الفصل الخامس عشر

32 2 4
                                    


تجاهلوا الأخطاء الإملائية.

🌿 🌿 🌿 🌿 🌿

قبل دقائق.
تمشي آستر تزامنا مع خطوات النادلة المتسارعة، تحاول مجاراتها لكنها تعثرت فهتفت بنفاذ صبر " على مهلك من فضلك".
تنحنحت النادلة تتوقف للحظة فتمرر كفها أمام وجه آستر عدة مرات للتأكد من معلومة أنها لا ترى فعلا، ثم تبطئ من سرعة مشيها لتتجها نحو الحمام، في لحظة معينة نظرت النادلة نحو أحد الأركان ذات الإضاءة الخافتة في الممر فترى فتاة أنيقة متناسقة القوام و من خلال ثيابها تبدو فاحشة الثراء تقف جوار رجل طويل نحيف و حاد الملامح... يبدو أنهما داخل مناقشة حادة.
دققت النادلة في ملامح المرأة التي بدت واضحة قليلا الآن، فاتسعت عيناها بسعادة حقيقية عندما تعرفت عليها، أنها مصممة الأزياء الشهيرة سناء فاروق!
توقفت فشهقت آستر متفاجئة إلا أن النادلة قالت بلهفة " سأستأذنك لثانية سيدتي أقسم أني لن أتأخر" ثم تحركت نحو سناء دون أن تسمع جواب آستر الهلعة من استهتار هذه الفتاة.
وقفت النادلة أمام زوج العيون اللذان صمتا ما إن اقتربت منهما فهتفت بفرحة عارمة " أستاذة سناء فاروق إنه لشرف لي أن أراك اليوم".
نظرت لها سناء باستغراب تحول لامتعاض وهي تشملها بنظرة تقييمية، ثم تومئ لها لتعود بتركيزها نحو متيبس الرأس دانيل.
تجاهلت وقوف النادلة التي تتفجر القلوب من عينيها لتنطر نحو دانيل فتجده متسمرا مكانه وعينيه على شيئ ما في الأفق بينما ابتسامة خاصة تداعب ثغره، تتبعت باستغراب مسار نظراته فحبست أنفاسها تجد آستر واقفة على بعد مسافة لا بأس بها و الإرتباك واضح جدا على ملامحها.
" هل يمكنني أن آخذ معك صورة" صوت النادلة جذب انتباه سناء نحوها مجددا فتجاهلت طلبها تسألها بترفع " هل السيدة معك؟ " مشيرة بسبابتها نحو آستر.
ببطء شديد هزت النادلة رأسها تقول "أجل... لقد ارتكبت خطأ و لطختها بأحد العصائر و كنت اساعدها للوصول إلى الحمام... هل تسمحين لي بأخذ صورة معك؟ "، تساءلت النادلة بآخر كلامها مجددا فلمعت النجوم في عيني دانيل يرسل نظرة ذات مغزى نحو سناء التي استقبلتها بهمهمة قبل أن تجذب النادلة قائلة " حسنا سنلتقط الصورة لكن يجب عليك القيام بشيء ما .... "..
بعد دقائق قليلة خرجت النادلة مهرولة تلتلقي في طريقها بسناء فتقول بلهفة " صديقتك في الحمام كما طلبت...".
هزت سناء رأسها تبتسم بهدوء فترفع هاتف النادلة التي أخرجته فتلتقط الصورة... ثمن ترك الصهباء في الحمام وحيدة!.
استدارت سناء تنظر نحو دانيل قائلة بالإنجليزية " حظا موفقا" ثم غمزت بعينها لتخرج بعدها بخطوات متمايلة جعلته يبتسم و عينيه ترسمان قدها الأنثوي الملفوف بفستانها النبيذي.
فُتح باب الحمام البعيد عنه بأمتار، فاستدار نحوه بعينين لامعتين و قلب يتقافز داخل صدره ككرة المطاط... رؤيتها تشرح الصدر و تهدئ النفس و تهيج المشاعر المدغدغة... أنه يحبها، يعشقها، لكنها تأبى اللين تحت يديه... وهذا فقط يزيد من هيجان براكين الرغبة في امتلاكها و حجبها عن كل عين قد تنظر نحوها غيره.
استند بظهره على الجدار خلفه و عينيه تتوسمان في جمالها المبهر لكل خلية فيه، بفستانها الفضفاض و سترتها الأنيقة... و شعرها ،آه من شعرها الأصهب ذاك.. كرة من لهب تحيط وجهها البهي فتضيء كالشمس لتزيد من جاذبيتها التي تسحبه سحبا نحوها.
خطواتها البطيئة المدعمة بصوت عصاها وهي تمر من جواره دون أن تلحظه كانت كاللحن المنغم الذي يجعل من قلبه متحمسا أكثر.
تبعها حتى صار بمحاذاتها، فيهمس بصوت ثقيل متخم بفورة مشاعره المتكدسة نحوها " إلتقينا مجددا حبيبتي".
توقف قلبه للحظة بتوقف خطواتها و امتقاع وجهها كأن روحها تسحب من جسدها، ارتجفت عضلة في خده و عينيه على عنقها الأبيض المنقبض عندما ابتلعت رمقها ثم أعاد نظراته إلى عينيها التائهتين في اللامكان حيث لا ترى شيئا.
اقترب بجسده منها دون رقابة من عقله المحجوب بحبها المرضي المغروس في قلبه منذ لحظة رآها في إيطاليا قبل ثمان سنوات.
انكمشت على نفسها تتمتم بأنفاس مسلوبة " دانيل" ، تجاهل نبرتها المرعوبة يرفع كفه لخصلاتها الملتهبة فيزيحها خلف كتفها قائلا بعشق ذائب عبر حروفه الإيطالية" أجل حبيبتي.. دانيل الذي اشتاق لك جدا".
بحركة عنيفة ابتعدت عنه تتحفز ملامحها رغم رعبها الواضح تقول بانفعال بنفس لغته" أبعد يدك القذرة عني.. إياك أن تلمسني مجددا".
أظلمت ملامحه و يده المرفوعة حيث كان وجهها تسمرت للحظات قبل أن يعيدها إلى جواره، فيراها تتفقد جيب السترة تريد إخراج شيء ما.
أدرك فورا أنه هاتفها فاندفع نحوها لترتطم بالجدار صارخة بألم و يده تمنع يدها عن الخروج من جيب السترة بينما يده الأخرى تحتجز يدها الممسكة بالعصا فوق رأسها.
دون شعور منها سُلبت أنفاسها خوفا حقيقيا ارتعدت له فرائصها خصوصا عندما أسند رأسه على كتفها يقول بخفوت منهك " اشتقت لك حبيبتي، كيف طاوعك قلبك على هجري كل هذه المدة... أخبريني كيف؟".
أبدت آستر تماسكا تحسد عليه فتقول باضطراب منفعل " ابتعد عني أنت لا شيء بالنسبة لي... إذا رآك خطيبي أقسم لك سينهشك حيا".
كأنها ضغطت زر الإشتعال.. إنفجار مشاعر الغيرة المفرطة في قلبه جعل الدماء تغلى في رأسه.. فشعرت بيده تطلق سراح يدها لتمزق خصلات شعرها من الخلف هادرا بغضب أهوج" ماذا تقولين؟.. خطيبك؟... أنت تحلمين عزيزتي، إما أنا أو لا أحد، لا تتوقعي أن أتركك لرجل غيري... هذا مستحيل".
هز رأسها بعنف فأطلقت صرخة متألمة ليؤكد بهسترة أعادت الهلع إلى عظامها " أتسمعين..هذا مستحيل".
" آستر"
صوت عاليا في بداية الممر و هي تناديها كان إشارة لدانيل أنها ليست وحيدة اليوم، و من الممكن أن ينكشف دون الوصول إلى مبتغاه، فأطلق سراحها بسرعة ليمسك وجهها بكف واحدة يعتصر خديها بعنف قائلا بوعيد" كلامنا لم ينتهي بعد.. سنلتقي مجددا و حينها لا أحد سيفرق بيننا أعدك".
فتشعر بانسحابه بعيدا عنها.. رائحته تختفي من محيطها.. و أنفاسه الخانقة تنسحب فيصبح الهواء لأنفها نقيا منعشا.
" آستر" صوت عاليا القريب وهي تناديها عندما لمحتها من بعيد جعلها تبتلع رمقها و تقبض يديها فتحاول تمالك نفسها و دفع ذاك الرعب عن كيانها.. على الأقل الآن!.
وصلت إليها عاليا و خلفها عصام هادئ الملامح فتسألها بلهفة " أين تأخرت؟.. هل أنت بخير؟".
ابتسمت آستر ابتسامة صفراء مطمئنة عندما أدركت أنها لم تلمحها مع دانيل فتقول" أنا بخير...عصاي سقطت مني و لا أجدها".
أنزلت عاليا نظراتها نحو الأرض فتلتلقط العصا البيضاء لتضعها في كف آستر قائلة بحشرجة " هاهي حبيبتي.. لقد كانت عند قدمك".
اومأت لها آستر ببطء يحتلها الوجوم و كسر النفس بعد لحظات استفحل غصة في الحلق مرة كالعلقم.. فتتكالب عليها مشاعر قديمة و حديثة مرت.. فيستوطن الهدوء ملامحها الحمراء كأنها تغلق الستار عن مشاعرها.
اعتصر القلق قلب عاليا فتدير رأسها في الأرجاء باحثة عن أثر لدانيل، فتنفست الصعداء عندما أيقنت أنها وصلت قبل أن يلتقي بها أو تشعر بوجوده.
تنحنح عصام مثيرا انتباه آستر لوجوده فعقدت هذه الأخيرة حاجبيها بتساؤل إلى حين قال بلباقة محرجا " مساء الخير آنسة آستر".
ابتسمت آستر ببطء ترد تحيته بهزة من رأسها قائلة " مبارك لكم رؤية مشروعكم المهم النور، مزيدا من التألق و تحقيق نجاحات مبهرة إن شاء الله" فتمد بعدها عصاها وهي تسمع غمغمته بالشكر، يليها بعدها تحسسها للطريق إلى حيث الصالة متجنبة الكلام مع عاليا.
تشعر بقلبها يتمزق.. يتفتت..
فيصبح أشلاءََ دقيقة في صدرها موزعة الألم و المرارة و شعورا بالقهر و النقص..
متى سينتهي كابوسها، متى ستجد مرساةََ لسفينتها التائهة في ظلمات الخوف و القهر؟.
متى سترتاح من كل المشاعر المرهقة و المستنزفة؟ متى يحين موعد تخلصها من التوتر المزمن و الهلع المفتت للأعصاب كلما استنشقت رائحة النعناع... متى يا ربي متى؟.
غامت عينا عاليا بحزن دفين لأفعالها التي تم فهمها بشكل خاطئ، فيغرق وجهها في لحظات بسيل من الدموع الحارقة، بينما عصام تقبضت يداه يهمس بلوعة " عاليا".
تمتمت من بين دموعها المنهمرة " إنها غاضبة مني.. لا يزال قلبها متألما مما فعلته بحقها يا عصام".
فتدفن وجهها بين كفيها مسترسلة بألم " إنها تعتقد أنني غير سعيدة لأجلها.. تعتقد أني لا أحب رؤيتها سعيدة".
تمسك عصام برغبة ملحة في ضم جسدها المرتجف أمامه و قلبه يتراقص طربا في صدره... أخيرا فتحت الخائنة قلبها المتضرر من كل ما مضى له هو.
فيستدير حولها ليصبح بمواجهتها قائلا بملامح هادئة بعد أن رأي أن آستر عبرت مدخل الحفلة" إذهبي إلى الحمام واغسلي وجهك من أثر الدموع.. يجب أن تهدئي".
بطاعة غريبة عليه منها هزت رأسها تستدير بخطواتها المنهكة نحو الحمام..
بينما في انعطاف معتم قليلا يقف دانيل بحلته السوداء بعينيه الغامضتين يراقب من هذه التي كانت تنادي الأميرة الصهباء قبل قليل... و حدسه يخبره أنه قد رآها في مكان ما قبل هذا...
ضربت ذكرى ذهاب آستر ذلك اليوم إليها في فيلا عائلتها... لكن شعورا غريبا يطن في رأسه أنه رأى هذه المرأة قبل ذلك بكثير... لكن أين؟.
أما عصام فرؤيته لخطواتها الصغيرة و انكسار وقفتها الشامخة جعلت دماء الغضب لأجلها تفور في رأسه.. خصوصا بعدما أخبرته أن زميلها يراقب آستر من أجل سلامتها.. لم تخبره بالتفاصيل..كل ما قالته أن متربصا يتتبع تحركات آستر و من الممكن أن يؤذيها.. لم تذكر الأسباب ولا منذ متى..
وهذا جعله يتوجس منها خوفا على عاليا!.
تجمد مكانة للحظة..تأمل الشق الأخير من فكرته.. خوفا على عاليا!..
و رغما عنه تهكم ساخرا
إنها مخبرة.. تنتمي لعالم خطير قد يقتلها دون علم أحد أو عتاب أحد...
اتسعت عيناه بهلع و قلبه ينقبض بألم لمجرد الفكرة،
يا إلهي ماهذه الورطة؟.. ماذا سيفعل الآن؟.. كيف ستكون حياته بعد ما اكتشفه حولها.. بل كيف ستكون علاقته بها؟..
******
كيس صغير به المنديل الورقي الأبيض وصل أخيرا ليد صاحب النظارات السوداء بكل سرية ، فهز رأسه للنادلة ثم وضعه في جيب سترته الداخلي قبل أن يرفع هاتفه نحو أذنه..
نظر يحيى إلى الهاتف الذي يهتز في يده فيجيب بلهفة " نعم".
أجابه صاحب النظارات عبر الهاتف و عينيه عليه في مكانه البعيد عنه داخل الحفلة " لقد حصلت على ما تريده، فاطمئن الآن".
نبض قلب يحيى بعنف مترقب يتساءل " كيف؟".
رفع الآخر حاجبا يقول بتمهل " كيف كيف؟".
فاستدرك يحيى نفسه موضحا " أقصد متى؟".
تنهد صاحب النظارات يزيح ببصرن نحو المدخل مجيبا " الفتاة معك في نفس الحفلة، لقد تتبعتها إلى هنا و حصلت على ما أحتاجه منها ".
عقد يحيى حاجبيه ينفجر قلبه بنبضات عشوائية، وبلهفة أب محروم من كلمة أبي بدأت عيناه بالبحث عنها... عن سليمة... أو بقايا روحها في هذه الدنيا الخبيثة...
غمغم بشكر و سلام بعد أن أكد له الرجل على ضرورة اللقاء لإتمام أمر أخذ العينة الثانية من صديقه المزعوم... ثم أقفل الخط.
دار برأسه في كل الاتجاهات يبحث عنها.. يتحفز جسمه الذي أصبح على مشارف الستين من عمره.. وهدير قلبه صاخب في أذنيه..
فاتسعت عيناه وهو يرمقها تأتي عبر ممر طولي ينفتح مباشرة على صالة الإحتفالات التي يتواجدون بها الآن..
جميلة.. مشرقة... نسخة هي عن من ملكت القلب و الفؤاد و خسرها بتهوره فعزف بعدها عن الزواج و زهد النساء إن لم تكن هي في حياته..
نسخة شابة عن حبيبة الروح و خليلة القلب و بذرة الذنب التي عشعشت في جسمه و أمرضت روحه المتقرحة حسرة على فقد الغالية..
رغم أن عيني آستر عسليتان إلا أنه يراهما الآن فيروزيتان ممزوجتان بين البحر بزرقته و الغابة بخضرتها..
فتقترب منها قدماه تلقائيا و عينيه لا تحررانها وهي تقف متصنمة مكانها في كفها عصاها البيضاء...
فعقد حاجبيه يستعيد قليلا من تركيزه ينظر نحو العصا بتساؤل رغم أنه مدرك تماما لنوعها و وظيفتها..
ثم عاد لينظر نحو وجه آستر المرتبكة و عينيها اللتان تجوبان المكان طولا وعرضا باهتزاز واضح أسنده لاحتمال كونها محرجة من عدد الناس الكبير..
خطواته أوصلته أخيرا إليها.. فوقف متصنما مكانه لبعض الوقت يحاول حث عقله على التريث و التحلي بالثبات كي لا تختلط صورة الغالية مع ابنتها...
أخذ نفسا عميقا يتنحنح قائلا بهدوء " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
تفاجأت آستر و ازداد ارتباكها و قلبها الذي مازال يعاني هلع الدقائق السابقة يعربد في صدرها محذرا..
تماسكت قليلا تنهر نفسها على هذا الضعف المقيت فترد السلام بهدوء مماثل يحمل التساؤل بين حروفه " عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ".
لا تنظر نحوه، إنها تنظر نحو نقطة بعيدة عن مكان وجوده!.. هل ما خمنه صحيح يا ترى!.
تحلى ببعض الهدوء في تفكيره و طريقة حديثه يقول " هل تبحثين عن شخص ما.. أراك واقفة وحدك".
كانت كمن ينتظر هذا السؤال و حاجتها لريس في هذه اللحظة تفوق أي شيء آخر، فتهتف بسرعة و قد خمنت أنه لربما عامل هنا أو رئيس الندل استنادا لصوته الذي يدل على سنه الكبير " هل تعمل هنا؟".
تفاجأ يحيى من سؤالها ينظر لنفسه و ملابسه قبل أن يعود إليها فيرى الإرتباك زاد أكثر...
و رغما عنه.. و رغم أنه لم يتأكد بعد من صحة قرابتها منه.. لكنها ابنة الغالية.. و لأنه أدرك أخيرا أن تخمينه قبل لحظات صحيح و أنها لا ترى... دمعت عيناه تأثرا و تعاطفا معها.. و غصة أحكمت بقبضتها على حلقه فتظلم الدنيا في عينيه مجيبا بحشرجة " لا يا ابنتي... أنا ضيف مثلك هنا و أردت مساعدتك إن كنت تحتاجين المساعدة".
ارتجف صوته و كلمة ابنتي التي نطقها تربت على قلبه و تزلزله بنفس الوقت... إنه يشعر بحالة غريبة في هذه اللحظة.
بحرج واضح تأسفت آستر و حالتها النفسية في هذه اللحظة لا تحتمل الكلام الكثير" آسفة سينيور... هل تعرف مصمم المشروع ريس..".
بحركة بطيئة هز رأسه و مازالت عيناه تجول بشوق على ملامحها، و حينما أدرك أنها لم ترَاه قال ببساطة أشعرتها بقليل من الإطمئنان " نعم.. إنه ابن صديقي، سأناديه حالا"، ثم رفع هاتفه نحو أذنه و عينيه ما تزالان كما هما يدققان في ملامحها.. متمنيا لو يجد ولو شبها بسيطا بينه و بينها عله بذلك يزيد من نسبة الأمل داخله.
****
كان ريس منغمسا في الحديث عن العمل و بعض المشاريع مع أحد المقاولين و كأس من العصير أحضره النادل قبل قليل في كفه... و بين الحين و الآخر يسرق نظرات نحو المكان الذي اختفت فيه آستر و النادلة قبل نصف ساعة تقريبا..
تملكه القلق فاعتذر من الرجل و رفيقه الذي انضم لهما قبل لحظات فيتجه بعد ذلك نحو منحى الحمامات بعد أن تجرع ما تبقى من محتوى الكأس دفعة واحدة.

  ثمار الماضي  || FRUITS OF THE PAST Where stories live. Discover now