الفصل الثلاثون

24.8K 1.7K 233
                                    

متنسوش التفاعل على الفصل يا قمرات ويوصل لـ الف لايك ♥️😍
______________
الفصل الثلاثون..

وصلت سيارة سليم أمام ورشة سيف..فعقد زيدان حاجبيه ولم يستطيع الالتزام بخيط الصمت طويلاً وذلك حينما قال باستغراب طال ملامحه وصوته في آن واحد:

-هنتكلم هنا؟

ابتعد سليم ببصره عن واقع الحارة الشعبية ثم غامت عينيه بنظرة غاضبة:

-أنا رافض اتكلم معاك اساسًا.

تسلل اليأس لنفس زيدان وهو يراقب مغادرة اخيه لسيارة ثم ولوجه لداخل الورشة..فاضطر للنزول ودخل خلفه، وجد سيف يستقبله وهو يدمدم بصوت خفيض جانب أذنيه:

-نفسي مرة يجي هنا مخنوق من أي حد غيرك.

التوى فم زيدان باستهزاء بعدما ادرك مقصده وأردف بنفس الهمس:

-حظي الاسود.

سأله سيف بقلق وهو يبعد نظراته عن سليم المتوهج بغضب ناري:

-عاكك الدنيا اوي ولا نص نص.

جذب نفس طويل قبل أن يجيب بتمرد بان فيه ضعفه:

-تقريبًا مفيش حاجة غلط الا عملتها.

زفر سيف بقوة بعد ان مسد فوق خصلات شعره مفكرًا للحظات، ومن بعدها صاح للعاملين بمغادرة الورشة وحصولهم على راحة ساعتين، ثم التفت لصديق عمره يتشابك مع نظراته لدقائق مطولة كانت كفيلة بادراك حجم الغضب المتفاقم داخله..هز رأسه واليأس يطرق ابوابه بسبب علاقة صديقه بأخيه فلم تكن يومًا علاقة اخوية هادئة بل كانت تشبه أمواج البحر الهادرة بكل ما تحمله من هواجس لكلا الاثنين..وخاصةً بعد جلوس زيدان بالقرب من سليم كالمذنب لا يقوَ على النظر إليه..بينما الأخر كان يدخن بشراهة وكأنه يريد قتل حاله.

اختار ترك المكان لهما لتصفو نفوسهما من أي أمور عكرة قد تتسبب في زلزلة علاقتهما.. فرفع صوته وهو يتجه صوب باب الورشة:

-هطلع اشوف ام مروان يا سليم، كانت طالبة حاجات مني.

أشار سليم اليه بلامبالاة فهو يعلم نوايا صديقه ولم تكن لديه القدرة على اعتراضه، فبقي على نفس صمته يدخن فقط..تختلط انفاسه الهائجة بدخان تبغه الكثيف.

مر الكثير من الوقت..الكثير جدًا وزيدان لم يتفوه بحرف واحد فقط يجلس كالطفل المذنب ينظر للدخان الكثيف بتفكير وقد ايقن أنه سبب حالة من التشوش لتفكيره فافتقد حتى أبجدية الحديث..ولوهلة دفعته نفسه إلى مد يده نحو علبة التبغ الخاصة بسليم ونوى التقاط واحدة ولكن يد سليم التي هبطت بقوة فوق كف زيدان تضربه جعلته يتراجع فورًا، فصاح سليم بشراسة معهودة منه:

-شيل ايدك انت هتدخن قدامي ولا ايه!

جف حلق زيدان حينما كسر حاجز الصمت بينهما، ولوهلة بات متخبطًا بضياع وحيرة لا يجد بداية الكلام معه، لا يجيد حسن التصرف...شعر بالخوف يتملك منه يفرض قيوده عليه خشية أن ينطق بكلمة يثور بسببها سليم، خانه صوته وخرج متلعثم مما أدهش اخيه:

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُWhere stories live. Discover now