الفصل الثامن عشر

194 9 0
                                    

الفصل الثامن عشر

استدعته الى منزلهم ولا يعرف لما حتى ابيها المتعجب منها والذي اصبح لا يخاطبها منذ فترة
هبطت تجلس امامهم تنطق بما ارادت اخباره به : انا موافقة على الجواز بس عندي شروط
لم يصدق اذنيه نظر لأبيها بعدم تصديق وابتسامة متسعة بينما ابيها الجالس جوارها يفهم نظرة عينيها جيداً
إبنته ستتبع إسلوب "التطفيش" بعد أن فشلت جميع محاولاتها في إبعاده
ستعجزه ف يرحل ولن يعود
- أي شروط هتقوليها انا هنفذها بالحرف
تنهدت بقوة وإبتسامة واثقة ارتسمت فوق شفتيها : أول شرط مافيش خطوبة.. جواز على طول
إتسعت إبتسامته اكثر وهو يخبرها : يكون أفضل بردو ، إحنا لسة هنتخطب
- تاني وأهم شرط انا مش هنزل مصر لا دلوقتي ولا بعدين
إختفت السعادة وتبادل النظرات مع والدها المشاهد : أيوة يا لينا.. بس على الأقل ننزل نعمل فرحنا هناك ، عشان اخواتي وأمي و...
قاطعته قائلة : ودا تالت شرط مافيش فرح ، هنكتب الكتاب في السفارة وبس
نهضت تعود لغرفتها ولم تترك له مجال للحديث
مرر أنامله فوق وجهه بقلة حيلة ف إنتقل أبيها لجواره يربت على كتفه يؤازره فـ نظر له : شايف اسلوب التطفيش دا
أومأ له : شايف.. شايف يابني الله يكون في عونك
- هي يعني فاكرة انها كدا بتعجزني مثلاً ، انا هنفذ لها كل شروطها.

....

- يعني ايه يا استاذ عبدالله الوريث مش عايز يظهر
نفسه ، طب وشغلنا؟
هتف زياد معترضاً ليجيبه عبدالله : انا معمولي توكيل بتولي كل المهام يا استاذ زياد ما تقلقش ومدام بسمة مرتبة كل حاجة قبل الوفاه يعني الشغل هيرجع زي الاول
ثم وضع امامه ملف ورقي متابعاً : دا كل الورق اللي انت محتاجه عشان اثبتلك ان شغلك في السليم وان مافيش اي حاجة هتتأثر بوفاة مدام بسمة
صمت زياد مرغماً ثم ودعه ونظر لأخيه الصامت من البداية
- يا ترى ايه حكاية الوريث اللي مش عايز يظهر بنفسه دا ،  ليه يعني !!
نهض عُدي واقفاً بتوتر يخبره : ماتشغلش بالك يا زياد المهم ان شغلنا يمشي زي ما هو
ثم تركه وخرج بينما زياد يشعر ان هناك خطب ما..

....

- صباح الخير
رفعت لينا عينيها له بدهشة سائلة : انت بتعمل ايه هنا؟
امسك بعبوة حليب ووضعها بالعربة خاصته وهو يجيبها : جاي اشتري شوية حاجات زيك
رفعت حاجبيها متسائلة : انت مش قاعد في اوتيل؟
اتسعت ابتسامته : لا مانا هسيبه خلاص
زفرت بضيق وتحركت وهو جوارها : انتِ ممكن تجيبي بامية على فكرة انا بحبها
حركت رأسها بغرابة : هو في بامية هنا ، انت بتقول ايه؟!
- وحشتني قوي ، امي بقا كان عليها طاجن بامية باللحمة تاكلي صوابعك وراه والله
ابتسمت بخفة : ربنا يخليهالك
ثم نظرت له بجانب عينيها متابعة : ما تروحلها..
وقفوا امام الكاشير تحاسب على ما ابتاعته ثم خرجا سويا ليقول : مانا رايحلها بكرة
توقفت وهي تظنه ملّ وسيبتعد لكنه باغتها بقوله : رايح اقولها اني قررت اتجوز واستقر هنا
رمقته بذهول وهو يتابع : انا موافق على كل شروطك يا لينا وياريت على ما ارجع تكونِ حددتي ميعاد نتجوز فيه
تركها وانطلق بمفرده وهي لم تستوعب بعد ما تفوه به.

تصحيح مسار الجزء الثالث من سلسلة الندم بقلم الزهراء محمدWhere stories live. Discover now