الفصل العاشر

17 2 0
                                    


تجاهلوا الأخطاء الإملائية

🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿

حواجز الروح تنكسر من شدة وكز العواطف لها... ذراتها تتفكك راضية بل منقادة في ضعف نادر جدا منها... و كله لأجل إرضاء ذاك الجزء المحب في الروح و القلب و هي تنهل من اهتمام المعشوق..

" إذا كان وعيي سيبعدك.. عني... فأنا أريد أن أفقده للأبد فقط لتبقي... قريبة هكذا... "
نبرة عصام المرهقة الناعسة و تمسكه المستميت بها، جعل عاليا تختنق بغصتها وهي تشعر به يتشممها.. يلف ذراعيه حولها بقوة فتستشعر مشاعر لا تحبذها في هذه اللحظة..

همس مجددا بنفس الصوت و أنفاسه الساخنة تقشعر لها رقبتها" لماذا تفعلين ذلك بنا... لا تكوني قاسية هكذا".

شهقة كانت كالخنجر الثلم في قلب عاليا جعلت دموعها المحبوسة بأغلال من حديد تنسكب مدرارا عبر مآقيها الملتهبة.... أخذت تنشج بصوت مكتوم تحاول عدم الاستسلام لمشاعره التي حاوطتها من كل اتجاه رغم عدم وعيه أساسا!.

استخدمت يديها تدفعه عنها قليلا تهمس" عصام اتركني...يجب أن تشرب  قهوتك".

" قَـ.... هوة.... أنا لا.." كان كلامه متقطعا خاملا مما ساعدها قليلا على إبعاده عنها حتى قابلت وجهه... ارتعشت و خفق قلبها بجنون وهي ترى عينيه المحمرتين تنظران إليها بوله غير مستور... شعره البني مبعثر بطريقة قبضت على قلبها الضعيف تجاهه بقبضة من حديد...

ابتلعت رمقها تحتوي نفسها فتنهض ثم تنحني تجاهه قائلة بصلابة واهنة " هيا عصام... دعنا نعود نحو السيارة".

دون كلمة واحدة و بنفس نظراته نحوها لبى طلبها واقفا... ترنح قليلا فسارعت لإسناده تهتف بلهفة انفلتت منها تلقائيا " هل أنت بخير؟".

ألقى عصام بثقل جسده عليها كالمرة السابقة وهو يهمس بتشوش و لسان ثقيل " عاليا...".

أخذت تسير نحو السيارة بتثاقل وهي تزفر أنفاسها المضغوطة " أنا هنا عصام.. هنا...".

وصلت أخيرا نحو السيارة وقد كانت تظن أن المشوار إليها لن ينتهي... جسمه ثقيل و طويل يفوقها بالكثير.

فتحت الباب تساعده على الجلوس في المقعد المجاور للسائق و عندما أرادت غلقه  أمسك يدها و رأسه ملقى على ظهر المقعد مغمض العينين " عاليا... أنت.... هنا ".

أخذت نفسا مرتعشا تمسح بقايا دموعها التي كانت فتربت على يده " هنا... لا تخف."

فابتسم يفتح عينيه قليلا دون رد..

أزاحت يده عنها بهدوء تغلق الباب لتدور حول السيارة فتركب خلف المقود بعينين غائميتن.... لا تعلم ماذا يحدث لها... كل ما تشعر به الآن أنها تريد الإجهاش بالبكاء بصوت عالي  كالأطفال تماما... لا يهم السبب و لا تحتاج لمعرفة النتيجة.. هي فقط تريد تخفيف الإنقباض الذي يثقل صدرها...

  ثمار الماضي  || FRUITS OF THE PAST Where stories live. Discover now