الفصل الواحد والعشرون

22K 1.5K 102
                                    

الفصل الواحد والعشرون

صباحًا...

تحركت مليكة خلف زيدان وعباس المتقدم في خطواته ليحلق بالدرج الرخامي في إحدى البنايات السكانية الموجودة بالبلدة وهذه المرة كانت الطمأنينة تغزو قلب مليكة بعد أن رأت حالة المنطقة التي يبدو عليها الحياة..تنفست الصعداء وهي تصعد الدرج تخفي قبضة يدها داخل كف زيدان المحاط لكفها بتملك وحماية لها مما عزز من شعور الأمان لديها وهذا الشعور كان على وشك النفاذ لديها..

لاحظت توقف زيدان وابتعاده في إحدى الممرات بسبب عبور رجل وزوجته، وبدأت زوجة الرجل ترحب بهما في حبور مما أقلق مليكة بل صدر عنها رد فعل جعل السيدة وزوجها في حالة من الارتباك.
والسبب في ذلك يرجع إلى خوف مليكة من أن يكونا غير حقيقين كمثل أشباح الأمس لذا ظلت على نفس موقفها وزيدان هو من تدارك الأمر سريعًا فقال بلطف:

-أهلاً بيكم، دا نوركم.

سارعت السيدة بالحديث في رحاب:

- عباس قالنا انكم من القاهرة، احنا كمان من القاهرة بس جوزي هنا مقيم شغال مهندس في مشروع الكهرباء الجديد.

كانت السيدة تثرثر وكأنها اشتاقت للحديث مما أثار دهشة مليكة وبدأت الريبة تسيطر عليها وهي تراقب ابتسامة زوجها البلهاء وكأنه يصدق فقط على كلام زوجته.
صدح صوت عباس وهو يثني على السيدة بكلماته:

-ست شهيرة من احسن الناس اللي جم بلدنا، واكرمهم.

نظرت له شهيرة نظرة تنم عنها سعادتها بحديثه وقالت بنبرة يغلب عليها الفرح والحماس:

-عدي عليا يا عباس عايزك.

هنا فقط انفجرت أسارير الفرح على وجه عباس الذي  سافر بخياله يحلم بمبلغ المال الذي سيتقاضاه من السيدة شهيرة التي كلما أثنيت على شخصها تكرمك بلا حدود.
غادرت السيدة وبقيت مليكة تتابع أثرها فهمس زيدان بجانبها قائلاً بعتاب طفيف:

-إيه يا مليكة ساكتة ليه ومردتيش على الست.

-أرد وتطلع عفريته في الأخر.

قالتها دون وعي ربما لا زال جزء قابع بداخلها يغرق في تفاصيل الأمس المرعبة، فضحك مردفًا:

-متخافيش، طالما أنا شوفتهم يبقوا ناس حقيقية.

وقبل أن يتابع طريقه خلف عباس، جذبته مليكة وهي تردف بصوت خافت به لمحة خوف:

-زيدان أنا شاكه في عباس نفسه.

-الصراحة عندك حق تشكي.

قالها بمزاح ثم تابع خطواته نحو شقة في الدور الثالث، وقبل أن تدخل مليكة توقف عباس مشيرًا نحو شقة أخرى مقابله لشقتهما:

-شقة استاذ شوكت ومدام شهيرة.

حولت بصرها لزيدان قائلة برعب جلي:

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُWhere stories live. Discover now