الفصل الخامس

277 13 0
                                    

الفصل الخامس

منذ عادوا من المشفى ولا يحادثها بتاتاً.. يخرج في الصباح إلى الشركة ثم يعود متأخرًا يستقل الفراش جوارها ويذهب في سباته ولم تدرك انه يتظاهر بالنوم ف هو منذ ذلك اليوم ويخشى ان تفعلها مجددًا.. ان يستيقظ ف لم يجدها
يتظاهر بالنوم حتى تمل وتنام ثم يعتدل ويظل يتأملها حتى الصباح
اليوم عاد من الشركة ليجدها جالسة على الفراش في انتظاره
تجاهلها وشرع في تبديل ملابسه
- زياد
همست بأسمه ولم يلتفت ف تابعت : زياد من فضلك اتكلم معايا.. انت بقالك اسبوعين على الحالة دي
زفر بقوة والتفت لها بجمود : عايزاني اقولك إيه ، انا لو اتكلمت يا مريم هزعلك
رفرفت بأهدابها هامسة : انا تعبت يا زياد.. كنت عايزة ارحم نفسي واريحك

- انا ماشتكتش ليكي
صرخ بها ف سقطت دموعها رغمًا عنها ليقترب ويجلس امامها يقبض على مرفقيها ويهزها بعنف : انا ماقولتش اني تعبت عشان تاخدي قرارك من نفسك

حركت رأسها بأسى هاتفة : انت مستحملني بس عشان صعبانة عليك لكن انا ابقى انانية لو فضلت معاك

- انتِ للدرجة دي مش واثقة في حبي.. مش مصدقة ليه اني اموت من غيرك ، انا عندي استعداد افضل طول العمر جنبك شايفك وسامع صوتك..
ثم أحاط وجهها بكفيه مردفاً بتأثر : انتِ هتبقي أنانية بجد يا مريم لو اختارتي راحتك وسبتيني.

....

اغمضت عينيها بإرهاق وهي تجلس جوار ابنها النائم
تحاول جاهدة النوم ولا تستطيع
تشعر بالملل من حياتها وخلافاتهم المستمرة اذا ينتهوا من هذه المأساه وينفصلوا بهدوء
لما هي متمسكة به وهو حتى لا يطمئنها بكلمات قليلة
لم يعد يخبرها انه يحبها
يتعامل معها برسمية حولت قلبها إلى جليد
نهضت من الفراش متوجهة لخارج الغرفة.. ثم وقفت في الشرفة تستمتع بنسمات الهواء الباردة
- رُبا حبيبتي ايه اللي مصحيكِ لحد دلوقتي
التفتت الى والدتها تجيبها : ولا حاجة بس مش جايلي نوم
سحبتها من يدها إلى الداخل واغلقت الشرفة ثم اجلستها على احدى الارائك وجلست جوارها : حصل إيه بينك وبين عُدي.. جيتي وماحكتيش حاجة
همست بجمود : طلبت الطلاق
- ايه!!!
نظرت لوالدتها التي اردفت : انتِ اتجننتِ ، وابنك دا فكرتي فيه
اغمضت عينيها ف سالت دموعها : انا تعبت.. ليه الحب بيضعف قوي كدا ، ليه بيخلينا مقبلين على حاجات وحشة وبنفكر دايما في الأسوء
المفروض يقوينا.. مش بيقولوا الحب بيقوي مابيضعفش

حركت والدتها رأسها بحزن وهي لا تعرف بماذا تجيبها ف ضمتها برفق لصدرها تربت على خصلاتها بحنان.

....

جلست تقرأ الخبر الذي لم تتوقعه رغم انه أسعدها
تعلن دار نشر شهيرة عن عودة الكاتب الساخر يوسف مختار بسلسلة جديدة من تأليفه لكنه انتهج تلك المرة الدرب الرومانسي في كتاب جديد يحمل عنوان
"بحكي عنها"
ابتسمت بحزن.. لازال يحبها ويحكي عنها..
لم يكفيه وفاؤه لها بل اخذ يتحدث عنها في كتاباته

تصحيح مسار الجزء الثالث من سلسلة الندم بقلم الزهراء محمدOnde histórias criam vida. Descubra agora