الفصل الحادي عشر

22K 1.4K 118
                                    

الفصل الحادي عشر..

رنين متواصل لعب فوق أوتار تماسكه، فبدا كالشارد تمزقه الحيرة إربًا، لا يجيد اختيار الخطوة التالية يخشى تصرف مجنون نابع من عاطفته المتأججة التي باتت تتدفق بشكل لا يمكنه فرض سيطرته عليها، حتى الشوق لم يتركه في حضرتها ورسم خيوط الهيام والغرام فوق ملامحه وخاصةً حين تتقابل نظراتهما للحظات تبدو وكأنها معركة من الحنين، زفر بخفة يفكر مع نفسه بتروٍ، هل يستمع ليزن خبير الفتيات، أم يترك نفسه لعاصفة الحب تفعل به ما تشاء ولكنه يخشى فقدانها بالأخير، لن يسمح بذلك حتى ولو في مخيلته، لقد سكنت خلاياه وتمكنت من فرض نفسها على كيانه حتى أصبح منساق خلف كل رد فعل يصدر منها يهيم بها حبً حين تبتسم ويعبس بقلق حين تطلق تنهيداتها الحزينة للهواء ناهيك عن عينيها الجميلة التي لم تفارقه حتى في أحلامه تصاحبه دومًا تذكره بصاحبة أجمل عينين،...آه منها ومن كل تفصيلية صغيرة بها، هل يعقل جاذبيتها تصل لهذا الحد؟ هل يعقل اجتذابه نحوها وكأنها مغناطيس تسلب إرادته وتعقله دون عناء منه؟

-أنت يا بني، اتصل تاني.

صدح صوت يزن الحانق من أخيه وشروده الدائم، فهتف زيدان بحيرة مزقت تفكيره:

-اروحلها أحسن؟

ضغط يزن فوق أسنانه في غيظ:

-يعني بذمتك عايز تروحلها بأنهي وش، بعد ما ركبتها البوكس يا قادر.

زفر زيدان بنزق قائلاً:

-يووووه، قولتلك يا ابني محمود فهمني غلط والشبكة قطعت..

بتر يزن حديثه في حزم مردفًا:

-خلاص عرفت، بس دا ميمنعش انك غلط، وبعد كدا اسمع كلامي ومتجودش من دماغك.

استدار زيدان بكامل جسده نحوه ودفعه نحو باب السيارة قائلاً بعصبية امتزج فيها الغيظ لوقوعه تحت رحمة ذلك الوقح عديم التربية:

-انزل ياله من العربية، أنا أساسًا غلطان أني بحكيلك.

تشبث يزن بالمقعد هاتفًا بمزاح مشاكس:

-انزل واسيبك تعك الدنيا، يا ابني  احنا هنعمل فرح يوم ما تتجوز وتغور في داهية من البيت.

قبض زيدان فوق مرفقه جاذبًا إياه نحوه والتهديد يملئ حروفه:

-عارف لو محترمتش نفسك هعمل فيك إيه؟

ابتسم يزن بسماجة:

-إيه؟

وقبل أن يجيب صدح رنين هاتفه  سارقّا انتباههما معًا، فمال زيدان بنصف رأسه يطالع اسم المتصل وجدها هي..أيعقل؟! مليكة تجري اتصال به بهذه البساطة، لقد ظن أن طريق الوصول إليها طويل وسينقطع أنفاسه به ولكنه كان مستعدًا بكل حماس رغم أخطائه الفادحة، ترى ما الذي حدث حتى يقتصر بينهما بهذا الشكل؟
استفاق من شروده اللحظي على أصابع يزن المتحركة أمامه بينما صوته يعلو بحماس:

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُDonde viven las historias. Descúbrelo ahora