الفصل الخامس والثلاثون

6.8K 308 21
                                    

احنا مالناش سلطان على مشاعرنا.. عشان نوجها حسب حساباتنا الشخصية او حسب ما احنا رايدين .. لكن كمان ربنا ادانا عقل نفكر بيه ونميز .. عقل يمكنا من جمح رغباتنا واهوائنا .. وحتى لو ماقدرناش نخمد الحب جونا لما يكون من طرف واحد بس ..يبقى على الاقل مانبينش .

قلبها الخاين بيدق بسرعة رهيبة من ساعة مالمحته وسط المدعوين .. وهى فى دنيا غير الدنيا.. كانت بتحاول تلهى نفسها بالنظر ناحية البنات ورقصهم او حتى تركز فى بعض الفقرات من عروض فنية .. لكن فى كل مرة نظراتها ترجع من تانى ناحيته .. علّها تلمح نظرته ليها او حتى تقابل عيونها عيونه .. ومع كل محاولة كانت بتصيبها خيبة امل .. وهو عطيها ضهره فى جلسته او هزاره مع ولاد عمه .. وحتى لما يتحرك فى القاعة او بين المعازيم .. مافيش مرة رفع عيونه ناحيتها.. ياما كان نفسها يشوف جمالها ولا فستانها اللى يبهر اكيد هايغير رأيه ويفكر فيها .. ياما كان نفسها يبقى هو بجانبها دلوقتى فى الكوشة وهو لابس البدلة الجميلة دى وهى ظاهرة عضلاته وطوله وعرضه واكنه من ابطال الرويات .. بدل صاحبنا دا اللى قاعد جمبها ويليق عليه بس دور الشرير فى الروايه.
- مالك بتبصيلى كده ليه ؟
فاقت من شرودها على جملة " معتصم ".. بعد ما لاقاها منتحة فيه بشرود ..تداركت نفسها وهى بترد عليه:
- هااا .. لا مافيش .. بس كنت مركزة فى البدلة شوية .. اصل شكلها جميل.
مال ناحيتها وهو بيدقق النظر فى عيونها:
- ياااه... اخيرا خدتى بالك ؟
رفعت شفتها باستنكار :
- اخيراً خدت بالى من ايه بالظبط ؟
بابتسامة غامضة وغريبة:
- انا اقصد البدلة يا" نورا" ولا انتى مش مركزة ؟
نفخت بضيق قبل ترد على كلامه :
- ماخلاص ياعم بقى .. دى ماكنتش كلمة دى اووف .
قالتها وشاحت بنظرها عنه ..وهى غافلة عن الجحيم اللى اشتعل داخل عيونه
..............................

أجواء القاعة كانت مشتعلة .. من ناحية الرجالة" سامح" ماكنش مقصر وهو بيرقص مع الشباب الصغيرين واكنه ناسى سنه ..عكس ابنه " وائل " اللى كان قاعد مكتف ايديه .. وشه بيتفرد بس وقت اما يكون بيكلم خطيبته .. او بيكلم حد من العيلة وحتى لما سلم على اخته العروسة.. سحب فى ايده خطيبته "هدير".. سلموا الاتنين على العرسان واتصورا بشكل رسمي .. وبعدها رجع لمكانه من تانى زيه زى الغريب .
وعند الستات قرايب العريس من العيلة او اخواته البنات .. كانوا مولعينها رقص وزغاريد ..قرايب العروسة الستات كمان كانوا بيحاولوا يبينوا نفسهم .. نجلاء مع والدتها " صباح " وستات وبنات من العيلة .." نيرة "كانت ماشية على نصيحة جدها وهى بترقص وتهيص معاهم .. وتشد فى " نهال " اللى كانت بترقص غصب عنها .. لدرجة انها بقت تحس بتعب .. ابتدى بشعورها بالمغص وبعدها اتطور اكتر بشكل قوى ..
.........................
حربى و" رائف " كانوا قاموا عشان يرقصوا مع الشباب.. والجد " ياسين " اتنقلت قعدته على طرابيزة تانية مع ولاده ومجموعة من كبار السن من المدعوين .. اتبقى " مدحت " و" عاصم " بس على طرابيزة وحدهم .
مدحت وهو بيشاور بدماغه بشكل خفيف لكن مفهوم :
- واخد بالك ؟ البت عينها رايحة جاية عليك.
عاصم بثبات وعيونه مركزة مع ابن عمه من غير حتى ما يبص ناحيتها :
- هاتصدقنى لو جولتلك .. انى مالمحتش طرفها من ساعة ما دخلت مع " معتصم " فى الزفة .
ابتسم " مدحت " وهو بيهز دماغه :
- اصدق يا" عاصم " لانى ملاحظ وشايف .. ودا اللى مخلى البنت هاتتجنن وهى جمب عريسها .
دنا بدماغه يستفسر اكتر :
- لدرجادى هى واضحة .
جاوب بنظرة عيونه قبل مايرد :
- واضحة جوى .. بس بالنسبالى انا عشان عارف الحكاية من اولها .. لكن بالنسبة لباقى المدعوين المشغولين فى فقرات الفرح ما اظنش.
هز دماغه بعدم رضا :
- استغفر الله العظيم .. والله البت دى طايشة وربنا يهديها .. طب مش خايفة لعريسها " معتصم " باشا ياخد باله .. لا ياعم انا اللمها وامشى احسن .. حمد لله عرييتى معايا عشان اوصل بسرعة البلد .
قال الاخيرة وهو بينهض عن الكرسى .. فنهض قباله " مدحت " وهو بيمسك الفون ويحاول فيه :
- وانا كمان قايم اروح بلا وجع دماغ .. اما اتصل ب" نهال " بقى استعجلها .
- ماهى " نهال " جاية علينا اهى ؟ بس دى شكلها تعبان .
رفع عيونه عن الفون ونظر للناحية اللى بيشاور عليها " عاصم " .. وجدها فعلا جاية عليهم لكن وشها مخطوف وهى بتمشى بحركة بطيئة ..اتقدم بسرعة بخطواته ناحيتها يسألها بجزع :
- ايه مالك ؟ حاسة بأيه ؟
ردت وصوتها بيرجف :
- مش عارفة يا" مدحت ".. بس حاسة نفسى تعبانة جوى .. طلعنى بسرعة والنبى عايزه اروح .
مسكها من ايدها يسندها وهو بيمشى بيها بخطوات بطيئة :
- هى البت " نيره " فين ؟ ماجاتش معاكى ليه ؟
- ضغطت على شفايفها تجاوب بصعوبة :
- انا انسحبت من جمبيها من غير ماتحس .. لما لاقيت نفسى مش قادرة اتحمل .
عاصم اللى وصل عندهم بقلق :
- سلامتك يابت عمى ؟ هو ايه اللى حاصل بالظبط؟
رفعت عيونها ليه بوجهها الشاحب وماقدرتش تنطق بكلمة.. فنظر لابن عمه عشان يستفسر .. لكن صدمته نظرة " مدحت " اللى اتسحب من وشه الدم من الخوف والقلق عليها .
وعند باب القاعة ماقدرتش تتحمل اكتر من كده .. شهقت بصوت مكتوم وعلى عياط :
- مش قادرة يا" مدحت " .. الالم رهيب .
دنا " مدحت " يشيلها بين ايديه الاتنين .. وهو بيصرخ فيها :
- هو انتى حاسة بأيه بالظبط؟ انا مش فاهم حاجة.
قبل ماترد نده عليه " عاصم " اللى كان بيتع خطواتهم مع خطواته :
- مش وجت اسئلة دلوك ياواض عمى ؟ تعالوا اركبوا معايا اوصلكم وبالمرة اطمن عليها كمان .. حكم انا مش هاجدر اروح البلد من غير اطمن انا كمان .
...........................

ست الحسن ( الجزء التانى )Where stories live. Discover now