الفصل الثامن والثلاثون

6.7K 271 8
                                    

اخدت نفس طويل قبل ما تتجرأ وتخبط على باب غرفة المكتب .. وهى بتجهز نفسها عشان تواجه غضبه اللى اثارته هى بمكرها..ابتسمت بشقاوة وهى متخيلة منظره دلوقتى..
سمعت صوته وهو بيأمرها بالدخول.. بعد ماطوعتها ايديها اخيراً وخبطت ... فتحت الباب بهدوء واتقدمت تدخل بخطوات محسوبة .. رفعت عيونها تقابل عيونه .. وجدته على نفس الصورة اللى كانت راسماها فى خيالها .. من قبل ماتدخل عنده .. قاعد خلف مكتبه وهى مشبك ايديه الاتنين فى بعض .. وعيونه العميقة بتنظر لها بحدة كالعادة ..
بابتسامة مستترة قالت :
- مساء الخير.. عايزنى فى حاجة يا" مدحت " ؟
فضل صامت للحظات على نفس وضعه .. مع زيادة بس انه ضيق عيونه اكتر بتفكير ..
هزت بدماغها بتصنع عدم الفهم :
- ايه مالك ؟ ما بتردوش ليه ؟
دق قلبها بسرعة رهيبة وهى شايفاه بينهض من مكانه خلف المكتب .. كنمر كسلان بيحوم حوالين فريسته .. وهو مازال صامت ولا رد على سؤالها بكلمة .. اصبح قدامها بالظبط بطوله المهيب.. وهى فى انتظار هجومه فى اى ثانية .. سألته بتوجس :
- شكلك مايطمنش خالص .. فى حاجة صح ؟
ايده فجأة قبضت على معصم ايديها وهو بيدوس على اسنانه :
- يعنى انتى عارفة وبتسهبلى كمان ؟!
- عارفة ايه بس ؟ ايدى بتوجعنى يا" مدحت " .. فهمنى براحة طيب .
داس عليها بزيادة :
- خليها توجعك اكتر كمان .. يمكن تحسى ياباردة ياللى ماعندكيش دم .
قالت بتهديد:
- طب والنعمة لو ماسيبت ايدى دلوك ... صوتى هايطلع بره المكتب.. واتحمل انت بقى العواقب .
قربها اكتر وانفاس الغضب طالعة منه بتلفح وجهها:
- جربى انتى .. عشان تشوفى النتايج على دماغك باذن الله يا" نهال ".
سكتت المرة دى بعد ماحست ان وصل لاَخره فى الغضب .. قال هو :
- الواض اللى كنتى بتتكلمى معاه ده اسمه ايه ؟ وكنتوا بتتكلموا مع بعض فى ايه بالظبط ؟ عشان تتجاهليني انا وتندمجى معاه .
ابتسمت بمرح رغم الالم اللى حساه فى ايديها :
- ما تظلمهوش يا" مدحت " ..انا اللى سألتوا على حاجة كده فى الشرح وهو كان بيجاوب بسلامة نية ..
صوته اصبح اعلى المرة دى وهو بيقول بتحذير :
- وماسالتنيش انا ليه؟ وانا دكتورك وجوزك كمان .. ولا عايزة تحرجى دمى و..
قاطعته فجأة فضيعت تركيزه :
- ما انت ماكنتش فاضيلى .. وانت بتهزر وتضحك مع البنات اللى بيسألوك على حجات تافهة.. وانت بتجاوب بصدر رحب.. ومش واخد بالك منى .
ايده ارتخت شوية وهو بيقول بصعوبة :
- وافرضى بجاوب على اسئلة البنات ومعاهم الولاد .. لو انتى فاكرة .. مش دا دورى وانا الدكتور بتاعهم ؟
هزت دماغها تنفى وتقول ببساطة :
- لا طبعاً دا مش دورك.. انت اساساً جاى بدال الدكتور " محفوظ ".. يعنى تعمل اللى عليك وتشرح المحاضرة وبس .. مش تدى فرصة للبنات دول .. وهما معجبين بالدكتور الصغير والوسيم.. عشان يتسايروا معاك وياخدوا راحتهم .
من غير مقدمات ساب ايدها فجأة .. قعدت تدلك في معصم ايدها وهى بتتألم:
- ياساتر عليك يا" مدحت " لما تتعصب .. دا انت كده ممكن تكسر ايدى فى لحظة غضب .
- تستاهلى عشان تبطلي
قالها فجأة بعد ما وضع ايده فى جيوبه وهو بينظر لها بتقيم وكمل :
- افهم من كده .. ان انتى اللى غيرانة ودى حركة منك .. عشان تستفزيني ؟
قالت ببرائة :
- لا طبعا ازاى؟هو انا تافهة لدرجادى .. انا فعلاً كنت عايزة افهم جزئية فى المحاضرة.. وسالت زميلى عليها عشان يفهمني.
فى ثانية قلب من تانى وهو رافع قبضة ايده فى الهوا قدامها وبتهديد :
- نهال ماتطلعنيش عن شعورى .. انا مش عايز اتعصب عليكى من تانى .
ارتدت للخلف تحذر جنونه وهى بتضحك ؟
- خلاص والله .. انا بهزر معاك .
............................

ست الحسن ( الجزء التانى )Where stories live. Discover now