الفصل التاسع عشر
فتح عينيه مع خروجها من المرحاض رفع جسده قليلاً يستند على ظهر الفراش واخذت عينيه تراقبها وهي تجفف خصلاتها.. غريبة بكل ما فيها ، تصرفاتها.. حديثها ، نظرة عينيها حتى لمستها له غريبة
ماذا اصابها منذ يومين عندما كانت معه بمكتبه لم يتشاجرا .. اذاقته جميع انواع الدلال وامرها يحيره !!
التفتت بإبتسامة عندما ادركت استيقاظه : صباح الخير
انه لصباح مُشرق على اي حال
اشار لها بيده : تعالي
اقتربت من الفراش بتساؤل : في ايه؟
- قربي بس
جلست جواره فـ جذب رأسها ليقبلها ثم ابتعد هامساً : كدا يبقى صباح الخير
اتسعت ابتسامتها ونهضت تعود لما كانت تفعله : انت بقالك يومين مش بتروح الشغل واخد بالك..!
نهض خلفها يحتضنها قائلاً : يولع الشغل ، هو انا هفوت الفرصة دي واسيبك واروح الشغل مثلاً
نظرت له وطوقت عنقه : طب انا عايزه اشوف زين بجد واحشني قوي
- حاضر ياستي هنروح نجيب زين من عند ماما وبعدها نروح اي مكان نتغدى سوا ، ايه رأيك؟
أومأت له بسعادة لم تتوقع ان تشعر بها مجدداً.....
- يا سلام يا استاذ يوسف حضرتك عبقري
قطب حاجبيه بإبتسامة : ياه للدرجة دي
- طبعا شرحك هايل بجد انا مكنتش عارفة اذاكر المادة دي ازاي من غيرك محدش قالك قبل كدا انك فيلسوف دا انا هجيب الدفعة كلها تذاكرلنا وهنجيب كلنا امتيازات
ضحك بخفة يخبرها : اولا الفلسفة مادة كبيرة جدا بس سهلة وممتعة لو حبتيها ثانياً بقا انا بعمل معاكِ كدا عشان والدك شخص عزيز عليا لكن تقوليلي الدفعة كلها ساعتها ولا اعرفك
هتفت بإندفاع : لا لا لا انا مقدرش اعدي من غيرك
ابتسم قائلاً : وانا ياستي موجود عشانك دايما ، قوليلي بقا تشربي ايه تاني
ابعدت كتابها جانباً ثم استندت بذراعيها على المائدة : احنا شربنا كتير وذاكرنا اكتر ، كلمني عن كتابك الجاي.. كتاب بحكي عنها كسر الدنيا محدش كان متوقع ان يوسف مختار يرجع برومانسي بعد ما اتقطع عن الكتابة كام سنة
- الكتاب واقعي اكتر ما هو رومانسي
- يعني اعتبر دا تصريح منك ان بحكي عنها قصة حقيقية
ضحك مخبرا اياه : لا تصريح ايه بس انتِ هتعمليلي فيها صحافية
تأملته قليلاً ثم همست : استاذ يوسف بجد انا بحسد الست اللي اتكلمت عنها في الكتاب
اجابها : بس انا اتكلمت عن اتنين.. تقصدي انهي واحدة
- في واحدة مشاعرك ليها كانت شفافة جدا.. يحس بيها اللي بيقرأ ويحس بمعاناتك لما فارقتك.
شرد في حديثها وفي من فارقته لدقائق وهي صمتت تتأمله فـ نفض رأسه وربت على يديها : انتِ بنت ممتازة يا نهى ودماغك اكبر من سنك بكتير ، انا واثق انك هتحققي حلمك وتبقي صحافية كبيرة في يوم من الأيام.....
خرجت من المقهى بعد ان رأته.. لا تعلم لما هي منزعجة من جلسته برفقة اخرى لقد اخبرته ان يبتعد ان يتعلق بأخرى غير زوجته ويخرج من قبره الذي دفن نفسه به معها
رفعت هاتفها تهاتف فراس : آلو.. ايوة يا فراس معلش ممكن نأجل مقابلتنا دلوقتي... لا لا افتكرت حاجة مهمة نسيت اعملها وهروح ع البيت... تمام بكرة نتقابل
![](https://img.wattpad.com/cover/277061543-288-k13281.jpg)
YOU ARE READING
تصحيح مسار الجزء الثالث من سلسلة الندم بقلم الزهراء محمد
Romanceفي لحظة نضج تقف على هامش حياتك تتأملها وتتسائل أليست الحياة أسود وأبيض ، اذا لماذا يحتل كل هذا السواد حياتي.. ثم تقرر ان لا بد من تغيير وقفة..! تصحيح مسار..