الفصل الخامس والعشرون

21K 1.5K 124
                                    

الفصل الخامس والعشرون..

رمقها باهتمام كبير ورغم عنه تعلقت عيونه بخاصتها الباكية مرورًا بدموعها الفارة من عينيها بلا توقف، حتى أنفاسها بدأت تتقطع بشكل اقلقه وكأنها تحارب القيود المفروضة على لسانها، شعر بحاجتها للانفجار والصراخ بكل شيء يكمن داخلها..وقد كان مع أول لمسة من يده ليدها المرتجفة بدأت في سرد احزانها واحد تلو الأخر:

-من صغري وملقتش أي اهتمام من أي حد ولا من ابويا ولا من امي..كنت المنسية دايمًا في البيت مقدرتش اعمل علاقات مع حد من زمايلي في المدرسة وزي ما كنت منبوذة في البيت بقيت منبوذة في المدرسة..لغاية ما كبرت وبدأت اعرف عن الحب..الكلمة نفسها شدت انتباهي..كنت اوقات بسرح في حروفها بتخيل نفسي اميرة على حصان ابيض وببعد عن اهلي مع فارس جميل بيحبني..معرفش ليه قلبي اتعلق بزيدان..يمكن عشان كان بيضحكلي طب ما يزن كان بيضحكلي بردو يمكن عشان شكله ولا عشان كان غريب في تعامله معايا فشد انتباهي...

صمتت لثوان تزيل دموعها من فوق وجنتيها ثم حولت بصرها للجهة الأخرى وكأنها تمتنع عن النظر إليه، تخشى أن تصطدم بنظراته المشفقة عليها او ربما تواجه سخرية تسحق ما تبقى من ثباتها..لا تريد معرفة شعوره نحوها قبل أن تخرج جميع احزانها:

-اقنعت نفسي ان بحبه، ضغطت على قلبي وبدأت أحس ان مفيش الا هو، اتعلقت بيه زي المجنونة حياتي كلها مفيش الا زيدان..يا براقبه يا بدور عليه عشان اختفى، يا بحاول ارضيه..

انقطعت انفاسها حزنًا على ذاتها المنكسرة وبسبب تعلقها الشديد بزيدان تناست كرامتها عمدًا وهذا ما يلهب فؤادها بنيران الوجع:

-كل ما أهلي يتجاهلوني اقول مش مهم..أنا بحب زيدان وهيتجوزني وياخدني عندهم هناك في بيت خالي بيبحبوا بعض وهيحبوني معاهم وابقى وسطهم أحسن من عيلتي..بس كل مرة بشوف فيها مرات خالي وسليم كنت بحس ان برجع لنقطة الصفر، بيكرهوني لمجرد ان بنت ميرفت.

همس خالد بعد فترة طويلة من الصمت يشجعها على استكمال حديثها:

-وبعدين؟!

-واجهته بمشاعري رد برفض كبير وكأني حشرة مقدرش حبي..عاملني بقسوة ودا وجعني أكتر خلاني مش متقبلة حياتي وعايزة انهيها أصل أنا هكمل فيها وهو مش موجود ازاي..وزي العبيطة قررت انتحر.

رغم أن الكلمات كانت مثقلة ورغم أنها كانت تعاني من الخوف لعدم تقبله لها بعد معرفته بقصتها كاملة إلا أنها شعرت براحة كبيرة حينما تشجعت وأخبرته ما كانت ترفض الاعتراف به، استمعت لصوته الخافت المتهكم:

-عبيطة فعلاً.

ضحكت بقوة وكأنها اصبحت على مشارف الجنون..حتى انها وضعت يدها فوق صدرها من شدة ضحكها فتعجب خالد من رد فعلها  ولكنها فاجأته أكثر حينما قالت:

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُWhere stories live. Discover now