الفصل الخامس

95 7 26
                                    

تجاهلوا الأخطاء الإملائية..

🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿

من المؤكد أنكم جميعا تعلمون قصة سيدنا موسى عليه السلام مع عبد الله الخضر...

و من لا يعرفها فمختصرها المفيد أن أقدار الله تخفي حكمة و رحمة حتى لو رأى بها الشخص سوءا أو تسببت في خسارته لماله أو حياة قريب عزيز...

و هذا وارد من النفس البشرية على الدوام، إذا مسها الشر تنوح و تندب حظها العثر متناسية أن كل شي عند الله مكتوب و مقدر، وقد نستطيع إدراك الحكمة حتى لو بعد حين، كما قد لا نستطيع أبدا مهما فكرنا و حللنا الموقف، فبطبيعة الحال قصر بصيرة البشر لا تخوله الخوض في عالم الغيبيات هكذا و بهذه الطريقة، فيكون الحل الوحيد الأمثل و المريح للنفس هو الإيمان أن مهما حدث فهو خير.... و أن أقدار الله مهما كنا نراها قاسية بطبيعتنا البشرية الأنانية فهي بكل تأكيد رحمة لنا وقد تكون أنجتنا من عذاب الدنيا و مصائبها...

كما يقال عادة " لا يُقفل الله بابا حتى يفتح بدلا عنه ابوابا"

التمسوا الخير في كل ما يحدث، فنحن أضعف من أن نُلِمَّ بكل شيء...

***********

فيلا التهامي.. نهارا (ليلة الحفلة)...

تجلس آستر متربعة على فرشة قطنية في الحديقة  في هدوء مبهر مبهج يبث الروح بضعا من السكينة التي تحتاجها هذه الفترة، عصاها إلى جانبها مركونة و هاتفها على أذنها تستمع لنايل  بابتسامة حافظت عليها بإتقان... غريب!.

في الجهة المقابلة تقف إيليا مستندة إلى الجدار يديها مكتفتين فوق بطنها و عيناها لا تفارق محيا آستر...

تبدو لها هادئة ،مبتهجة، و مرتاحة على نحو يثير الريبة و القلق.

لقد اتصلت بها بالأمس تطلب منها المجيئ إلى هنا، فلبت الطلب هلعة و أفكار مخيفة كانت تجوب عقلها، لكنها هدأت عندما وجدت أن البيت هو لعائلة (هيذر)، و أن العم هو صديق قديم جدا لوالد آستر الراحل، فلم يصدق نفسه عندما اكتشف هويتها ليتمسك بها باستماتة لا تخلو من الحزم لتبقى معه على الأقل حتى تمر حفلة اليوم...
و اكتشفت أن ذلك الرجل الغريب الذي ساعد آستر ذاك اليوم هو ابنه.

تنهدت إيليا بهم، تتذكر كل تفاصيل الأمس و اليوم و محورها بكل تأكيد آستر..

لم تحدثها كثيرا ، لم تقصص عليها علاقتها بالسيد عبد السلام إلا بضع فتات رمته على مسامعها متجنبة الكثير الكثير من التفاصيل، كما أنها لم تجلس معها إلا بضع دقائق صامتة... فقط! ،
تشعر أن آستر تتباعد عنها عنوة، وهذا حقا أزعجها و جعلها تغلي من الداخل.

  ثمار الماضي  || FRUITS OF THE PAST Where stories live. Discover now