الفصل التاسع

29 3 6
                                    

تجاهلوا الأخطاء الإملائية

🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿

بقلب واجف و جسد يختض توترا مرهقا بدءا من الروح... كانت آستر تحاول تحمل ضغط يد عاليا على ذراعها وهي تحثها بإصرار عنيف مغلف بغمامة الشك أن تخبرها عن مصدر معلوماتها...

أغمضت عينيها بيأس تلوم نفسها و تجلدها ' غبية آستر.. غبية.. غبية... أنقذي الوضع و جدي كذبة مناسبة'

همست بتعب حقيقي و مطارق الصداع تزيد من اختناقها و تشنج جسدها " توقفي عن رجي آليا هذا مؤلم".
سحبت عاليا كفها تقبضه جوارها و تحفزها لمعرفة الحقيقة لم ينقص قيد أنمل..

تنحنحت آستر تتحامل على ألم رأسها تحاول بلورة شيء لقوله... فتحت فمها ثم أعادت غلقه... أي شيء قد يخلصها من هذا الموقف المقلق..

"هيا آستر... أخبريني حبيبتي" توهج الشك القاتل في عيني عاليا بينما نبرتها الحانية تخاطب الأمان الهارب داخل آستر..
فابتلعت رمقها تقول بتقطع واهن " لقد... كلفت أحدهم بتقصي أخبارك و معرفة من أنت منذ بدأت صداقتنا... هكذا علمت عن عملك و ماضيك"

اتسعت عينا عاليا يجف حلقها، فتتساءل بصوت غريب " هل كنت تعرفين كل هذا منذ البداية؟".

هزت آستر رأسها بالموافقة تتفتح داخلها زهور الأمل أن عاليا صدقت كذبتها... لكن تلك الزهور عادت و انكمشت على نفسها عندما هتفت بلوم و عتب شق صدر آستر بخنجر مسموم" ولم تخبريني.. بل لم تلمحي إلى ذلك حتى..."
" ماذا كنت سأقول لك... علمت عن ماضيك نعم و علمت أشياء لم يجدر بي معرفتها أو النبش خلفها لكنني لم أجرؤ على إخبارك لأن هذا يخصك.. لو كنت تريدين الحديث بشأنه كنت لتأتيني كالعادة... لكنك لم تريدي ذلك و أنا التزمت الصمت " سارعت آستر تبرر بصوت واهن و جسد ينبض بكل التعب الذي مرت به اليوم... يبدو أن هذا لن ينتهي أبدا!.

اكتسى الغموض ملامح عاليا فيبهت سواد عينيها لتسألها بصوت بارد" لماذا بحثت عني؟ إلى ماذا كنت تريدين الوصول؟ ".

رفعت يديها نحو خصلات شعرها الصهباء تشدها بعنف عل الألم في رأسها يخف قليلا، فتتحامل على الألم تجيبها بنبرة مرهقة " أنا لا أتعامل مع الأشخاص القريبين مني جدا  حتى أعلم كل شيء عنهم... هكذا أضمن سلامتي.."

التمعت عينا عاليا بشك و صورة الحقير دانيل تظهر أمام ناظريها فجأة " لماذا كل هذا؟"

" لأنني... لأنني.. لا أثق بالناس..الجدد..و نواياهم" تمتمت بتقطع تجيبها... فيزيد ألم الروح من تفاقم النبض القاتل في كل جسدها...

تكاد عاليا تهتف باسمه قائلة" ناس جدد كدانيل أليس كذلك؟" لكنها أشفقت عليها تسكت رغبتها تلك...
ترققت عيناها لرؤية تشنج آستر و معاناتها التي تحاول بكل جهدها ان تداريها... ذاك الترقق خفت قليلا فيعود الشك مع عودة تساؤلاتها " من هذا الذي كلفته بالبحث خلفي؟ وكيف أستطاع معرفة كل ما عرفه عني؟ ".

  ثمار الماضي  || FRUITS OF THE PAST Where stories live. Discover now