الفصل الثاني عشر

27 3 10
                                    


تجاهلوا الأخطاء الإملائية

🌿 🌿 🌿 🌿 🌿

العينين مظللتين بشوق حزين يسلب الإدراك و يسافر عائدا بالزمن... ذكريات جميلة... مُرة كالعلقم تمر بالذاكرة الحية و تجسد الحياة...
حياة بكل طيش و غباء دمرها بيده و كسرها ثم دفعها نحو غيره ليصلحها... ليطبطب عليها... فتخلق هي  ذكريات جديدة بعيدة عن حياته هو... يحيى....

مكتبه الفخم في عقر داره يحكي رغد عيشه.. كما مكانته المرموقة في مجتمع منافق... مكتبه الأثير يسرد ذكريات مر عليها ثلاث عقود... كل سنة يعيشها تضاعف من قهره... أن هي ماتت.. و هو عرف أخيرا مكانتها... بعد فوات الأوان..

عينيه الرماديتان لا تفارقان تلك الصورة الحبيبة.. صورة الزفاف الذي انتهى بعد ثلاث سنوات من بدئه... زواج كان فيه كالمجنون التائه وسط دوامات غضبه.. عنفه.. و هياجه الغير مبرر... إضافة إلى طيشه الذي لم تكتشفه من فرَّط بها إلا بعد الزواج... فتعلمت على يده الذل و الهوان... انكسر قلبها مرارا و هو كان يرى انكسارها و يسمع بكاءها... لكنه كان له من الطيش و الأنانية ما جعله لا يشعر إلا بنفسه.. باحتياجاته.. و بمستقبله المشوش بضباب عدم الاستقرار النفسي.

ذاك الركن تشاجر معها فيه بسبب نظراته لإحدى الفتيات في حفلة... و هناك صفعها لأنها صرخت في وجهه... و هنا هي من صفعته.. لأنه شكك في عرضها شرفها و أعمته غيرته... فاعتدى عليها إرضاءََ لغيرته تلك ... وكانت تلك الحادثة هي القشة التي قصمت ظهر البعير.. و انشطر القلب لشظايا حادة...

طلبت الطلاق... فرفض... و بعد اعتداءات كثيرة منه... هربت!... و رفعت قضية خلع كسبتها بسرعة بسبب الشواهد الطبية التي قدمتها ضده... و هو كل هذه المدة لا يهمه إلا شيء واحد... لن يخسر شيئا من أملاكه.. هي له.. ولن يتركها لغيره... إلا أن الخلع حدث... و الطلاق تمت المصادقة عليه... وهي!.. تزوجت بعدها بثلاث شهور... ثلاث شهور كان هائما يبحث عنها كالمجنون ليردها إلى عصمته ولو غصبا...

فيفاجأ بكون يوم انتهاء العدة هو يوم عقد قرانها.... على بشير الغالي!.

ذلك النذل القميء الذي سرق منه فتاة حياته... المرأة التي ظلمها دون أن يفقه لتصرفاته... لكنه يشهد الله أنه أحبها بكل ذرة فيه... لكن طريقته كانت خاطئة.. بل كارثية..

صورة الزفاف التي ينظر نحوها الآن  كانت مرآة لماضيه الغير مشرف أبدا تجاه من سكنت القلب... فرس هي في جموحها... تملأ العين و تسرق القلب و تخالل روحه في الليالي الباردة...

شعرها الأحمر كان لعبته المفضلة... عينيها الفيروزيتين كانتا مجرتيه اللتان يغوص فيهما مرتشفا سعادة لم يذقها من قبل أبدا... و بياض بشرتها الشديد و ملمسها الناعم يشده دوما للإقتراب منها.. دائما و أبدا...

  ثمار الماضي  || FRUITS OF THE PAST Where stories live. Discover now