الفصل الرابع

292 10 0
                                    

الفصل الرابع

جسده بأكمله يرتجف.. دقات قلبه تهدر بعنف وانفاسه لاهثة
يقف عند باب الغرفة التي دخلتها منذ قليل
كانت باردة كقطعة ثلج عندما حملها وأتى بها إلى هنا
اغمض عينيه بقوة ووالدته جواره تربت على كتفه بينما يتذكر كيف ايقظهم وهرع بها إلى المشفى
خرج الطبيب ف تجمد بوقفته خاشياً ان يكون تأخر بينما اقتربت والدته نيابةً عنه ليطمئنها الطبيب بكلمات عملية : الحمد لله لو كانت اتأخرت شوية ماكناش قدرنا نلحقها
تقدم من الطبيب ببطئ مميت يسأله : هي كويسة؟
رمقه الطبيب بنظرة مشفقة ثم أومأ له : الحمد لله اطمن احنا عملنا غسيل معدة و شوية وهتفوف
تركهم ف تراجع زياد الى الخلف يجلس على احد المقاعد واضعًا رأسه بين كفيه
تركته والدته وذهبت تأتي له بمشروب بارد وفي طريقها اخبرت أروى وعُدي.

....

بمجرد ان استفاقت انفجرت في بكاء مرير وأروى جوارها تحاول تهدئتها
اندفع إلى الداخل بمجرد ان اخبروه انها استفاقت
وقف أمام الفراش يرمقها بنظرة غاضبة : عجبك اللي عملتيه فينا دا
- مش وقته الكلام دا يا زياد
اخبرته والدته بخفوت ف حالتها لا تسمح بجدال او عتاب
- انا مش مسامحك ع اللي عملتيه فيا دا
صرخ بها ولم يأبه لحالتها وبكاؤها ولا توسلات والدته ونظرات شقيقته
الساعات الفائتة كانت تقتله وهو يتخيل انها ذهبت ولن تعود
وضعت رأسها بين كفيها تشهق بعنف وأروى جوارها تحتضنها وتهتف به : كفاية يا زياد انت مش شايف حالتها
تجاهل حديثها وتابع بغضب : مبسوطة وانتِ شايفاني بتعذب.. عايزة تموتيني ، انا مش فاهم انتِ بتعملي في نفسك وفيا كدة ليه
ثم اطاح بيده كوب زجاجي كان جوارها ف وضعت كفيها على اذنها ووتيرة بُكاؤها تزداد
والدته لم تفلح في تهدأته وهو بداخله غضب عليها ومنها ويخشى ان تطولها يديه ف اخذ يفرغ غضبه في كل ما يأتي أمامه حتى انقلبت الغرفة رأساً على عقب ف دخل عُدي يسحبه إلى الخارج بعنف يكاد يحمله
وقف أمام الغرفة التي اغلقتها والدته يلهث بعنف ولم يشعر بدموعه التي اخذت في التساقط اخفض رأسه ينظر ليده المكدومة ويهمس بألم الساعات الماضية.. قهر ما عاشه منذ قليل : هي فاكرة انها كدة هترتاح وتموت لوحدها ، لو كان حصلها حاجة كنت هموت وراها..
أتى له عُدي بمقعد واجلسه فوقه ثم توقف جواره يستمع إلى هذيانه
- هي مش عارفة اني بتعذب اكتر منها وانا شايفها عاجزة ومش قادر اعمل حاجة
يرجع رأسه للخلف يضربها بالحائط متمتماً : لو ماكنتش صحيت في الوقت المناسب كان زماني بدفنها دلوقتي
ثم اجهش في بكاء مرير ليحتضنه أخيه بقوة ف هو لأول مرة يراه بهذه الحالة من الإنهيار. ....

....

جلست بحديقة المنزل تعبث بهاتفها بملل في انتظار فايا التي هاتفتها تخبرها انها قادمة إليها
- لينا
رفعت عينيها لوالدها بإبتسامة فتابع : انا ماشي بقى ، عايزة حاجة
حركت رأسها نافية : سلامتك ياحبيبي
إستدار قليلاً ثم توقف وعاد ينظر لها : ما تلبسي وتيجي معايا
نهضت تقف أمامه قائلة : كان نفسي والله يا بابا خصوصاً وانت حلو وشيك كدة اخاف واحدة تخطفك مني
ضحك بيأس بينما هي تتابع : بس فايا كلمتني وقالت انها جاية.. وهي أول مرة تجيلي هنا ماينفعش اعتذر
ما كادت تنهي حديثها حتى وجدتها تدلف من باب الحديقة
- أهي جت
اقتربت منهم بإبتسامة احتضنتها لينا ترحب بها ثم عرفتها على والدها : فايا.. دا بابا ، بابا دي فايا
نظرت له بعيون لامعة مفتونة بتلك الهيئة الرجولية أمامها ثم مدت اناملها لتتشابك مع يده : أهلين
ابتسم ماهر سائلًا : لبنانية؟
حركت رأسها نافية وعينيها لازالت مصوبة عليه تكاد تخترقه : سورية بس فيني حاكيك مصري اذا بتريد
ضحك بخفة وهو يسحب يده : مرة تانية اكون فاضي لإني حالياً عندي ميعاد
ثم إلتفت لأبنته يطبع قبلة على وجنتها مردفاً : يالا ياحبيبتي هسيبك مع صاحبتك
ورحل غافلاً عن تلك الهائمة خلفه
- ياربي شو هالأبهات هاي
إلتفتت لينا على اثر همستها تنظر لها بدهشة ف أردفت : بيك كتير وسيم ما بيفكر يتزوج؟؟
قطبت حاجبيها بإعتراض : فايا إيه اللي بتقوليه دا
- يعني بقول إذا بيفكر أنا هون لا يروح بعيد
انتفضت لينا بغضب : أنا مابحبش الهزار دا من فضلك بطلي
- شو فيها.. انا ما بمزح بالعكس انا عم بحكي جد
كتفت ذراعيها تهتف بتذمر : بابا مابيفكرش ومش هيفكر أبداً.. هو مكتفي بيا
اجابتها بهدوء : لينا حبيبتي.. انتِ مصيرك راح تتزوجي وتتركيه لحاله.. الرچال لساته صغير حرام عليكِ
صاحت بضيق معترضة : أنا مش هتجوز وبابا مابيفكرش وحتى لو فكر يا فايا مش هيتجوز واحدة قد بنته ف شيليه من دماغك
تنهدت بيأس ثم سحبت ليجلسا سوياً : خلص لا تضايقي حالك ما راح اتكلم في هاد الموضوع مرة تانية
- ياريت يكون أفضل.

تصحيح مسار الجزء الثالث من سلسلة الندم بقلم الزهراء محمدWhere stories live. Discover now