الفصل الثالث والعشرون

20.5K 1.4K 98
                                    

الفصل الثالث والعشرون.

الساعة الرابعة فجرًا...

فتحت الخادمة الباب ببطء شديد ثم أخرجت رأسها من فتحة صغيرة تتأكد من وجوده..وبالفعل وجدت خالد يقف في زاوية ما تنخفض بها الإضاءة وبجانبه خمس رجال ملثمين..أشارت له بهدوء فتقدم هو أولاً ودخل في خطوات هادئة للغاية حتى توقف امام غرفة نهى وقبل أن يدخل توقف قائلاً بهمس:

-ادخلي صحيها الاول وخليها تلبس طرحتها.

رمقته بنظرة إعجاب وسعدت كثيرًا بقرارها حينما لجأت اليه، تركته بالخارج ثم دخلت سريعًا توقظ نهى النائمة بعمق منذ مجيئها حتى أنها غفت بثيابها بعد أن القت حجابها على الفراش، فتأكدت أن نومها  مجرد هروب من الواقع..
اقتربت منها في حذر وبدأت في إيقاظها:

-ست نهى اصحي، ابوس ايدك اصحي.

استيقظت نهى بعد عدة محاولات وفرقت جفنيها في صعوبة تستوعب مين يصر على إيقاظها بهذا الشكل، فوجدت الخادمة تهبط بجسدها العلوي نحوها تمسك بحجابها في يدها، رفعت نهى نصف جسدها لأعلى وهي تهتف بصوت مبحوح قلق:

-في ايه؟

وضعت الخادمة الحجاب فوق رأسها ولم تستطيع إحكامه بشكل كامل ثم تركتها وخطت بخطوات واسعة نحو الباب تحت انظار نهى المتعجبة، وما هي إلا ثوان ودخل خالد متجهًا نحوها في سرعة جعلتها تعود للخلف، فرفعت أصابعها نحو عينيها وبدأت في فركهما بقوة تحاول استيعاب ما تراه، وكعادتها الساذجة دفعها عقلها الشبه غافل أنه حلم جديد يتعلق به..فابتسمت ببلاهة له وهمست باسمه حينما مد يده وامسك بيدها يحاول مساعدتها للنهوض:

-قومي بسرعة، خلينا نمشي.

-خالد...

مجددًا كررت اسمه دون وعي، فهز رأسه وأكد بصوته الخافت:

-اه أنا، يلا بسرعة قبل ما امك تقوم.

-انا بحلم بيك.

هتفت بها في سذاجة لم تحرك مشاعره التي سجنها مؤقتًا كي تسير خطته وفقًا لما يريده، فدفعها للنهوض بشراسة:

-لا مش حلم، واخلصي بسرعة قبل ما العقر*بة أمك تصحى.

رمشت بأهدابها تحاول استيعاب ما يحدث من حولها، وفي لحظة لم تتوقعها وجدت كوب المياه الموضوع بجانبها يندفع نحوها في قوة مما جعلها تشهق بنعومة وقبل أن تتحدث وجدت صوت خالد الخافت يخترق حواسها ويشعل بقايا خلاياها المخدرة لتستيقظ وتجد نفسها مجددًا على مشارف ورطة كبيرة:

-امك الصبح هتجوزك لقاسم اللي زمانه جاي على أول طيارة، قدامك خيارين تيجي معايا وتنسي امك وعيلتك خالص، يا أما تفضلي وهتتجوزي قاسم بسلاطته وبابا غنوجه.

هتفت سريعًا بنفي تام وأنفاسها تتسارع بخوف:

-لا اجي معاك طبعًا، متسبنيش.

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُWhere stories live. Discover now