الفصل الأول

465 11 8
                                    

الفصل الأول

 

استعدت للذهاب إلى رحلتها

هبطت الدرج حاملة حقيبتها ثم وضعتها بنهايته وتوجهت لغرفة المعيشة : بابا انا ماشية

انزل الكتاب من أمام عينيه بأبتسامة : توصلي بالسلامة يا حبيبتي.. إبقي طمنيني

أومأت له وهي تقترب واضعة قبلة فوق وجنته ثم خرجت من المنزل تستقل سيارة اجرة متجهة إلى المطار

استندت برأسها للخلف تتذكر المرة الأولى في عملها وكم كان التوتر والخوف يحفها

لكن الآن الأمور على ما يرام بل اصبحت تعشق عملها.. تعشق ان تظل محلقة في السماء هكذا

استنشقت الهواء وعلى ثغرها إبتسامة سعيدة تصاحبها كلما حلقت

في الحقيقة هي ممتنة لوالدها وللعمل ذاك الذي أخرجها من حالتها اليائسة

ترى ماذا كانت ستفعل لو لم يقترح عليها ان تعمل في هذا المجال

-     لقد وصلنا

انتبهت لصوت السائق ف هبطت بخطوات واثقة تسحب حقيبتها خلفها

وشفتيها تتحرك مرددة بعض الآيات القرآنية التي واظبت على قولهم دائماً

-     لينا

اتسعت ابتسامتها لصديقتها المقبلة عليها : فايا.. انتِ بتعملِ ايه هنا؟

اجابتها وهي تضمها : الرحلة بتاعتي اتلغت شكلي هفضل هنا فترة

ربتت على كتفها تخبرها : انا يومين وراجعة نبقى نتقابل ونخرج ومش هتملي أبداً

-     انا ما بمل من القاعدة هون بس جدتي وحشتني بدي ارچع لشوفها

-     إن شاء الله تطمني عليها انا لازم امشي دلوقتي.. اول ما ارجع هكلمك

أومأت لها وتركتها لتنطلق هي حيث عملها.


***

جلس خلف المقود ينظر لذلك الجالس بجانبه

لقد تغير كثيراً

اضحى اخر لا يعرفه..

جسده يرتعش لا يعرف امن فرط التوتر ام تلك اصبحت حالته

خصلاته احتلها الشيب وظهرت فوق ملامحه الكثير من التجاعيد وكأنه لم يمر خمس سنوات فقط!!

تصحيح مسار الجزء الثالث من سلسلة الندم بقلم الزهراء محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن