الفصل السابع

60 4 7
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الفصل طويل أكثر من العادة وهو تعويض بسيط جدا عن غيابي في الشهر الفضيل.. أتمنى لكم صياما مقبولا و طاعة مستجابة... دمتم بألف خير 🌹.

تجاهلوا الأخطاء الإملائية...

🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿

صوت الموج..

ترانيم تتلى... أصوات عذبة متداخلة أعلاها منخفض يدب في الروح راحة زائفة، فلا يُسكت ضجيج خواطرها شيء..

ظلام بارد، أمواج تتلاطم و سفينة عقلها في تأرجح مخيف..
تشتت يزداد و الأصوات تتعالى فتصم الآذان عن سماع صوت المنارة فتهتدي للطريق الصواب..

خوف... حنين.. فقد و إحساس بفجوة كبيرة داخلها يتعاظم كل يوم...و مازال اللسان يلهج بالحمد و الشكر لرب العباد...

خلف القدر حكمة و هي تناجي أن يتلطف الله عليها و يرأف بحالها.. فما عاد في الجوف متسع للمزيد...

استنشقت آستر نفسا عميقا مشبعا برائحة البحر العذبة و الرطبة..
تسمع الأمواج على الشاطئ في مد وجزر يأخذ قليلا من همومها.. الرياح عليلة باردة تداعب خصلات شعرها المنسابة على طول ظهرها، فتأرجحه ليغمر وجهها و يلاعب و جنتيها برقة زادتها هالةََ من الحزن..

على بعد مسافة منها يقف وليد وعلى وجهه ملامح هادئة في ظاهرها... متأثرة في باطنها..

لسانه لا ينفك يكرر نفس الدعاء منذ أوصل سيدته إلى هنا " اللهم أزح عنها همومها و ارأف بحالها يا أرحم الراحمين" فيكاد الدمع يفر من مقلتيه إشفاقا و جملة خرجت من فمه تلقائيا " الحمدلله على كل حال".

أخذت نفسا عميقا لتخفف الضغط عن صدرها.... فاستشعرت رائحة مألوفة تتغلغل في أنفها فتضرب غرف عقلها المظلمة لتفتح الأبواب و تنساب الذكريات... إنها رائحة النعناع!.

استدارت بحركة حادة تحاول التأكد من الرائحة التي حملتها إليها الرياح... هي لا تهلوس صحيح؟..

انقبض صدرها و تشنجت عضلاتها و الرائحة لا تفارق أنفها أبدا... تحركت بغير هدى تنادي بعلو صوتها المرتعب " وليد".

انتفض وليد من مكانه يسرع بخطواته نحوها يلبي نداءها المذعور " أنا هنا آنستي".

وصل إليها يمسك يدها، فتشبثت به بقوة استشعر من خلالها ارتجافها فتقول له برهقة " خذني من هنا... اخرجني من هذا المكان".
فيشدد من تمسكه بها يبثها قليلا من الأمان الذي تفتقده منذ سنوات... يتخذ خطواته حيث السيارة..

  ثمار الماضي  || FRUITS OF THE PAST Where stories live. Discover now