الفصل العاشر..

22.8K 1.5K 76
                                    

الفصل العاشر..

-أنت مدخلتش بابا مصطفى ليه؟

تساءلت في قلق امتزج بالضيق من بروده في وقت لا يحتمل فيه تصرفاته الجنونية، فرد بتساؤل مقابل والتعجب يغزو حروفه:

-مين عرفه انك هنا؟

تحاملت على نفسها وردت في هدوء:

-أنا كلمته قبل ما ادخل من تليفون واحد.

أسبلت اهدابها لحظات قبل أن ترفع بصرها وترمقه بحنق والاحمرار يغزو وجهها من جديد:

-عشان كنت مفكرة رايحة في مصيبة.

خرجت نبرتها مكتومة فابتسم لها مردفًا بهمس:

-وأنتي ينفع تروحي في مصيبة وأنا موجود.

ابتعدت ببصرها بعيدًا عنه تخفي خجلها في قولها الصارم:

-بابا مصطفى كدا هيقلق، دخله.

خصها بنظرة حانقة قبل أن يتمتم:

-مالكيش في الرومانسية.

رفعت أحد حاجبيها له في غيظ وقبل أن تتحدث قطع عليها فرصتها وسمح بدخول السيد "مصطفى"، وما هي إلا ثوان قليلة حتى دخل ووجه يعبر عن مدى قلقه وتوتره وما أن وقعت عيناه عليها بكامل صحتها حتى تنفس صاعدًا متمتمًا:

-الحمد لله، انتي كويسة يا حبيبتي.

وقبل أن تنهض اندفع نحوها يحتضنها بعناق أبوي هدأ من الارتباك المسيطر عليها، فتركت نفسها تستمتع بتلك اللحظات، بينما زيدان كان يشعر بغليان وهو يتابع عناقهما، شاعرًا بالغيرة تنخر عقله وخاصةً أنه ليس والدها بل زوج والدتها المتوفية، فقرر قطع لحظتهما بصوته الخشن والحازم:

-اتفضل حضرتك.

ابتعد "مصطفى" عن مليكة وبدأت الحياة ترسم معالمها فوق ملامحه بعد أن كانت باهتة:

-هو في حاجة حضرتك، بنتي دكتورة وكانت في شغلها...

بتر زيدان حديثه وهو يشير له بالجلوس متظاهرًا بالجدية:

-حضرتك والدها؟

-ايوا يا افندم..

أجاب "مصطفى" بتلقائية، فقرر زيدان التلاعب بأعصاب مليكة مستمتعًا بمشاعرها المشحونة بالغضب والارتباك فقال بخبث كان على علم بإثارة عصبيتها:

-بطاقتك لو سمحت.

أخرج "مصطفى" إثبات شخصيته على الفور واضعًا إياها فوق المكتب بينما كانت مليكة تتابع ما يحدث بصدمة من وقاحته المتزايدة، فتعمدت النظر إليه وتثبيت بصرها في جرأة تحمل التهديد اللاذع.

-بس أنت مش والدها...

خرجت حشرجة منها قاصدة بها جذب انتباهه، وقد نجحت في ذلك حين حول بصره نحوها متسائلاً بنبرة هادئة لطيفة أشعلت فتيل غضبها من استفزازه له باستمرار:

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن