علكَة

الفصل|15

تتوالى الايام بروتين منتظم يكسره الضحكات أو الحزن فلا الحال يدوم ،عقب يوم طويل غابت يوكي عن انظاري به ، تسائلت عنها بعض النسوة فقادوني لها ، رأيتها جالسة أمام بحيرة تقع بنهاية القرية ، تبدوا يائسة ، الحزن يغيم أعلى رأسها ، وما الوحدة سوى جلابة لكل ما خذنه العقل من ذكريات سيئة ، تنهدت بهدوء لعلمي ما تفكر به ، مهما بالغت بالضحك وإظهار كم هي سعيدة وسط أهل القرية الكرام ، ستُغلب في نهاية اليوم .

اقتربت بخطوات هادئة الي أن جلست بجانبها اكسر من وحدتها لعلي أزيح عنها القليل ، عم الصمت وكل ما يكسره صوت صرصار الحقل وتموجات المياه الهادئة ، كنت القي عليها نظرة من الحين للأخر اراقب ملامحها الخالية من اي تعابير ، وانا على يقين أن عقلها يصنع حربًا من الأفكار السوداوية.

" تعلمين أن الحال لا يدوم ، اليوم يوجد الحزن غدًا الفرح "

قلت ما يمكنني قوله لعلها تلتمس الحكمة من قولي وتتمسك ببصيص من الأمل .

" طالما أنا واحدة من تلك العائلة فلن يكون الفرح في حاضري "

رفعت كتفاي اوافقها الرأي ولكنني اعترض بنقطة بحديثها فاضفت رأي .

" تعلمين أن المرء هو من يجعل حياته سعيدة أو حزينة ، الأمر بيدك "

أخرجت ضحكة خافتة التمست بها السخرية من حديثي ، وقالت :

" تقول هذا لانك نشأت في المدينة ، ولأنك رجل "

ضغطت على اخر جملة ، وكأنها تقول لي أن النساء كلمتهم غير مسموعة بالقرى الريفية ثم أضافت بنبرة يحجبها غصة .

" لن تذوق طعم أن تكون محاصر ولا تجرؤ على التفوه بكلمة تخالف القوانين "

" لقد خالفتيها بالفعل وها أنتِ ذا "

أردت تذكيرها أنها اتخذت خطوة مضادة بالفعل وعليها أن تكمل بذلك .

" ولكن العواقب وخيمة وتنتظرني حتمًا "

تفكر بالقادم ولا تعيش الحاضر ، اسوأ ما في المرء أنه كثير التفكير فيكون للشيطان دور كبير وهو إضافة كل ما هو سيء فيتحول حاضرك لجحيم .