الفصل التاسع

254 12 0
                                    

الفصل التاسع

عندما تقتحمك الذكريات تشعر كأنك داخل فقاعة من الظلام صعب كسرها
دوامة تبتلعك بداخلها ولا تستطيع الفرار
تدور في الغرفة وعينيها تشتعل بتيه وضياع
كلمات سريعة تتردد بعقلها.. دائرة الخمس سنوات
ما ظنته خمد عاد ليثور مجددًا

"تفتكري انا ليه عملت كدة"
"عشان بحبك"
كلماته تندفع بعنف
"انا لازم أشوفك"
"انا حامل يا عمار"
دوران رأسها يزداد مع ازدياد الأصوات
"روحي يابت شوفي اللي في بطنك دا ابن مين انا مش فايقلك"
اطاحت بالمزهرية الموضوعة فوق المائدة الصغيرة بجانب فراشها
"عُدي انا في مصيبة"
" ليه عملت كدة؟"
" عشان انتِ بنت خالتي.. عرضي وشرفي اللي اخويا ماحفظش عليه"
ثم صدمة لصديقة العمر ورفيقة الروح
"انتِ اتجوزتي عُدي؟ "
" ايوة يا رُبا انا ولينا اتجوزنا وهنسافر أخر الاسبوع"
"كل اللي احنا فيه دا بسبب غباءك"
"انا حامل يا عُدي"
"انتِ عارفة انتِ ايه يا لينا... انتِ حرامية.. خطافة رجالة ، حقيرة.. دا أقل وصف لواحدة زيك.."
"أنا شكلي بحبك باين"
"وانا هثق في واحدة زيك ليه"
" إنتِ طالق"
صوته يندمج مع صوت بكاؤها ذات ليلة
"مش قادرة انسى يا بابا.. مش قادرة هو ليه صعب كدة"
صوت ابيها يزاحم عقلها
"الماضي مابيتنسيش يا لينا.. لكن الوجع بيخف"

لما اذا لم يُشفى حتى الآن والدي العزيز
وضعت كفيها على اذنها بقوة.. تريد اسكاتهم جميعًا ثم تهالكت بجانب الفراش تنتحب ولا تعرف ما بها
لما اليوم في اكثر لحظاتها ضعف تقتحمها الذكريات لتقضي على ما تبقى من تماسكها.

....

ودع ابن اخيه وصعد إليه يود معرفة ما بها
طرق باب الغرفة عدة مرات ولم تجيب ف فتحه ببطئ ليجدها غارقة في النوم ولكن ضوء الغرفة مشتعل
استمع لصوت هذيانها فأقترب قليلاً ينظر لوجهها المتعرق
رأسها تتحرك وتهمس بكلمات لم يفهم منها شيء
وضع كفها فوق جبهتها فأستشعر حرارتها المرتفعة استدار عائدًا للخارج يهاتف الطبيب
ثم جلس جوارها يتأمل ملامحها التي تنقبض بحزن وكأنها تبكي
- ماما... ماما... لا..... ما ماتسيبنيش
أغمض عينيه بأسى ثم جذبها لحضنه حتى استمع لصوت جرس الباب ف نهض يستقبل الطبيب الذي فحصها واخبره انها تعاني من الحمىٰ ثم كتب له الدواء ورحل ليظل هو يهتم بها حتى غفا بجانبها

....

جلست وجلس بجانبها..
تكتف ذراعيها وتنظر لوالدها القابع في المقعد أمامهم
لولا ان فؤاد هو من دعاه للدخول كانت لن تسمح
- ازيك يا أروى
التوت شفتيها بإبتسامة ساخرة دون ان تجيبه فأخفض رأسه ليلكزها فؤاد بذراعها ف همست من بين اسنانها بضيق : كويسة
ثم تابعت بتساؤل بارد : جاي ليه ، عايز تدمرلي حياتي من تاني.. انا بطلت اجي بيتنا بسببك
- أروى
نهرها فؤاد بعنف ف الماثل امامه يبدو عليه الضعف ولن يتحمل كلماتها
- قومي من فضلك اعملي لنا حاجة نشربها
التفتت له بحنق ف اشار لها بعينيه لتنهض تنصرف من أمامهم
نظر هو لوالدها يخبره : معلش.. أروى صدمتها كانت كبيرة
ظل رأفت منخفض الرأس لا يستطيع النظر إليه
- انا مش قادر ارفع راسي لحد... انا ظلمتهم كلهم ، سحر.. زياد وأروى.. حتى عُدي وعمار الله يرحمه
ثم رفع عينيه ببطئ ينظر نحوه مكملاً : وانت و... لميا
اغمض فؤاد عينيه بألم على ذكر اسمها لكنه تماسك وهو يسمعه يتابع : سحر وزياد كان عندهم قدرة على التسامح لكن.... أروى لأ
عارضه بهدوء ينافي ما يدور بداخله : بالعكس.. أروى شخص متسامح جدًا لكن المشكلة انك كنت عندها في مكانة عالية خالص غير الكل فـ اتصدمت لما شافت الحقيقة
اتت من الداخل وضعت امامهما المشروب البارد وكادت تعود لولا ان هتف بها والدها يوقفها
- أروى
اقترب منها يمسك بكفها فأبتعدت ليزفر بحزن مردفاً : انا جاي النهاردة عشان اترجاكِ تسامحيني رغم ان اللي عملته كان كتير وانتِ اكتر واحدة اتأذيتي لكن عندي عشم في قلبك انه يفتكر لي حاجة حلوة عملتها
اغرورقت عينيها بالدموع وهي تهمس بتهكم : حاجة حلوة !!! انت محيت كل حاجة بأفعالك.. مابقتش فاكرة غير اني اتخدعت
ثم حركت رأسها نافية وهي تستدير الى الداخل : انا مش هقدر اسامحك ولا هقدر انسى.

تصحيح مسار الجزء الثالث من سلسلة الندم بقلم الزهراء محمدDonde viven las historias. Descúbrelo ahora