الفصل الخامس عشر

22.2K 1.5K 87
                                    

الفصل الخامس عشر...

وقف زيدان على أعتاب باب شقة مليكة يودع والدته ويزن معًا بعدما تمت الليلة بشكل هادئ وتم الاتفاق على خطبة في حفل صغير جدًا بناء على طلب مليكة نفسها رغم محاولة محمد اقناعها بإقامة حفل كبير إلا أنها رفضت وأصرت على قرارها في ظل ارتياح زيدان وعائلته خوفًا على مشاعر سليم بعد أن وضع يزن خطته دون مراعاة ما سيحدث مستقبلاً إن علم أخيه بهذا الأمر..

-خلي بالك من نفسك يا زيزو..

قالها يزن وهو يقف خارج الشقة يضع يده في جيب سرواله ناظرًا لزيدان بتسلية، فاغتاظ الأخر وهتف بهمس حانق مستغلاً هبوط والدته على الدرج:

-اعمل في حسابك اللي انت هببته دا هتكون مسؤول عنه أنا ماليش دعوة.

-كدا تاخدني لحم وترميني عضم يا مفتري، قلبك دا إيه كيوي.

ضغط زيدان فوق أسنانه بغيظ وهو يكور يده:

-تصدق بالله لو مبطلتش هزار أنا هقتلك بإيدي الاتنين دول، أنت يا بني مش واعي عملت فيا إيه؟

تجاهل يزن حديثه الغاضب بقوله البارد وهو يهز كتفيه:

-عملت أيه فيك أنا ساعدتك تخطب البنت اللي بتحبها مش أحسن ما تفضل تحب على نفسك زي المجنون.

ضرب زيدان مقبض الباب بقوة وهو يقول بتوعد:

-لينا كلام لما نروح يا يزن.

ضيق يزن عينيه وهو يقول بحقد:

-اه الفرفشة ليك دلوقتي والنكد ليا لما تروح.

- بتتكلموا في إيه وسايبني.

دفعه زيدان نحو الدرج وقال بتوعد لاذع:

-لما نروح لينا كلام كتير، أنا مش ناسي انك كنت عايز تعزم نهى من ورايا، انزل.

أنهى حديثه ودخل الشقة مجددًا بعد ان أصر مصطفى على جلوسه معهم بحجة الحديث مع مليكة والتعرف عليها أكثر..وكان ذلك اقتراح ماكر من يزن أخبره بهمس لمصطفى متحججًا بحاجتهما للتعارف فلم يسبق لهما المعرفة من قبل! معززًا باقتراحه أن ذلك سيساعدهم في تخطي الخجل المحاصر لهما فوافق مصطفى بعد تفكير قصير منه وبالنهاية كله من أجل مليكة.

أما يزن هبط الدرج وساعد والدته التي لم تتركه وفرضت حصارها بأسئلة عديدة منها:

- كنتوا بتتكلموا في إيه دا كله؟

-لا يا ماما أنا مش يزن الفتان بتاع زمان، أنا كبرت وعقلت.

قالها بسخرية تامة متذكرًا طفولته حين كان يركض كالأبلة يخبر والديه بكل مصائب زيدان، شعر بيد والدته تتكأ عليه أكثر وهي تقول بحزم:

-قول يا زونه يا حبيبي معقولة أنت هتكبر على ماما حبيبتك.

ضحك عاليًا بسبب محاولاتها الماكرة في معرفة ما يجري بينه وبين زيدان، ومع نظرات الفضول المنبثقة منها علم أنها لن تتراجع عما تريد معرفته، لذا استسلم وقرر اخبرها بأقلهم ضررًا، فلو أخبرها مثلاً ان زيدان لم يكن على علم بمخططه حول عدم معرفة سليم بأمر الخطبة ستثور بوجهه وهو كل هدفه هو مساعدته لزيدان بأي شكل كان بعد تأكده ان خسارته لمليكة سيعني هلاكه، فأمر سليم هين وسيعالج باعتذار لطيف ونظرة ندم تثلج كبرياء أخيه الاكبر.

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُWhere stories live. Discover now