الفصل الثانى والعشرون

7.2K 307 15
                                    

لما الطمع يعمى عنينا عن الصح ويخلينا نتجاوز الاصول والاعراف ، أكيد احنا بنلاقى مبرر لكل خطأ نرتكبه بمزاجنا.
- بتجول مين ؟
السؤال خرج من " سالم " وهو بينهض مفزوع من مكانه وكأن لسعته عقربة... فكان الرد من " سامح " بمنتهى البرود :
- بقولك " معتصم " ابن العمده هاشم اكيد انت تعرفه .
شاور "سالم " بأبهامه للخلف يقول :
- اللى كااان العمدة...وحكاية ان اعرفه دى مفروغ منها.. المهم انت عرفته كويس وعرفت تاريخه معانا جبل ما تيجى تكلمنا بجلب مليان وتجول انك هاتجوزا بتك ؟
- قصدك يعنى عشان كان خاطب بنت " راجح " قبل ما تسيبوه وتتجوز ابنك ؟
قالها باستفزاز اثار "راجح "المعروف بهدوئه فرد عليه بصوت منفعل:
- ماتنجى الفاظك ياعم انت .. وراعى ان انت بتتكلم على بتى .. اللى هى اتجوزت واض عمها مش حد غريب عليها .
سامح بأسلوب تهكمى :
- الله الله ياسى " راجح " يعنى انت دلوقتى بتلقح على بنتى انا عشان هاجوزها " معتصم " ؟ وفيها ايه بقى ان كنت هاجوزها من ابن بلدها ولا انتوا بتحللوا لنفسكم وبس ؟
سالم من غيظه خبط كف بكف بعصبية لدرجة خلت الصوت يطلع واكنه صوت ضربة قلم .. وقبل ما يتكلم سبقه " ياسين " اللى كان بيحاول يمسك اعصابه من اول القعده:
- ابن بلدها !! هو انت من امتى عرفت بلدك يا" سامح " عشان تتمحك فيها دلوك ؟.. هو ايه اللى حصل بالظبط وخلاك تغير رايك ؟
اتبرجل الاول لكن ماحبش يبين فثار عليهم بصوت عالى :
- هو في ايه ياجدعان ؟. بنتى وجالها اللى يطلب ايدها منى ويدخل البيت من بابه .. اوقف ان حالها بقى عشان الولد كان خاطب بنتكم وماحصلش نصيب .
سالم وهو بيمد برقبته ناحيته :
- يعنى انت كل اللى عارفه موضوع خطوبته ب" بدور " ومعارفش تاريخه هو وعيلته معانا .. طب افتكر ان ابوه وامه محبوسين دا غير قضيته مع ولدى اللى اتحبس هو كمان بسببها .
رفع كفه قصاده يتكلم بلهجة مصطنعه:
- عفا الله عما سلف ياعم الحج.. وانا الراجل ماشوفتش منه حاجه وحشه عشان أوقف حال بنتى وارفضه.
راجح بعدم تصديق:
- ياسلام !! .. دا ايه العجل ده اللى هب عليك كده فجأة ؟ ماتجيب من الاَخر ياسامح وجول ان الواض زغلل عنيك بفلوسه اللى ماحد عارفلها عدد .
رد عليه باستفزاز اكتر من اللى سبقه :
- بالظبط ... زيك انت ياحبيبى لما رضيت بيه لبنتك .. هو مكانش برضوا عشان فلوسه الكتيره دى ؟
قالها سامح بوقاحة فاجأت " راجح " اللى اتصدم ولجمت " ياسين " عن الدفاع عنه .. لما زعق فيه "سالم " بصوت عالى :
- اسمع ياراجل انت .. انت زودتها جوى وحق الضيافة بس اللى مانعنا عن الرد عليك بالى تستاهلوا.. بس مدام وصلت لكده .. يبجى لو هاتنفذ كلامك وهاتجوز بتك من " معتصم " يبجى برا بيتنا
برق " سامح " بعنيه وهو بينظر ل " ياسين " اللى كان بيتنفس بعمق وماقدرش يراجع كلام ابنه فى تحمل حاجة اكبر من طاقته..
صرخ بدراما وهو بيمشى بخطواته :
- ماشى ياعم " ياسين " ماشى يا" راجح " ماشى ليكم كلكم .. بقى بتطرودنى من بيتكم .. هو دا حق الضيافة عندكم .. ادينى سايبهالكم محضرة عشان اريحكم خالص .. ياناس باينة مناظر بس قدام الناس .
راجح وهو بينظر فى اثره لما مشى :
- كنت صبرت عليه يا" سالم " .. دا كده هياخد البت ومايجبهاش تانى لامها واحنا مصدقنا ..
سالم باصرار :
- راجل جليل ادب وزدودها معانا .. ودا اقل رد على جلة حياه وبجاحته اللى فى حياتى وعمره كله ماشوفت زيها .
ياسين وهو بينزل على كنبته بتعب :
- انا جلبى مش مطمن .. وحاسس في حاجة ورا اصراره الشديد فى الموضوع ده ..ربنا يسترها بجى ويعديها على خير
وقبل مايرد عليه واحد فيهم اللتفتوا التلاتة على صوت " ياسين " الصغير اللى كان بينده على والده .. اللحج يابوى " بدور " اختى خدتها اسعاف الوحدة.

ست الحسن ( الجزء التانى )Where stories live. Discover now