الفصل الحادي عشر

238 8 0
                                    

الفصل الحادي عشر

دخلت سكرتيرته بإبتسامة ف علم انه بالخارج ، ابتسم بغرابة ف ذلك المشاغب لا يكف عن مناكفة كل من حوله
دخل خلفها وجلس دون ان يدعوه ف حرك ماهر رأسه بيأس ضاحكاً : اول مرة اشوف واحد جاي يخطب واحدة وماشي يهزر مع كل البنات قدام ابوها عادي
نفى مسرعاً : لا انا مش بهزر دي بس الكارزما
ضحك ونهض من خلفه مكتبه ف نهض ماجد خلفه سائلاً : ماقولتليش ياعمي انت بعتلي ليه.. معقول لينا وافقت ع الجواز
اشار له ليجلس على الاريكة امامه
- مبدئياً ماتقوليش يا عمي
- تمام يا ماهر
رفع حاجبيه بدهشة ف حرك ماجد كتفيه بحيرة هاتفاً : اقولك ايه !!
ابتسم ماهر قائلاً : تمام ماهر ماهر مش هتفرق ، خلينا في المهم.. انا موافق على جوازك من لينا
وقبل ان تتهلل اساريره باغته : دا مش معناه انها وافقت ، انا اصلا مجبتلهاش سيرتك بس انا بديك الاشارة الخضرا عشان تحاول تقنعها
- طيب معلش يعني انا عندي استفسار صغير
تفوه ماهر بالسؤال بدلاً عنه
- انا ليه بساعدك؟
أومأ له فأردف بحزن : نفسي اشوفها مبسوطة وبتعيش حياتها.. هي بتدّعي انها مرتاحة لكن هي مش كدا أبداً لينا محتاجاك ، محتاجة واحد يحبها ينتشلها من ذكرياتها وحزنها
همس بجدية غريبة عليه : انا بحب لينا بجد والله ، اوعدك اني هسعدها وهحافظ عليها
- وانا مصدقك بس خد بالك انت هتتعب قوي على ما تقنعها
نهض يخبره : ماتقلقش انا قدها
ثم تابع : انا لازم امشي دلوقتي عندي رحلة كمان خمس ساعات واول ما ارجع ان شاء الله هزوركم ف البيت.

....

رفع قدميه امامه علي المكتب بيده لفافة تبغه ويدندن بلحن اغنيه شعبيه شهيرة
"نازلة طحن يا دنيا فينا وليل نهار بتلطشي
نفسي تدي بدل ما تاخدي ومن ايدينا تنتشي"

- الله الله يا سيدي ايه الروقان دا كله
نظر عُدي لصديقه ثم رفع يديه : تروق روقتي يارب
ضحك محمود وجلس علي الاريكة سائلاً : قولي يا عُدي هو الجواز وحش قوي كدة اصلك بأمانة عقدتني وبفكر افسخ خطوبتي

اعتدل عُدي في جلسته واستند بيديه علي المكتب : بص يا محمود الجواز دا طلع ابشع حاجة ممكن تحصل للبني ادم اه والله

اخرج لفافة اخرى لا يعرف عددها واشعلها بينما يتابع : كنت زمان فاكره زي الجنة كدة هعيش في نعيم مع البنت اللي بحبها بس اكتشفت انه بيغيرنا وبيبعدنا اكتر عن بعض ومئة عام من ياريتنا فضلنا حبايب من غير جواز

- يا اخي تصدق اني غلط لما جيت اقعد معاك انا ماشي

ابتسم عُدي قائلاً : خد الباب في ايدك بقا وانت خارج

- انت مش مروح ولا ايه؟

حرك رأسه نافياً : مليش مزاج هقعد شوية كمان

ودعه صديقه ورحل ليأتي زياد يقف عند باب الغرفة : انت مش هتروح الساعة داخلة على 11
اشار له نافياً بصمت ف تقدم زياد يجلس امامه : طيب نتكلم بقى
- زياد لو ناوي تتكلم في اي حاجة تخص علاقتي بـ رُبا يبقى توفر كلامك وتقوم تروح احسن
- انت عاجبك حياتكوا كدة يعني
هتف عُدي منفعلاً : لا ياسيدي مش عجباني ولا عجباها يبقى نخلص بقى
تجهم وجه زياد بصدمة : انت عايز تطلق مراتك !!
صمت ليؤكد على حديثه فتابع : دا انت تبقى اتجننت فعلا وطيشت على كبر
- حلو ابقى مجنون وخاين وقارفها في عيشتها ومش مراعي نفسيتها واب وحش ها يا زياد في حاجة كمان عايز تقولها
- وانت فعلا مش بتخونها يا عُدي
جحظت عينيه هاتفاً : انت كمان يا زياد
- كل تصرفاتك تقلق الحقيقة تخلي الواحد يشك فيك تليفونك ليل نهار مابيفرقش ايديك سجاير كتير زيادة عن اللزوم بتيجي الشركة متأخر دا غير انك اوقات بتخرج في نص اليوم ومابترجعش
قال عُدي ساخراً :  هي عينتك مراقب عليا ولا ايه يا زياد
نهض زياد واقفا : لا مراقب ولا حاجة انا بالصدفة بعرف بس نصيحة مني يا عُدي الحق حياتك وبيتك قبل ما يخرب لأن العيب عندك انت.

تصحيح مسار الجزء الثالث من سلسلة الندم بقلم الزهراء محمدWhere stories live. Discover now