الفصل السابع عشر

20.9K 1.4K 85
                                    

الفصل السابع عشر...

-أيه اللي بيحصل دا؟

عم صوت سمير الغليظ أرجاء المكان بعد أن رأى نهى مقتربة بشدة من خالد، بل كانت تقف كالفرخ ترتجف بين قبضتيه، وأول من ابتعدت خطوة كانت هي تحاول تدارك الأمر ولكنها فشلت فبدت كالخرقاء تتلعثم بفمها وتستنجد بخالد عن طريق عيناها المتعلقة به كي يخرجها من ذلك الوضع، ومع استمرار صمته اعتقدت نهى أن الصفعات ستتوالى فوقها الآن من قبلهم فالطبع لن يتفهما موقفها، ولكن أخيرًا خرج صوت خالد عادي جدًا وكأن شيء لم يكن بل شعرت بلمحة استهانة بهما وخاصةً حينما قال:

-قول لبنتك يا خالي انها مش قاعدة لوحدها في البيت عشان لما تحس بحد داخل تجيب سكينة وعايزة تقتله.

حولت نهى بصرها لوالدها تجاهد إضافة تأكيد على ما يقوله خالد ولكنها لم تحتاج وذلك بعدما تقدم والدها بغيظ مردفًا:

-سكينة إيه يا بت هو انتي اتجننتي.

حاولت الدفاع عن نفسها فلم تحظى بفرصة بسبب سخرية سمير التي انطلقت تحاوطها وكأنها بلهاء لا تقوَ على فعل هذه الأمور:

-نهى أختي تمسك سكينة وعايزة تدافع بيها عن نفسها، دي أكيد كدبة ابريل.

صدح صوت خالد بنبرة خشنة قائلاً:

-لا فعلاً عملت كدا، وكانت هتضربها فيا لولا ان لحقتها في اللحظة الأخيرة.

قبض إبراهيم فوق ذراعها واشتد بقبضته فوقه معنفًا إياها:

-هو أنا مش قولتلك متزعليش خالد مننا، عايزة تعملي مشاكل ليه؟

ظهر الهلع فوق وجهها وهي تشير برأسها في نفي فلم يكن مقصدها ذلك أبدًا، ومع اشتداد يد والدها فوق ذراعها تألمت بشدة وكعادتها حاولت إخفاء آلامها، فلم تعلم أن ايذائها النفسي فاق الإيذاء الجسدي بمراحل وظهر فوق تقاسيم وجهها خليط من المشاعر المتضاربة وكان أشهرهم حزن نابع من أعماق قلبها المجروح، فكانت تشبه طفلة مشردة وقعت بين من تجردت قلوبهم من الرحمة واشتدت قسوة صدروهم من بشاعتها.

شعرت بابتعاد والدها عنها وكان السبب خالد حينما تقدم ببسالة يدافع عنها قائلاً بصوت رجولي حانق:

-معملتش حاجة تستدعي دا كله.

ابتسم إبراهيم في وجهه ابتسامة متملقة يحاول تسوية الأمور بينهم:

-احنا ضيوف عندك يا حبيبي مش عايزين نضغط عليك وافعالنا تكون مستهترة.

ارتفع حاجب خالد الأيسر غير مصدق حديث خاله تزامنًا مع بسمة ساخرة حلقت فوق ثغره:

-لا انتوا بتضغطوا فعلاً..إيه هتمشوا؟

وأشار إليه بالمغادرة والسعادة تلمع بعينيه، فأردف سمير سريعًا يلقي اللوم فوق نهى الغائبة عن حديثهم:

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُWhere stories live. Discover now