الخاتمة

10.2K 428 48
                                    

قدر حريى يقنع نيرة بإقامة حفل زفافه عليها فى البلد وسط اهلهم والجيران في الساحة الكبيرة عند بيت جدها ياسين.. وافقت رغم رغبتها القوية في اقامة الفرح فى قاعة فخمة .. اتنصبت فراشة كبيرة شملت مساحة واسعه جدا من الشارع العريض فى الجهة الخلفية للبيت ..نصبة الفراشة اتقصمت نصين لعزل الرجالة عن السيدات ..كوشة العرسان اللي اتجهزت بشكل محترف وشيك كانت فى جهة السيدات .. والدجي والبوفيه ناحية الرجالة.

فرقة الزفة بالطبل والدفوف كانت بتزف العرسان على طول الشارع بأجمل الاغاني ..ايدها ملفوفة على دراعه والايد التانية بتحاول رفع الفستان عن الأرض بمساعدة نهال اللى كانت واقفة بجوارها للدعم وبقية الحضور خلفهم ..يتحركوا ببط تزامناً مع حركة الفرقة .. حربي كان لابس بدلة شبابي سودة بينت رشاقته وعرض اكتفاه ..وجهه الأسمر الجميل رغم خشونته كان منور بفرحته على بنت عمه ..اللي ظهرت باختلاف جذري ومفاجئ للحضور.. فستانها الابيض المحكم الضيق حتى الخصر ..كان نازل باتساع على طبقات التل ..اظهر رشاقتها ورقة قوامها ..وجهها اللى اتزين بمكياج كامل لاول مرة فى حياتها كان خيالي على جمال ملامحها وبشرتها الناعمة .. سعادتها مكانتش تقل عن سعادته وهى متحاوطة بأهلها وجيرانها الفرحانين من قلبهم .. لما وصلوا اخيراً عند الكوشة ..صدرت اغنية هادية لرقص العرسان برومانسة..حربي المحرج اضطر يتمايل معاها بصعوبة وهي بتضحك من قلبها على ارتباكه .. اللى مقدرش يسيطر عليه وأنهى الرقصة قبل انتهاء الاغنية اثار تذمرها وابتسامتها فى نفس الوقت من عفويته اللى بقت تعشقها فى تصرفاته ..

بعد استقرار العرسان على الكوشة نزلت نهال بسرعة لمدحت اللى كان واقف في زاوية لوحده ..مكتف ايديه و بوجه ساخط من تركها له والذهاب مع اخته بديلة لبدور صديقتها الحامل..فى الذهاب للبيوتي سنتر والفوتسيشن مع عريسها ..رغم انه مشوار ضروري ماينفعش الاعتراض عليه لكنه ماكنش قادر يمنع نفسه من الغضب لبعدها عنه اليوم كله وظهروها دلوقتي بشكل هايوقف قلبه من جمالها.. وهي لابسة فستانها الفيروزي المنسدل على قوامها بنعومة ومكياج بحرفية اظهرها كعروس تانية بدون فستان ابيض .
قربت منه بابتسامة جميلة وهي حاطة ايدها على قلبها بتلهث :
- ايه ياحبيبى انت مكشر ليه وواخد جمب كده لوحدك ؟
داس على شفته يقول بغيظ :
- مالكيش دعوة ان كنت مكشر ولا مضايق ؟
بجدية مزيفة مع ابتسامة مستترة :
- كدة برضوا يامدحت بتكسفني ..على العموم انا مش هاضايقك .
اتحركت تتخطاه ولكنها اتفاجأت بأيده اللى شدتها من كفها بحزم :
- هاتتنيلي تروحي فين وتسيبني؟
قالت مجفلة :
- اسلم على امي وامك وضيوف الفرح من صحابي واهلي .
ضغط على ايدها اكتر يثبتها :
- اترزعي ماتتحركيش من جمبي .
- واسيب الناس وما اسلمش عليهم ؟
برق لها بعيونه من غير ماينطق :
تحاشياً لغضبه ولعلمها الاكيد انه مش هايفضل كتير فى مكانه قدام الكوشة..هزت دماغها تقول بطاعة :
- حاضر.
.................................

ست الحسن ( الجزء التانى )Où les histoires vivent. Découvrez maintenant