الفصل الثاني والعشرون

21.4K 1.5K 132
                                    

الفصل الثاني والعشرون...

استدارت مليكة بجسد منهمك وهي تحمل الحقيبة البلاستكية حتى وقع بصرها على كلب صغير يقف بمنتصف الصالة يحرك ذيله لأعلى بطريقة سريعة وشعره كثيف يغلب عليه اللون الرمادي..صرخت برعب وهي تسقط الحقيبة من يدها وتتراجع ببطء مبعثر للخلف تحاول استيعاب الأمر، حيث صور لها خيالها أنه بحجم وحش كبير فتسارعت أنفاسها برعب حقيقي..حتى لفت انتباهها صوت ضحكات صغير يقف بزاوية ما يراقبها كان عمره لا يتعدى ست سنوات يحمل هاتفًا بيده ويوجه عدسة الكاميرا نحوها والابتسامة تشق ثغره الصغير بقوة، فخرج صوتها متلعثمًا بعض الشيء وهي تقول:

-أنت مين يا حبيبي..دا الكلب بتاعك.

-اه يا طنط.

قالها وابتسامة ماكرة تصل لعينيه، فهمست برعب:

-طب طلعه برا بسرعة.

كانت تشير بيدها نحو الباب بينما التصق جسدها بالمطبخ من خلفها ولكنها تفاجئت من صوت الصغير يصدح عاليًا بتلذذ:

-لا، قرب منها يا بيسو..

-لا...لا يا بيسو.

صرخت بخوف وهي تركض في أرجاء الشقة والكلب الصغير خلفها يقفز في كل مكان، ومن بين كلماتها التي حاولت إيصالها للصغير الحقير المتلذذ بخوفها:

-انت يا بني...هضربك، ابعده عني، يالهووي.

-لما تبقي تعرفي الاول توقفيه تعالي اضربيني.

قالها بعناد طفولي والتزم ما يفعله، حتى لاحظت مليكة كاميرا الهاتف المصوبة نحوها، فقالت من بين صراختها وهي تلتصق في احدى الزوايا:

-أنا هكسر التليفون دا على دماغك، ابعده عني..دا جاي عليا.

قالت أخر حديثها وأغلقت فمها وعينيها تنتظر انقضاض شرس منه رغم أن الكلب كان يلاعبها منذ البداية ولكن عقلها الذي يعاني من هاجس الخوف من الكلاب لا يعي بذلك..لاحظت عدم ملامسته لها ففتحت عينيها ببطء وأنفاسها متسارعة بشكل كبير حتى رأت زيدان يقف أمامها يحمل الكلب ناظرًا إليها بعدم فهم، بقيت على حالتها تلك ترتجف بنظراتها وهي تشير نحوه بـ إصبعها في خوف حتى اقترب الصغير وأمسك سروال زيدان بقوة يجذبه للأسفل هاتفًا بشراسة:

-نزل الكلب بتاعي.

-أنت مين يا حبيبي!

تساءل زيدان وهو ينتقل ببصره بينه وبين مليكة الصامتة التي كانت تراقب ما يحدث في سكوت تام فلم تكن تقوى على الحديث والكلب مقترب منها بهذا الشكل..

-أنا مش حبيبك..أنا حبيب ماما وبابا وبيسو وبس.

حول زيدان بصره لمليكة الصامتة متسائلاً بغيظ:

-مين الواد دا؟!

-شادي..انت هنا يا حبيبي.

انبعث صوت السيدة شهيرة فجأة وهي تبحث عن صغيرها حتى وجدته داخل الشقة يقف يعقد حاجبيه كالرجل الكبير وهو يواجه زيدان فقالت بابتسامة واسعة:

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُWhere stories live. Discover now