بشر و الأسنان مصطكة بإحساس عال بالغدر... يديها المتقبضان اشتدتا أكثر فيقف أندرو جوارها بعينين داكنتين تناظران الجثة المدماة أمامهما بتوجس و قلق " يبدو أنك كنت المقصودة".
تلاعبت بشفتيها تعض خدها من الداخل هامسة بحقد وقلبها متسارع النبضات يعدو داخل صدرها " أعلم... إنتقام روميو لخسارته لشركته أتى أخيرا.. لكن يبدو أنه مازال تافها..".

اتسعت عينا أندرو بشكل طفيف يبتلع صدمته من تصريحها البارد لكنه لم يستطع بلع لسانه فسألها بغباء " تافه!.. لقد تم قتل زوجك قبل دقائق برصاصة في رأسه و تقولين أن روميو تافـ...".
ابتلع كلامه بسرعة من نظرتها الشرسة فهمست من بين أسنانها بأمر قاطع" لنخرج من هنا حالا..".

ازداد اتساع عيني أندرو أكثر يتساءل باستنكار وهو ينظر نحو جثة الرجل الهامدة على رصيف الشارع " لكن السيد...".

للمرة الثانية بلع رمقه و بتر جملته المستفهمة تحت نظراتها الخطرة وهي تسبقه نحو السيارة بخطوات نارية..

فكان أندرو في حالة صدمة حاول تداركها... صحيح أنه يلاحظ أن جورجينا لا تخالط زوجها إلا مرات قليلة، فهي دائمة الإنشغال بأعمالها و مشاغلها... و زَوجها يعيش مراهقة متأخرة بالبحث عن الفتيات الصغيرات و المميزات ليتمتع بزواجه المتوقف باستبداله بمتعة تختفي ما إن ينبلج الليل.... لكنه يظل زوجها، زوجها الذي لا تراه أو تكلمه إلا مرة كل شهر أو شهرين!.

لقد كان أندرو يراه دائما ممتعظا من تصرفاتها و متوجسا من عواقب أفعالها... حتى أنه اتصل بها يوم تم إعلان خسارة روميو لشركته بسببها هي... كان يحذرها منه فروميو ليس سهلا أبدا.. وهاهو خوفه يتحقق و توقعاته تتجسد في شبح الموت ليأخذ روحه... لكن هل هي تهتم!... لا لا تهتم!.
وهذا ما يخيف أندرو حاليا!!.

ركب السيارة بعد أن فتح لها الباب بسرعة ثم انطلق حيث لا يعلم... فهي لم تخبره بوجهة محدده، فظلت ساهمة بملامح تسبح في الغل و قوة الغضب المكتوم تطل عبر فيروز عينيها...
زوابع داكنة تحيط بها و غمام الغضب فوق رأسها بصواعقه التي لا ترحم... روميو تجرأ عليها كثيرا، وهي لن تسمح بهذا التمادي أبدا...

صحيح انها لا تحب (أوغو) زوجها، بل لا تعتبره زوجا بقدر ما تعتبره أداة ممتازة لتنفيذ مخططاتها، لكن خسارته و موته بهذه البساطة أمام ناظريها برصاصة توقن جيدا أنها كانت موجهة لها هذا بحد ذاته تحدي... و كم تعشق التحديات!.
لمعت عيناها بالكره و سواد الروح يستفحل وساوس شيطانية تغذي أفكارها البشعة..
أخذت نفسا عميقا..
زمت شفتيها ثم حملت هاتفها تتصل... رنين يتوالى لبعض الوقت قبل أن يأتيها صوت تكرهه... صوت هادئ متلاعب كاتم لكل الغضب الذي أججته بنفسها داخله، بلهجة إيطالية رخيمة يقول " مساء الورد و الجمال... لم أتوقع اتصالك!".
لوت شفتها تجيبه بهدوء " ولمَ لا أتصل؟، ألا تريد مني تهنئتك بفوزك الصغير؟... أريد أن أشكرك عزيزي روميو، لقد خلصتي من عبء ثقيل كان يؤرقني، أوغو كان يجب أن يموت و أنت نفذت الأمر دون أن أضطر لفعله بنفسي.."
ضحكت قليلا بميوعة تكمل" أنت حقا شخص لطيف ".

  ثمار الماضي  || FRUITS OF THE PAST Where stories live. Discover now