الفصل الثامن

254 12 3
                                    

الفصل الثامن

جلسا أمام الطبيب بتوتر.. يده تمسك بكفها داعماً بينما الطبيب يتطلع بتركيز الى الفحوصات والإشاعات الماثلة بين يده
رفع عينيه لهم ثم خلع منظاره بإبتسامة : الأمل كبير
ضغط زياد على كفها بسعادة وهو يتحدث للطبيب : بجد يا دكتور؟
أومأ له يجيبه : دكتور هنري ماسيو دكتور ممتاز كان معاه حالة تشبه حالة مدام مريم لحد كبير وبفضله بعد ربنا الحالة اتحسنت جدًا
ثم نهض يخبرهم مردفاً : عموماً انا هبعتله تفاصيل الحالة وأول ما يجيني الرد هكلمك يا استاذ زياد وابلغك بميعاد السفر
شكره كثيرًا ونهض يسحب مقعدها أمامه
- انا مبسوطة وخايفة قوي يا زياد
اوقفها ودار يجثو أمامها ف تابعت : مبسوطة ان بقا في أمل اني ارجع اتحرك وامشي زي الأول وخايفة العملية تفشل مش عارفة رد فعلي وقتها هيكون ايه

امسك بكفيها يقبلهما هامساً : هترجعي تمشي وبعدين احنا قولنا ايه.. مش قولنا لازم ارادة وثقة في ربنا
أومأت له بإبتسامة شاحبة : ونعم بالله

عاد خلفها يدفعها برفق : تسمحيلي بقا اعزمك ع الغدا ف مكان شيك يليق بيكِ سمو البرنسيس
رفعت رأسها بإبتسامة وهي تومئ له موافقة.

....

هاتفه لا يهدأ وهو يتجاهله
كلما يراه يضيء يعلم انها هي.. تراسله منذ اخر مرة رآها تعتذر له عن ما قالته.. تخبره انها لن تتحدث في ذاك الموضوع مجددًا
خرج من المرحاض يجفف خصلاته ليلمح هاتفه يضئ للمرة التي لا يعلم عددها
زفر بحنق ثم ضغط زر الإغلاق

دلفت رُبا في تلك اللحظة فـ وقفت عند باب الغرفة وقررت التغاضي عن التساؤل عن هوية المتصل الذي لا يجيبه
اجلت صوتها فألتفت لها بإبتسامة لتهمس : العشا جاهز

ترك المنشفة واتبعها.. تناولوا العشاء في جو هادئ لا يخلو من حديث زين الطفولي بحروف متكسرة
انتهوا ونهضت تدلف إلى المطبخ بينما هو حمل الصغير وتوجه به لغرفة المعيشة هاتفاً : يالا بقا يا زيزو نتفرج على فيلم سوا

صفق الصغير بحماس وسعادة بقرب والده وجلس جواره يشاهد الرسوم المتحركة وكانت هي بالداخل تشاهدهم وعلى شفتيها إبتسامة ناعمة ثم دلفت لغرفة نومها وهي تقرر ان الليلة سينتهي هجرانها له
ف رغم انها عادت للمنزل إلا انها كانت تلازم الفراش جوار زين وهو تركها على راحتها حتى تعود بمفردها
وقفت أمام المرآه تمشط خصلاتها وتذكرت الهاتف الذي يصدح منذ أيام وهو لا يجيب
نفضت رأسها بقوة هامسة لنفسها : مش لازم تكون واحدة يا رُبا بطلي شكك وظنك السيء دا

خرجت لتجد الصغير غفى بين احضان والده ف اقتربت منه تحمله برفق : هنيمه ف اوضته
زفر بقوة وهو يتابعها بعينيه يعلم انها لن تخرج من الغرفة اليوم ف نهض بيأس يغلق التليفاز ويتوجه لغرفته وحيدًا
لكنه قبل ان يتمدد فوق الفراش وجدها تدلف بخطوات مترددة تقترب منه وتقف أمامه تهمس بدفئ وبنبرة لم يسمعها منذ وقت طويل : بحبك
ثم رفعت نفسها لمستواه تجذب رأسه نحوها ف ضمها إليه بعدم تصديق وهو يطرب اذنيه بهمساتها الناعمة : وحشتني قوي يا عُدي

تصحيح مسار الجزء الثالث من سلسلة الندم بقلم الزهراء محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن