ابعدت الغطاء عن الصندوق عازما على ما سافعله، ولكنني تعجبت لوجود ورقة مطوية وبجانبها ثلاث وردات ذات لون ابيض ووردي واحمر، امسكت الورود وقربتها من انفي، كانت صغيرة وذات اربع بتلات ذابلة، لم تكن تمتلك رائحة مميزة لذا لم افهم سبب وضعها داخل الصندوق، وجدت ايضا حبلا رفيعا مربوطا بخاتمين، يبدوان مألوفين ولكنني لم اتذكرهما، انهما غاليان جدا أن يكونا هدية وداع لي
اخذت الورقة بارتباك وتردد، وكأني لا اريد أن اقرأ محتوياتها، لقد اكتفيت اليوم من قراءة الاوراق الصادمة وليس بي حيلة ان اقرا المزيد، ولكنني تشجعت وفتحتها
'مرحبا^_^
اممم لا اعلم مايجب ان اكتبه حقا، رغم أنني اعلم ان هناك إحتمال ضئيل أن تقرا هذه الورقة ويكاد يكون معدوما ولكنني مازلت ارغب بالكتابة، اعذرني ولكن ساخذ راحتي بالحديث بعض الشيء ففي النهاية ستبقى تلك الورقة طريحة صندوق البينتو في احدى مكبات النفايات حتى يتم احراقها او دفنها تحت الارض في سبيل التخلص من القمامة، انني ايليت دامبيير بالطبع تعرفني هههه من ازعج حياتك لسنين طويلة
لقد وعدتك في يوم ما منذ سنوات مرت انني سأخبرك بقصة الشقار الاكليلي او زهرة الرياح، تلك الزهرة التي وجدتَّها فورما فتحت الصندوق، انها ليست قصة مثيرة كثيرا ولكنني احببتها، تحكي الأسطورة أن قصةَ حبٍ نشأت بين أدونيس وعشتار التي أخذت تسدي النصائحَ له بألا يأمنَ الحيواناتِ التي تعترضه، وخصوصاً التي زودتّها الطبيعةُ بقوةٍ خارقة، لكنَّ شجاعةَ أدونيس ما كانت لتوقفُها تحذيراتُ حبيبته؛ إذ رأى خنزيراً برّياً فطعنه برمحه، إلا أنه نزع الرمحَ الدامي، وركضَ خلف أدونيس الذي فرّ مذعوراً باحثاً عن ملجأ إلى أن ظفِر به الخنزير
فعضّه في فخذه عضّةً دوّت معها صيحاتُ أدونيس في الأجواء، فوصلت أنّاته إلى عشتار التي عادت إليه مسرعة، ثم رأته مضرّجاً بدمائِه، وراحت تلومُ الأقدار، قائلة: سوف يبقى أدونيس ذكرى حزنٍ بالغِ للأبد، وسوف يذكّر كلّ عامٍ مشهدُ موتك بما كان فيه من نواحي عليك، ولتنبثقن زهرةٌ من دمائِك.، فإن رحيقَ زهرةٍ جميلة صُبّت على دمه، ولم يكد يمس دمَه حتى أخذ يغلي ويفور وتصاعدت منه فقاعاتٌ صافية، وبعد ساعاتٍ ظهرت زهرةٌ بلونِ الدم، هي شقائقِ النعمان، لكنّها رقيقة واهية الساق تعصفُ بها الرياحُ ولا تدوم متعتها إلا مدةً محدودة
قد تتعجب لما ذكرت تلك الزهرة بالذات، ولكنها في الثقافات تكون دليلا على الشوق الانتظار، هل اربكتك؟ اعلم ذلك فانا قد كنت كذلك ايضا، فكيف لزهرة تتطاير سريعا مع الرياح ولا تبقى طويلا أن تعني شيئا كالانتظار والذي يحتاج للكثير من الوقت، ولكنني اعتقد أنها تشبهني نوعا ما، عزمت على حبك وجعلك لي، منذ كنت طفلا لا افقه شيئا اخبرتني امي أن ابحث عن رفيقي وشريك دربي المقدر وهو سيهون علي كل شيء، وحياة الفقر والجحيم معه ستكون جنة، اردت تصديق ذلك بشدة، بل تم تطعيمه لي حتى امتلأ عقلي به وكطفل لم يتعدى السبع سنوات من عمره آمن بتلك الفكرة بكل روحه، كانت تبدو كالحكايات الجميلة وخيالية، ولكن أن يكون ذلك الخيال معجزة وتتحقق لي! هذا يفوق احلامي، اردت ان اصدق أن هناك احد يريدني، هناك احد سيحبني رغم عيوبي ومساوئي، هناك احد سيقف بجانبي ويربت على ظهري كما تفعل امي في الايام القاسية، اعلم أنني بدوت لك أنانيا ومستغلا وكاذبا ولكن صدقني لم ارد منك سوى ان تحبني او على الاقل أن تقبل حبي، حتى إن لم تكن غنيا حتى ان لم تكن وسيما حد اللعنة حتى ان لم تكن الفا مهيمن كنت سأحبك وسأظل معك للابد
أنت تقرأ
شيء ما 𝙎𝙊𝙈𝙀𝙏𝙃𝙄𝙉𝙂 (إيليت)
Romanceلا لا يمكن أن يكون هو بعد كل هذا الوقت، كم مر من الوقت أنا خائف ألا يكون هوولكن مازالت تلك الرائحة تميزه، ماالذي يفعله هنا، هل هو بخير، هل يعيش جيدا، وبلا وعي مني تقدمت قدماي حتى وصلت اليه وبت اقف وراءه لايفصل بيننا سوى بضع خطوات، ماذا افعل هل التف...
