الفصل الثاني

359 12 0
                                    

الفصل الثاني

- أنسة كاميليا ، صدفة سعيدة
ابتسمت بلطف وهي تقترب منه : أهلاً استاذ فراس ، بتعمل إيه هنا
اشار إلى العروسين خلفها مجيباً : انا صاحب العريس
أومأت له ثم إلتفتت تعود لعملها ف ظل واقفاً بجانبها يتايع ما تفعله حتى هتف به صديقه ان يأتي لتلتقط لهما صورة ف وقف بجانبه مبتسماً لتلتقط لهم عدة صور وتعلن بعدها انتهاء الجلسة
لملمت اشياءها وكادت ترحل حتى وجدته خلفها سائلاً : إنتِ رايحة فين؟
رفعت كتفيها تجيبه : خلاص شغلي خلص كدة
- طيب معاكِ عربيتك؟
اخفضت عينيها بحرج تخبره : بصراحة من يوم الحادثة وانا بتوتر منها ف مافكرتش اسوقها تاني
- تمام يبقى هوصلك
حركت رأسها رافضة : مش هينفع انا عندي شغل ف الشركة ولسة هرو....
هتف مسرعاً : هوصلك مكان مانتِ عايزة ، مش أحسن ما تتبهدلي في المواصلات
بعد إلحاح منه وافقت واستقلت معه سيارته
ظلت صامته حتى شاكسها هو بقوله : عايز صوري تطلع حلوة بقا ها
ابتسمت برقة ثم اخبرته بثقة : انا صوري دايما حلوة
- ياعيني ع الثقة.. من أمتى بتشتغلي في المجال دا؟
نظرت له تجيبه : دا حلمي ، من وانا طفلة عندي شغف التصوير ولما كبرت قررت ادخل فنون تطبيقية قسم تصوير عشان اطور من موهبتي والحمد لله وصلت للي بحلم بيه بشتغل في شركة عالمية خاصة بالفاشون دا غير السيشن الخارجي بقا
أومأ لها : جميل ان الواحد يحقق حلمه
همست بتساؤل : وانت بتشتغل إيه؟
- انا عندي مكتب محاماه ، يعني شغال رغم ان دا ماكنش حلمي خالص
- وايه كان حلمك
تنهد بقوة ثم همس بغموض : كان نفسي اكون سفير
ثم توقف على جانب الطريق متابعاً : وصلنا.. هي دي الشركة اللي بتشتغلي فيها
- اها.. انا متشكرة قوي ع التوصيلة
- انا اللي بشكرك انك سمحتيلي انول شرف توصيلك
كبحت ضحكتها بينما تخبره : الكلام دا قدم قوي
ثم هبطت تودعه وظل هو واقفاً يتابعها بنظرة غامضة حتى اختفت من امامه.

***

امسكت بهاتفها تقرأ الرسالة المبعوثة لها من شركة الطيران تخبرها ان الرحلة قد تم إلغائها لسوء الأحوال الجوية
زفرت بضيق ثم ضغطت ارقام والدها الذي أجابها : حبيبتي عاملة إيه؟
- الحمدلله يا بابا حضرتك عامل إيه؟
اجابها وهو يشرع في طهي الطعام : بجهزلك أحلى اكلة هتكليها في حياتك
اخبرته بحزن : انا مش هقدر ارجع بكرة يا بابا.. الجو سيء والمطارات مش شغالة
ترك ما بيده هامساً : معقولة.. طب هتقعدي لحد أمتى
- بصراحة مش عارفة.. وقت ما يقولوا هرجع ان شاء الله
انتبه إلى نبرتها الحزينة فـ قال بهدوء : ولا تزعلي نفسك يا حبيبتي ، اليونان جميلة عايزك تستمتعي بكل شبر فيها قضي أجازة انتِ بقالك فترة ماتفسحتيش رغم ان اليومين اللي فاتوا دول كانوا صعبين عليا قوي من غيرك
عجبتها فكرته ف ودعته وارتدت ملابسها ثم خرجت تتجول بشوارع العاصمة
تحتوي سترتها الثقيلة بينما تنظر حولها بإنبهار كم تعشق تلك الأجواء الباردة
جلست أمام البحر تستنشق الهواء بقوة تغمض عينيها وعلى شفتيها إبتسامة ناعمة
كم عانت حتى تصل لذاك السلام الداخلي الذي تشعر به في تلك اللحظة
التفكير في الماضي لم يعد يؤرقها كالسابق وكم ممتع ان ما كان يؤلمك من قبل اضحى لا شيء.

تصحيح مسار الجزء الثالث من سلسلة الندم بقلم الزهراء محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن