عناق 28

1.3K 73 28
                                    

ماثيو*

مرت الأيام وها نحن الان أمام محكمة الاسرة بعد الاتفاق على كل شيء وتوقيع بعض الاوراق، هي شبيهة باوراق الطلاق ولكننا لسنا متزوجين بالأساس لنحصل على طلاق، لذا هذا مجرد اشكاليات كي يمر الأمر بسلاسة

فقد كان الالفا سابقا يوسمون اوميغا عشوائيين بعد قضاء ليلة معهم والتخلي عنهم، مما يؤدي الى سقوطهم في الهاوية قبل تمكن الاطباء من تمكين اجراء عملية ازالة الوسم بالشكل الصحيح لها والتي لم تكتشف الا مؤخرا في نهاية القرن العشرين

لهذا لضمان حق الاوميغا يتم نقل وصايته من الوالدين الى الالفا الخاص به، وإن لم يستطيعوا الاتفاق يستطيع الالفا انهاء ترابطهم بشكل علني في المحكمة، فقديما كان الالفا وحدهم من يستطيعون انهاء الرابطة بينهم وبين الاوميغا بعملية أقل تكلفة و ابسط من الحالية ولكنها تجعل الاوميغا يصبح أقرب الى بيتا، لايمكنه الحمل او افراز الفيرمونات بشكل طبيعي، بشكل اصح يفقد هويته وجنسه الثانوي

اخذت نفسا عميقا قبل أن اخطو اولى خطواتي داخل المحكمة الصغيرة امامي، لدي محامي كما وكّل أبي للاوميغا محامي، ليس وكأننا سنتنازع او أنني سارفع عليه شكوى او ماشابه، اخبرتكم أنها مجرد شكليات غير مهمة

جلسنا في مقاعدنا وبدأ القاضي بطرح المشكلة واتفاقياتنا، ان تنتقل وصاية ايليت دامبيير من ماثيو ديبوتشي الى ايليت نفسه ليصبح وصيا على نفسه، ألا أتعرض له او يتعرض لي فلا يمكنه طلب حمايتي كألفا خاص به ولا يمكنني معارضة اتصاله بشخص غيري والخ الخ الخ ...

للحقيقة لم اكن مهتما بسماع مايقوله القاضي او مايتفق عليه المحامين، ولكن نظري كان ينتقل طوال الوقت الى ذلك الاوميغا الذي يجلس في الجانب الاخر من القاعة، يرتدي بدلة سوداء تليق بلون شعره الكتَّاني والذي يمشطه على الجانب رغم طوله الذي يصل الى منتصف عنقه رغم ذلك يبدو مرتبا، يجلس باستقامة وتنبه دون راحة، عينيه شبيهة المحيط تتنقل بين محاميه والقاضي مع قراءة الاوراق بحذر قبل التوقيع عليها، حتى الى هذه اللحظة أنا لا افهم هذا الكيان، أهو عدواني بدائي؟ أم وديع أليف، هل هو هادئ ورزين، ام طائش وانتحاري، تسك لم اقابل مطلقا في حياتي شخصا يشبهه ولست مستعدا لأقابل اثنين منه

*

انتهت المحكمة، رايت امي وأدالي يخرجان أمامي وابي يقف خلفي أما عن راسيل فماري تعتني به، أدالي تمسك يد امي بشدة وأمي لم تكف عن بالبكاء طوال اليوم، هي لم توبخني على قراري هذه المرة بل لم تتحدث معي عن الامر بالاساس

لحقنا الاوميغا خارجا بعد أن شكر محاميه -ليس وكأنه فعل شيئا خارقا- رأته امي لتأخذه في عناق ضيق، ربت على ظهرها بدفء وابتسم لها يمسح الدموع من عينيها ويهمس لها بكلام لم اسمعه، اعتقد انها كلمات وداع اعتيادية، بعد الابتعاد عن احضان امي توقف أمام أدالي، ابتسما لبعضهما البعض ثم حصلوا على عناق آخر وربتت أدالي على ظهره بتشجيع ثم فصلوا العناق وحصلا على مصافحة ثم تفرقا

شيء ما 𝙎𝙊𝙈𝙀𝙏𝙃𝙄𝙉𝙂 (إيليت)Where stories live. Discover now