الفصل السابع والثلاثون

6.8K 274 9
                                    

شهر كامل ..... شهر كامل قضته مع انسان مش طايقاه وهى بتحاول تتقبله .. او تحاول تكييف نفسها فى تقبل العيشة معاه .. لكن تصرفاته المستفزة معاها .. منعت ان ده يحصل نهائى ..اكتشفت فى الشهر ده حجات كتير اوى عنه .. اهمها انه تعبان بالمعنى الحقيقى .. تفكير مش مفهوم .. بير غويط .. نفسها تعرف ايه سبب تصرفاته معاها ؟ وكلامه المبطن بمعانى غامضة وتايهة عن دماغها . . لكن الميزة الوحيدة بقى.. هى العيشة المرفهة فى كل شئ .. لبس .. مجوهرات .. اماكن عمرها ماكانت يخطر على بالها انها تزورها.. هى اكيد مش خسرانة فى الجوازة دى .. سواء استمرت او مستمرتش!
فاقت من شرودها على صوته :
- احنا خلاص قربنا .. عشر دقايق وهانوصل البيت .
ردت ببرود :
- اه .. طيب .
بادلها هو كمان بنظرة باردة قبل مايرجع للطريق اللى ماشى فيه من تانى .
زاحت عيونها عنه بعدم اكتراث .. وهى بتنظر للبيوت والشوارع فى القرية والاطفال والاهالى.. عيونها وقعت على بيت جدها من بعيد .. كان هاين عليها تهلل زى الاطفال لرؤية جدها وهو بيتكلم ويهزر مع جماعة اصحابه قبال البيت .. بعدها بشارع بس .. شافت وكالة " سالم " وأبنه " عاصم " .. رغبة غريبة اجتاحتها انها تنزل من العربية وتدخل عنده وتشوفه .. جاف القلب والمشاعر .. قلبها الغبى بيشتاقلوه رغم كل اللى حصل .. رجعت بضهرها للكرسى من تانى بعد ما اختفت الوكالة عن عيونها وهى بتستعيد تذكر وسامته ورجولته اللى خطفت قلبها من اول نظرة .. لكنها اتفاجأت بنظرة " معتصم " الحادة والشريرة قصادها من غير سبب :
- اى فى حاجة ؟
اكتفى بالصمت لثواني .. قبل ما يرجع بعيونه للطريق من تانى ومن غير مايجاوب على سؤالها..
مطت بشفايفها باستنكار وفضلت انها تتجاهلوا وتريح دماغها منه وتسأله بس فى اللى يخصها :
-  امتى هاتعلمني السواقة يا" معتصم " ؟ عشان اسوق عربيتى الجديدة.
رد عليها من تحت ضرسه وهو بيسوق :
- اهدى شوية ياست المستعجلة... دا احنا يدوبك راجعين من شهر العسل .. الناس تجول علينا ايه ؟
وكان الرد منها هو النفخ بصوت عالى وهى بتلتفت لشباك العربية وتنظر للشارع من تانى

وصلت العربية لبيت " معتصم " .. استقبلهم " جبيصى " وفتح لهم البوابة.
- حمد لله عالسلامة يا" معتصم " بيه ؟ ياأهلاً ياأهلاً ياست هانم .. البيلا نورت .
فتح الباب وهو بيرد عليه بمودة :
- اهلا يا" جبيصى " وحشتنى ايامك يافقرى .. عامل ايه؟
- زين والحمد لله يابيه .. كله من فضلت خيرك .
خرجت هى من العربية تتكلم بتناكة :
- انت ياعم انت .. نضفت الفيلا قبل مانوصل ولا هاضطر استنى لحد اما تخلص .
معتصم رفع لها حاجبه مستغرب اسلوبها المتعجرف .. و" جبيصى " اللى صابته حالة تعجب منها قال :
- اطمنى ياست هانم .. انا خليت مرتى تساعد معايا فى التنظيف وخلاناها زى الفل واكنها جديدة .
مطت بشفايفها تزود استيائهم اكتر وهى بتتحرك :
- طيب كويس بقى .. نزل الشنط وهاتهوهم من ورايا.
هما خطوتين وفجأها " جبيصى " وهو بيقول فى ضهرها .
- هتلاقى قصادك اول اما تدخلى البيت على طول.. ست " نرجس" وست " علياء " وست " عفاف " وست " علية " وست" فاتن " ومعاهم جوازهم و عيالهم كمان فى استقبالك جوا فى الفيلا .
اللتفت وهى رافعة شفتها باستنكار :
- ودول امتى لحقوا يوصلوا هنا ؟ هما ماعندهمش نظر ؟ عشان يعرفوا اننا تعبانين من السفر وعايزين نرتاح الاول .
قال جبيصى بشماتة مستتره فيها :
- ليه بس ياهانم ؟ دول فرحانين جوى .. بوصولكم بالسلامة من شهر العسل .. واكيد جايين يقضوا اليوم كله زى ماهما متعودين !
فتحت بقها بذهول وهى على وشك انها اتلبخ بالكلام .. ولكن " معتصم " لم الدور وهو بيأمر " جبيصى " بالانصراف وبعد ما بقوا لوحدهم .. مسك دراعها بشده وهو بيبرق لها بعنيه وبيدوس على اسنانه:
- لمى نفسك واستقبلى خواتى زين .. دا بيت ابوهم هما .. مش بيت ابوكى انتى ؟
هتفت عليه بغيظ :
- يعنى ايه ؟ انا جاية تعبانة وقرفانة من السفر .. والهوانم اخواتك واجوازهم وعيالهم .. حبكت يجوا النهاردة .. دا بدل ما يسيبونا نرتاح الاول وبعدها يستأذنوا قبل ما يجيبوا.
داس على دراعها اكتر بغضب :
- يستاذنوا منك انت يابت " سامح " ! بلاش تطلعى زرابينى دلوك بالذات .. انا على اَخرى منك .. اعملى فيها مأدبة وبنت ناس جدامهم .. بلاش تفرحيهم فيا عشان اخترت واحدة زيك !
عيونها كانت بتطلق شرار من الغيظ .. وهو ماستناش عشان يحايلها .. بأيديه الاتنين بقى يزوق فيها ويحركها تمشى :
- اخلصى ياللا اتحركى .. امشى زين بدل مااعدلك بنفسى .
...........................

ست الحسن ( الجزء التانى )Where stories live. Discover now