الفصل الواحد و العشرون

30 2 2
                                    

تجاهلوا الأخطاء الإملائية مرحبا

🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿

سيارته توقفت أسفل مسكنه، ينتظر من أمه النزول إليه بعد أن عاد من محل بيع الورود و محلات الحلويات و الشوكولاتة، عينيه تلمعان بحماس جارف وقلبه هادر راكض في صدره ،لقد نوى وعزم ان يطلب يدها الليلة من عمها، فريس أكيد مشغول بما عليه من تحضيرات ونسي طلبه هو...
أخذ نفسا عميقا يشعر بخدر وتوتر في نفس الوقت، فيرفع هاتفه يتصل بريس والبسمة المشاكسة على شفتيه...
رنين متواصل عبر السماعة شق أذنه، قبل أن يأتي العفو أخيرا ويفتح ريس الخط مجيبا بصوت محايد " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..".
بسمة عصام تكاد تشعل النيران في كلماته وهو يسأله بعد رد السلام " عليكم السلام ريس، بدون مقدمات، أردت سؤالك عن العم عبد السلام هل هو موجود في البيت؟".
عيني ريس على الإشارة الضوئية قبل أن يوقف سيارته مجيبا عصام على مكبر الصوت " لا أظن ذلك... عندما كنت في المنزل قبل ساعة لم يكن موجودا..".
تلك النيران في كلمات عصام خفتت فيصيبها الإحباط مع سؤال ريس له" لماذا تسأل عنه؟ ".
رفع عصام حاجبه قبل أن يجيبه من بين أسنانه متهكما" ليس من شأنك".
احتدت ملامح ريس يستدرك طلب صديقه الذي نسيه سهوا و الظروف الآن ليست مناسبة لفتح هكذا موضوع، فيجس نبضه قائلا" هل تريد التحدث معه بشأن عاليا؟".
لامس عصام التحفز في نبرته فأجابه بصراحة شديدة" نعم...أريد التحدث معه بشأنها من جديد".
أغمض ريس عينيه قبل أن يفتحها ويتحرك بسيارته بعدما تغيرت الإشارة للأخضر، أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بنفس صراحة صديقه " عاليا ليست مستعدة لهكذا موضوع... وخاصة اليوم ".
اعتدل عصام في جلسته بسرعة تتحفز حواسه متسائلا " لماذا..ماذا بها ؟".
ينعطف ريس بسيارته في الشارع الرئيسي مجيبا بأسف " لقد تعرضت لحادث سير بدراجتها...".
انخلع قلب عصام من مكانه يسمع طنينا مزعجا في أذنيه قبل أن يصرخ بهلع" مالذي تقوله؟ ".
يهدئه ريس بسرعة " لا تقلق هي بخير ، لم يحدث لها شيء خطير..".
الهلع مازال يرافق عصام وهو يسأله بلهفة وحلق ملتصق " أين هي يا ريس.. أين هي ؟".
" بالبيت..لا تقـ...."
وانقطع الاتصال بسبب فصل عصام للخط وهو ينطلق بسيارته بسرعة جنونية محدثا صوتا مريعا أثر احتكاك إطارات السيارة بالطريق...
تطل حليمة من نافذة المنزل على صوت الفرامل المزعجة فتضع يدها على قلبها متمتمه بتوتر " يا رب سلم.. ماذا حدث؟ ".
ترفع هاتفها لتتصل به دون رد، ولمرات متتالية...
تأتي ندى بوشاح طويل تضعه أمها فوق الجلباب على كتفيها عادة، بسمتها فوق ثغرها مرسومة رغم عدم إخبارهما لها عن سبب هذه التحضيرات للخروج اليوم... فتنبهت ملامحها عندما وجدت وجه أمها مصفرا و الهاتف على أذنها، تقترب منها بسرعة متسائلة " مابك أمي؟، لماذا تبدين هكذا؟".
" أخوكِ انطلق بسيارته مسرعا قبل قليل.. أنا غير مطمئنة".
تهدئها ندى بالقول وهي تسحبها لتجلس على الاريكة " هوني عليك حبيبتي، ربما أتاه اتصال مستعجل من أحدهم... لا تخافي هكذا".
تضع ندى الهاتف الذي انتشلته من يد أمها على الاريكة جوارها، وهي تسمعها تدعو بقلب وجل" يا ربي الطف بي، قلبي على قرة عيني فلا تسؤني فيه يا كريم".
تؤمن بعدها ندى وهي تقبل يدها ولسانها يتحرك بالدعاء الهامس كي يحفظ الله أخاها وسندها من كل شر.
يطوي الطريق بسيارته طيا، قلبه يعدو في صدره هائجا و خوفه لا يهدأ مثقال ذرة...
يتصل بها وهي لا تجيب، و الخوف نسج وحشا في خياله يقتات على ثباته اللحظة...
دقائق مرت عليه كالجحيم وهو يتوقف بسيارته أمام فيلا التهامي، والهاتف على أذنه بإلحاح يتصل بها علها ترحمه وتطمئن قلبه الملتاع عليها.
في الأعلى بعد أن غفت بحضن رابحة، تركتها هذه الأخيرة قبل لحظات وذهبت لتتوضأ وتصلي فرضها...
رنين الهاتف تحت المخدة أزعج نومها ففتحت عينيها المنتفختين من أثر البكاء، وبوجه أصفر وغثيان يراودها فتحت الخط دون أن تدقق في هوية المتصل " نعم".
صوتها المتحشرج كان ماءََ زلالا أتى على أرض شب فيها حريق مهول...
فيعاجلها بلهفة " عاليا... كيف حالك؟".
فتحت عينيها بسرعة تستقيم بجسلتها على السرير تهتف بدهشة " عصام".
أغمض عينيه يأخذ نفسا عميقا، قبل أن يسألها مجددا بإصرار ملتهب " أجل، عصام... أرجوك طمئنيني عنك، كيف حالك؟".
كانت غير مستوعبة لسؤاله، هل يسأل لمجرد السؤال أم أنه علم بما حدث اليوم؟.
من بين أسنانه أتاها صوته المنفعل " عاليا أجيبيني.. صمتك يجننني..".
ابتعلت رمقها تجيبه بخفوت قلق " بخير يا عصام، ماذا بك؟، لماذا أنت منفعل هكذا؟ ".
تنفسه مرهق متحفز و الدماء تجري في عروقه فيكاد جسده يرتجف، و بصوته المحتدم بمشاعر الخوف قال " أنا أمام بيتكم... أريد أن أراك لو سمحت ".

  ثمار الماضي  || FRUITS OF THE PAST Donde viven las historias. Descúbrelo ahora