الفصل الخامس والعشرون

7.7K 328 15
                                    

ديق عيونه وهو بيقرب منها بخطوات بطيئة ومريبة :
- كررى تانى اللى قولتيه يا" نورا " عشان انا باينى ما سمعتش كويس .
الخوف دب فى قلبها من ناحيته ودا لانها عارفة والدها كويس .. هو طول الوقت بيدلعها ويفضلها على خواتها الولاد ولكنه لما بيتعصب منها بيقلب بشكل مخيف .. خرج صوتها مهزوز وهى بترد عليه :
- بقولك انااا مش عايزة اتجوز " معتصم "!
شدها من دراعها فجأة وقرب وشه من وشها و بيدوس على اسنانه وعيونه بتطلق شرار ونفسه بيطلع دخان بيلفح جلدها :
- كد قالك ان ابوك هفق ولا مش راجل وقد كلمته.
هزت دماغها تنكر بصمت وهى قافلة بقها وعيونها وسع وشها وهى بتنظرله بجزع :
كمل على نفس وضعه :
- امال اللى انتى بتقوليه ده معناه ايه ؟
كانت بتبلع فى ريقها اللى جف بصعوبة وهى بتحاول معاه
- انا قصدى يعنى..انى لسه صغيرة عالجواز وشيل المسؤلية من دلوقتى .. دا غير انى عايز اكمل تعليمى.
خف قبضته وهو بيفتح بقه بضحكة خشنة وقصيرة :
- دا على اساس انك شاطرة فى دراستك ومش بتاخدى السنة بسنتين.
نفض ايده عن دراعها فجأة ولهجته خفت حدتها :
- انا مش عايز اتعصب عليكى يا" نورا" عشان عارف ان امك وستك هما اللى لعبوا فى دماغك :
- امى وستى مالهوش دعوة..
قالتها بمقاطعة لكن نظرته المرعبة لجمتها عن تكملة كلامها .. فتابع هو :
- الكلام دا لو اتكرر هاتشوفى وش تانى منى عمرك ماشوفتيه...وان كان على حكاية سنك متخافيش منها ياعين ابوكى .. البنات هنا بيتجوزا اصغر منك بكتير اوى .. وبكرة لما تشوفى العز اللى هاتعيشى فيه .هاتشكرى ابوكى وتدعيله.. يالا بقى تصبحى على خير .
قال الاخيرة وهو بيبوسها على خدها قبل مايمشى على غرفة نومها ..وسابها واقفه كاتمثال بعيون مبرقة ومصدومة .
................................

وفى صباح اليوم التالى
خرجت " نهال " من غرفة النوم وهى بأسدال الصلاة .. لقت " عاصم " وحده لسه نايم مكانه و" مدحت " مكانه فاضى .. شبت بعنيها يمين وشمال واتحركت بخطواتها تدور عليه .. فجأة لاقته قدامها خرج من الحمام ..ابتسمت بخبث :
- صباح الخير.. انت صحيت امتى ؟
داس على بسنانه على شفته بغيظ ومعبرهاش وهو بيتخطاها ويعدى جمبها .. اتحركت هى بخطواتها وراه :
- استنى يا "مدحت " جولى هاتكمل نوم ولا احضرلك الفطار ؟
كمل بصمت وهو بيدخل غرفة الاطفال فدخلت وراه :
- يا"مدحت "رد عليا وقولى....
قطعت جملتها لما لاقته فجأة قفل الباب ووقف قدامها ساند بكفه عالحيطة والتانية على وسطه وبينظر لها بحدة كاعوايدوا .. ابتسمت بريبة وهى بتشاور بكف ايدها؟
- ايه مالك ؟ جفلت علينا الباب ليه ؟
ساب الحيطة واتقدم ناحيتها بخطوات بطيئة .. ابتسمامتها زادت اكتر وهى بترتد للخلف :
- متنساش ان احنا فى شجة اختى وجوزها مش شقتنا ؟
ابتسامتها اتحولت لضحك مكتوم وهى بتزقوا بأيديها الاتنين وهو بيقرب منها ..مسك على ايديها وهو واقف بجمود وعنيه بتظهر مشاعر هى عارفاها كويس لكنه افتكر عملتها امبارح لما نام عالارض فشد على أيديها بعصبية:
- بتسببنى انام عالارض امبارح يا" نهال " وانتى تنامى فى حضن اختك حبيبتك !
ردت مخضوضة من تحوله :
- اختى تعبانة وانا كان لازم اراعيها يا" مدحت " ؟
رفع حاجبه بشك :
- واختك لازم تنامى فى حضنها عشان تاخدى بالك منها وتراعيها ؟
هزت بدماغها ترد عليه :
- ايوة كان لازم .. عشان اختى تعبانة و زعلانة كمان وانا لازم اخدها فى حضنى واخفف عنها .
جز على سنانه وهو بيشد على ايديها اكتر:
- وانا مين يخفف عنى دلوك وانا دمى بيفور وبيغلى منك ؟
ضحكت بدلع وصوت عالى :
- ههههه أعملك عصير عشان تهدى بيه دمك  .
حدته خفت وهو بيحاول يمسك ضحكته :
- بطلى استظراف ووطى صوت الضحكة دى شوية .. واد عمك نايم بره .
-
وبرة الأوضة " عاصم " فاق من نومته وكان رايح الحمام فسمع  ضحكهم وهمسهم .. فابتسم بصوت واطى وهو بيردد مع نفسه :
- الله يسهله ياعم الدكتور .. دا انت طلعت حكاية .
حب يستغل الفرصة فارتد بخطواته لناحية غرفتها ولكنه اتفاجأ بالباب مقفول .. خبط بأيده عليه بخفة
- بدور افتحى يابدور ... بدور انتى جافلة ليه ؟
خرج صوتها بالعافية:
- عايز ايه يا" عاصم " انا نايمة !
رد عليها باستنكار :
- ياشيخة !! وعفريتك هو الى جفل الباب صح ؟
نفخت بزهق :
- نهال هى اللى جفلت .. استنى بجى لما ترجع من الحمام عشان تفتحلك .
ضحك مابين سنانه :
- نهال مش فضيالك اساساً .. هاتفتحى يا" بدور " ولا اكسرلك الباب انتى عارفانى مجنون واعملها.
رددت مع نفسها:
- نهال مش فاضيالى ! امال راحت فين دى ؟
وصلها صوته الغاضب بتحذير :
- هاكسر الباب يا" بدور " .
ردت بتحدى :
- اكسروا
داس عالمقبض بقوة وهو بيحاول يجمح شيطانه عنها .. رغم رغبته القوية فى كسر الباب .. لكن صوت جرس المنزل هو اللى منعه.
...........................

ست الحسن ( الجزء التانى )Where stories live. Discover now