الفصل الثامن عشر

18.7K 1.5K 97
                                    

الفصل الثامن عشر..

-ومحكتيش ليا ليه؟

قالها زيدان وملامح وجهه صارمة، بينما كانت مليكة تخفض بصرها تخفي نظراتها عنه بحرج بعدما كذبت عليه واكتشف هو كذبتها ببساطة فالأمر كان أشبه بدلو ماء وسكب فوقها بقوة، تمسكت بالصمت كخير نجاة من تأنيبه لها ونظراته المحملة بالغضب كانت تزداد قساوة وذلك لشعوره بالضيق من صمتها الملازم لها الفترة الأخيرة فقال بنبرة غاضبة:

-ما تتكلمي هو أنا هسحب منك الكلام.

رفعت عينيها المهددة بسقوط دموعها ووجهها غاص في احمرار شديد فبدت وكأنها على وشك الانفجار، فهمست بصوت مبحوح قائلة:

-مفيش كلام تاني.

ضغط بأسنانه فوق شفتيه السفلية بقسوة مكورًا يده بقوة وكأنه يحاول التمسك بخيط التريث معها ولكنها تثير جنونه بصمتها وإصرارها على معاملته وكأنه شخص غريب عنها، بينما كانت هي تلاحظ تعبيرات وجهه المنفعلة فسمحت لحبال الصمت بالانفلات وحررت مشاعرها في كلمات كانت بدايتها مبعثرة:

-أنا بقيت عايشة في تعب اعصاب، متفكرش انه سهل عليا اعمل كدا بس دا أفضل حل ليا ولبابا مصطفى، بـ...بابا...

اطرقت لحظة تستجمع مشاعرها المبعثرة تستعيد رباطة جأشها ثم واصلت:

-بابا يستحق يعيش ويتبسط ويفرح بحياته، وجودي عقبة في حياته.

-ومحكتيش ليا ليه يمكن كان عندي حل تاني غير انك تروحي تأجري شقة وفي الأخر هتكسري فرحته بردو.

رفعت عينيها الباكية تنفي بنظراتها ما يقوله قائلة بحزن:

-أنا لما اقعد في شقة تانية ابقى كدا بكسر فرحته!، بالعكس أنا كدا بقدمله هدية انه يكمل حياته مع الانسانة اللي بيحبها، زيدان...

عاد السكوت يطرق أبوابه على طرف لسانها، فعقد ذراعيه يركز ببصره عليها يعطي لها فرصتها الكاملة في فك قيود عاطفتها لتحررها مما كانت تعاني منه، فاستكملت بضعف:

-بابا عملي كل حاجة حلوة، زمان كنت بشوف نظرات الشفقة من الجيران مكنتش بفهم ليه، دلوقتي فهمت هو دفن شبابه وحياته بسببي على الاقل اديله فرصته وويعيش مع الانسانة اللي بيحبها ليه اكون عقبة لغاية ما اتجوز واحنا اصلاً مش عارفين هنتجوز امتى؟

زفر زيدان بعدما ادرك حقيقة مشاعرها المضطربة ما بين الخوف على مستقبل زوج والدتها ولجوئها لخطوة مثل هذه ولكن يبدو أن سذاجة عقلها  تمسكت بمبررات واهية غير مدركة حجم خطأ مثل هذا في حق زوج والدتها الذي ثابر بقوة في وجه كل من حاول اقناعه بتركها وحدها، وسلبه ابسط حقوقه في الاطمئنان عليها فرد بصرامة:

-بردو ليه محكتيش ليا يمكن كان عندي حل تاني؟

أجابت ببساطة ادهشته:

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُWhere stories live. Discover now