الفصل الثالث

294 14 1
                                    

الفصل الثالث

دخلت إلى المنزل شاردة عقلها تعبث به الكثير من الأفكار وتلك الهالة الغامضة حول ذاك المسمى "فراس" تثير قلقها بشدة ، لقد قابلته اليوم للمرة الرابعة صدفة وعندها أصر على ان يأخذ رقمها ولا تدرك كيف اعطته إياه
جلست على فراشها وظلت عينيها شاخصة في اللا شيء حتى قطع شرودها ظهور شقيقها أمامها ولا تعرف من أين خرج
- مراد !!! ، انت هنا؟
همستها بتعجب ف رفع أحد حاجبيه يخبرها : مالك ياكاميليا ، انتِ عديتي علينا برة لا سلام ولا كلام
مررت أناملها فوق وجهها بتعب : معلش يامراد انا بس في حاجة شغلاني ف ماركزتش
ثم رفعت عينيها له سائلة : هي چيلان معاك؟
أومأ لها وجلس جوارها هامساً : في حاجة حصلت في الشغل؟
حركت رأسها نافية : لأ.. مش الشغل
ثم التفتت له بجسدها تخبره بما يؤرقها : فاكر فراس اللي خبطه بالعربية من فترة
- أه فاكره.. ماله دا؟
رفعت كتفيها بحيرة : مش عارفة يا مراد لحد دلوقتي من يوم الحادثة شوفته أربع مرات وفي كل مرة بتكون صدفة غريبة أماكن بروحها من زمان عمري ما كنت بشوفه فيها دلوقتي بشوفه هناك
صمت قليلاً يفكر قبل ان يهمس : ما يمكن مش صدفة
قطبت حاجبيها بعدم فهم فتابع : يمكن هو عايز يشوفك يا كاميليا أو عايز يقرب منك
تسائلت ببلاهة : هيقرب مني ليه
امسك بكفها يخبرها بإبتسامة : حبيبتي يمكن معجب بيكِ.. انتِ مش واخدة بالك
اخفضت عينيها بخجل متمتمة : إيه اللي انت بتقوله دا يا مراد
رفع وجهها له قائلاً : الطبيعي ياكاميليا
رفرفت بأهدابها وهي تتذكر انه طالب برقمها.. اذا هو يريد رؤيتها أكثر
حركت رأسها رافضة : انا مش بفكر في الجواز دلوقتي
قطب حاجبيه بإنزعاج : امال هتفكري أمتى لما يبقى عندك خمسين سنة
ثم استرسل هاتفاً : كاميليا انتِ عندك تلاتين سنة دلوقتي.. هتستني ايه اكتر من كدة
ظلت صامته لا تعرف كيف تخبره انها لا تستطيع.. انها لا ترى رجلًا سوا ذلك الغائب الذي لم تعد تعرف عنه شيء.

***

انهى فطاره مسرعًا حتى يلحق بعمله المتأخر
موعد تسليم المشروع غدًا وهو لم ينهيه بعد ، نهض يتوجه إلى الداخل حيث تلك النائمة لا يعرف اتعاقبه على ذنب أخر لا يعلمه ام ماذا حل بها لتنام حتى هذه الساعة
انحنى يتطلع لوجهها ثم قطب حاجبيه بقلق وانخفض قليلاً بشفتيه يطبع قبلة فوق جبينها فـ تقابله السخونة المنبعثة من وجهها
رفع انامله يربت على وجنتها برفق.. يهتف بأسمها ف تجيبه بهمهمة خافتة
اندفع للخارج يأتي بقدر من الماء الفاتر ثم جلس جوارها يفعل لها كمادات ثم عاد ينهض يأتي بمقياس الحرارة الخاص بأبنهم
يتفحص حرارتها ف يجدها مرتفعة.. أتي بخافض وحاول ايقاظها ف أفترق جفنيها بصعوبة
اعطاه لها وتركها لتعود إلى النوم ثم نهض متوجهًا إلى الخارج وتهالك على الأريكة
لن يستطيع الخروج الآن.. كيف يتركها وهي مريضة وطفله الذي يلعب بغرفته أيضاً
نهض متوجهًا لغرفة مكتبه وجلس خلف المنضدة الموضوع فوقها المشروع ثم بدأ في العمل حتى اتاه زين بوجه مُحبط يخبره : هي ماما مش هتصحى
التفت إليه ثم نهض متوجهًا نحوه وجثى على ركبتيه أمامه : ماما تعبانة شوية ف نايمة ياحبيبي.. انت عايز حاجة؟
أومأ له هامسًا ببراءة : عايز آكل
يا الله كيف تناسى اطعامه ف هو استيقظ منذ مدة ولم يأكل شيء.. يبدو انه انتظر لتستيقظ والدته
نهض يجذبه خلفه إلى المطبخ ثم توقف يبحث بعينيه لا يعرف ماذا يأكل ذلك الصغير
رمقه بحيرة ثم توجه لهاتفه يهاتف والدته يسألها عن طعامه واذا كانت تعرف ماذا يأكل ف هتفت به توبخه : مش عارف ابنك بياكل ايه.. معقول ياعُدي
زفر بضيق ولم يجيبها ف تابعت : زين عنده تلات سنين يعني بياكل زينا
ثم اغلقت الهاتف بوجهه لينظر لها زوجها قائلاً : كنتِ قوليله يجيبه يفضل معانا هنا طالما مراته تعبانة
نظرت له هاتفة بغضب : خليه يتحمل المسئولية شوية ، ابنك بقا مستهتر والشغل والخروج بقوا اهم عنده من بيته
ثم حركت رأسها بأسى متمتمة : انا مش عارفة إيه اللي غيره كدة... ربنا يهديه ويرجعه لعقله.

تصحيح مسار الجزء الثالث من سلسلة الندم بقلم الزهراء محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن