الفصل السادس عشر

21.4K 1.5K 98
                                    

الفصل السادس عشر..

وقفت نهى ترتجف بخوف في غرفة خالد تنتظر دخوله خلفها، وعقلها توقف تمامًا عن التفكير، انتشلت ما بين اللحظة والأخرى من وضع الهجوم للأمان الذي لم تشعر به إطلاقًا، حتى زيدان رغم أنها كانت تتوق للحظة لقائهما إلا أنها دومًا تشعر بعدم الراحة معه وكأن هناك أمر خطير سيصيبها ولكنها كانت تدفن مخاوفها من أجل الاستمتاع بالوجود معه فالقرب منه كان يكفيها.
تابعت دخوله الشرس وصوته الهامس بكلمات يبدو وأنها شتائم خرجت من فرط غضبه وحينما لاحظ وجودها ابتلع قاموسه الفريد من أجل الحفاظ على مكانته أمامها فاندفع يقول بغيظ:

-ابوكي واخوكي مش هيهدوا إلا لما يطلعوا السافل اللي جوايا ودا لو طلع مش هعمل حاسب لقرابة ولا زفت.

هزت رأسها بإيجاب توافقه الرأي وكأنها لا تعِ ما يقوله، فكل ما يشغل عقلها هو جسده المنتفض وملامحه الشرسة وكأنه خرج من حلبة مصارعة رغم أنه لم يتشاجر معهما ولكن يبدو أنه كان يحاول تهذيب نفسه وهذا أثره أكبر من العراك الجسدي..
انتفضت بفزع وهو يقترب منها حيث قال بنبرة شرسة معنفة:

-وانتي هبلة سايبة المتخلف اخوكي دا يضربك ليه؟

لوهلة بقيت كالصنم لم يصدر منها أي رد فعل، ومن بعدها بدأ الغباء يسيطر عليها وهي تنظر له ببلاهة وصوتها مرتبك للغاية:

-امال اعمل إيه؟

-اضربيه، امسكي أي حاجة وافتحي دماغه الجزمة وما يهمكيش أنتي كدا هتبقى بتعملي خدمة للبشرية كلها.

توسعت عينيها بصدمة وانفرج فمها وهي تتابع حديثه المائل للشراسة ونبرة صوته الخافضة اختلط بها الإجرام لوهلة، فعاد الاندهاش يغزو ملامحها عندما واصل:

-متخافيش، هو اه أنا جوايا مجرم قديم بس أكيد مش هطلعه على أهلك ميستاهلوش.

رمشت بأهدابها عدة مرات وكأنها لا تدرك مغزى كلامه فمن الواضح بساطته وهو يحاورها ولكنه يملك جاذبية خطيرة تضعها أحيانًا في خانة الذهول حيث لم تكن قادرة على محاوراته بل تظل صامتة كالبلهاء أمامه، وحينما طالت في صمتها خرجت جملة واحدة منها لم تعرف كيف انسلت من عقدة الصمت المسيطرة عليها:

-أنا خايفة.

التفت خلفه بتعجب وهو يتساءل:

-من أيه؟

-منك ومنهم.

إجابتها كانت سريعة للغاية ففجرت إمارات الانشداه فوق تقاسيم وجهه، مما دفعه يشير نحو نفسه قائلاً:

-مني أنا؟ ليه؟...

وقبل أن تجيب اندفع يستكمل حديثه بجدية وصرامة:

-أنا عمري ما هافكر أأذيكي يا نهى، لأني ببساطة ولا بكرهك ولا حتى بحبك، أنتي واحدة غريبة اتفرضت عليا غصب، وعشان أنا محترم بزيادة سكت زي ما سكت على وجود ابوكي واخوكي عندي هنا..رغم اللي انتم عملتوه فيا زمان، بس أنا مش زيكم ولا عمري هكون فاهضطر اتعامل معاكم بأصلي.

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُWhere stories live. Discover now