الفصل العاشر

239 9 0
                                    

الفصل العاشر

كانوا يجلسون جميعاً في بهو المنزل عندما دخل زياد بوجه مُبتهج يقترب من مريم يطبع قبلة فوق وجنتها
- عندي ليكِ خبر يجنن
نظر له الجميع فتابع : دكتور حاتم كلمني وقالي ان دكتور هنري شاف الاشاعات وقاله انها تشبه الحالة اللي كانت معاه بالظبط وان الحالة دلوقتي بقت احسن كتير وان شاء الله هيحددلنا ميعاد للعملية قريب جدًا
ابتسمت بسعادة ومدت ربا اناملها تربت على كفها : الحمدلله يا مريم.. ان شاء الله هترجعي احسن من الأول
دلفت سحر تنظر لهم بتساؤل : في ايه قولولي؟
اخبرها زياد بالأمر ف اقتربت بحنان من مريم : ياحبيبتي.. ربنا يشفيكِ واشوفك واقفة على رجليكِ قريب يارب
ثم تابعت وهي تعود إلى الداخل : بالمناسبة الحلوة دي هعملكم كيك يجنن
ثم نظرت حولها متسائلة : امال فين زين يا رُبا
- زين في الجنينة ، عُدي جاله تليفون خرج يتكلم وهو معاه
ثم نهضت مردفة : هخرج اشوفهم

توجهت الى الحديقة لتجد صغيرها يمسك بكرة ضخمة يقذفها بعيدًا ثم يركض خلفها بينما أبيه جالساً فوق المقعد ينظر لهاتفه بإبتسامة ويبدو انه يتحدث مع احد
اقتربت منه ببطئ ف اغلق الهاتف ونظر لها لتبتسم سائلة : كنت بتكلم مين كل دا؟
حرك رأسه يخبرها : مكالمة شغل
عمل !!!  وماذا عن تلك الابتسامة التي كانت ترتسم على وجهك منذ قليل
مدت يدها له قائلة : ممكن موبايلك
قطب حاجبيه بتعجب : نعم!!
- موبايلك يا عُدي
اعادتها بحدة ثم ابتسمت ساخرة : ولا مش عايزني اعرف اسرار شغلك المهم قوي يا بشمهندس
وضع هاتفه بجيب بنطاله ثم رفع انامله يمررها بخصلاته بضيق : يا الله... انتِ مافيش فايدة فيكِ هتفضلِ شكاكة ونكدية
- وانت خاين وجبان
تعالى صراخهم وعليه حضرت والدته وقفت عند باب الحديقة تتابع بيأس شجارهم ثم وقعت عينيها على الصغير الذي يقف بالقرب منهم يمسك بالكرة بينما ينظر لهم.. يصله كلماتهم وصراخهم
هنا لم تتحمل أكثر بعد ان قررت انها لن تتدخل ، تقدمت منهم تهتف : كفاية بقا.. كفاية خناق انتوا إيه مابتملوش
إلتفت إليها كلاهما بينما يصيح هو : ياماما مافيش فايدة فيها بجد.. لو حلمت إني بخونها بتصحى تزعق وتتهمني بالخيانة
صرخت به بدورها : بس المرة دي بتخوني بجد.. تقدر تقولي قفلت ليه موبايلك أول ما قربت منك وليه مش عايز توريني إنت بتعمل إيه
- بس بقا اخرسوا
نظرا لها بصمت فتابعت وهي تشير إلى الصغير : عاجبكم حياتكم بالمنظر دا.. خناق وزعيق ومش عارفين دا بيعمل إيه في الولد.. طفل عمره اربع سنين مش مدركين زعيقكم بيعمل إيه في نفسيته
ثم إتجهت نحوه تحمله وعادت لهم : يالا خد مراتك وروحوا كملوا خناق في بيتكم ان شالله تولعوا في بعض انا مش عايزة صداع وزين هيفضل معايا
ودون ان تستمع لردهم تركتهم ودلفت الى الداخل.

....

وقف خلفها أمام المرآة يمشط خصلاتها ويصففها لها في شكل ضفيرتين على جانبي رأسها
- أخوك دا متعب
همستها بغيظ من تصرفات شقيقه بينما انحنى هو يطبع قبلة على جانب عنقها متمتماً : مالناش دعوة هما احرار مع بعض
- ايوة يا زياد بس رُبا معاها حق.. فيها ايه لو كان ريحها ووراها هو بيتكلم مع مين طالما مش بيعمل حاجة غلط
التوى جانب شفتيه بإبتسامة عابثة : بصراحة انا مش متأكد من انه مابيعملش حاجة غلط
التفتت له بعنف : ايه!!
ضحك من ملامحها التي انكمشت بغضب على اخرى مثلها
- بهزر والله
حملها من فوق المقعد ووضعها في الفراش ثم تمدد جوارها يردف : بصي يا روحي.. انا طول ما اخواتي بعدني عن حياتهم انا هفضل بعيد ومش هحاول اتدخل ف اي خلاف يحصل ، ممكن اتدخل ف حالة واحدة بس لو حسيت ان الأمور بدأت تخرب فعلاً لكن بالنسبة لرُبا وعُدي هما اكتر ناس عارفين بعض ومحتاجين قرصة ودن بس تعدل حياتهم.. ترجع ثقة رُبا في نفسها وفي جوزها وتعقل عُدي اللي طاش على كبر

تصحيح مسار الجزء الثالث من سلسلة الندم بقلم الزهراء محمدWhere stories live. Discover now