السابعة "موت"

111 13 1
                                    

السابعه "موت"
عالم مجهول
.......

: ما دخلي أنا بذهابها في جولة أو شيء؟ ما دخلي؟
أجاب "سليمان" بهدوء: أنا لدي عمل
"جبران" بغضب: وأنا لدي، هل أنا عاطل في المنزل؟!
"روز" بغيظ: "جبران" انتهي الأمر ستأخذ "أنمار" عندما تتحسن.

"كنت سأخبرهم أنني لا أريد الذهاب معه، ولكنني أحببت أن أجعله يفعل شيء بالغصب، مضى اليوم سريعًا وأتى اليوم التالي والألم خف أيضًا، في المساء ارتديت أحد فساتين "روز" ولكن هذا كان أقصر قليلًا، كان ذو لونٍ الأصفر وبه نقاط بيضاء، أخبرتني "روز" أن "جبران" ينتظرني في الخارج، ولا يحب التأخير؛ لذلك تأخرت عليه كثيرًا هذا الوغد ذو الوجه المتعجرف، خرجت إليه وأنا أسير ببرود لينظر إليّ وهو يضغط على فكه"

: أين سنذهب؟
: إلى قبرك عزيزتي؛ لأضع قلبك هناك وأرتتاح من ابتسامتك السمجة تلك.
استغربت حديثه لأتحدث باستغراب: القلب من المفترض الجسد بالكامل.
: الجسد؟
: أجل
: لا لا نحن نضع القلب فقط في الحفرة، أما أعضاء الجسد تؤخذ ويتبرعون بها للمحتاجين.
: إيه دا؟
: في هذا العصر نستفيد بأي شيء، وهذا ماجعل فيه تطور.
: هل يمكن أن أسال سؤال.
: أنتِ ثرثارة.
: رجاءً، آخر سؤال.
: عندما نذهب تحدثي.

"قالها وهو يسير بي إلى الشوارع، كان كل شيء في ذلك العصر رائع للغاية ومهندم، ولكن ما كان يثير استغرابي الروبوتات، هذا يعني أن البشر صنعوا الروبوتات وأصبحوا منهم؟ فأنا لاحظت أن الروبوتات أكثر من البشر هنا، حقًا وجدت نفسي أتجه لمكان أكثر روعة، كان كل شيء هنا مختلف قليلًا، المباني أطول وأكبر والأشخاص ملابسهم جميعًا سوداء، والروبات أيضًا هنا باللون الأسود عكس المكان الذي يسكن به "جبران" فالربوتات باللون الأبيض والأزرق، كل هذا يجب أن أسأل "جبران" عليه، وجدته يمد يده إليّ؛ لأمسكها ولكنه أزاحها بغيظ".

: أيتها الحمقاء اجلسي.
: ألم تمد يدك لي؟
: بل أحركها لكي تنتبهي إليّ، أنتِ شاردة منذ فترة.

"نظرت حولي لأجد أنني أعلى تلة، وأرى أنوار كثيرة من فوقها والمنازل وكل شيء، كان ما يثير فضولي حقًا أنني أشعر كأنني في بلدتان نصف ونصف، هذا ما كنت أراه من الأعلى".

: هل يمكنني السؤال الآن؟
: تفضلي.
: ما تلك الشريحة والوشم؟ لماذا يبدو كأنه بلدتان في بلد واحدة؟ لم....
قاطعني بانزعاج: ما كل هذا؟ انتظري قليلًا.
: ما تلك الشريحة؟
تنهد بضيق: أنا لست مجبرًا أن أقول لكِ، ولكن لا يهم مادمت سأرتاح من ثرثرتك، تلك الشريحة هي شريحة الذكاء، بعد الحرب العالمية الخامسة
: حرب خامسة؟
: اصمتي، بعد الحرب العالمية الخامسة تم صنع شريحة سموها شريحة الذكاء لأنها تتصل بالعقل البشري وتجعله ذكي وقوي للغاية، أصبحت إجبارية، على الجميع بشرائها ووضعها.
: ما الاستفادة منها؟
: سعر هذه الشرحية هو الاستفادة، وعندما لم يستطع الجميع توفير ثمنها قاموا بصنع شريحة أخرى، ولكن بمواصفات وسعر أقل، وقررت الدولة جعل من يملكون الشريحة ذات السعر العالي بفصلهم عن من يمتلكون شريحة بسعر أرخص، وهذا جعل الدولة منقسمة إلى دولتان كما قلتي، وهذا الوشم لتأكيد أنكِ تمتلكين شريحة، وتم صنع روبوتات مخصصة؛ للبحث عن من لا يمتلك الشريحة، وهكذا أصبح العالم منقسم، من يمتلكون شريحة ذات ثمن عالٍ تعمل وحدها لا يمكن لأحد ممن يمتلك الشريحة الأخرى أن يعمل وحده؛ لذلك تجدين أن الفرق بيننا شاسع، هم يمتلكون ذكاءً وقوةً أكثر منا بكثير؛ لذلك نحن نسكن هنا وهم هناك.
: هل يمكن أن تبدل شريحتك عندما يتوفر معك المال؟
: عندما افعل ذلك سأذهب لهم وسأبتعد عن عائلتي، وأنا لا أستطيع العيش بدون "سليمان" و "روز".
: حقًا هذا غريب.
: أجل كثيرًا، هل كان يوجد هذا في زمنكم؟
: لا لا، هل عندكم فقراء هنا؟
: لا كل فقير قد تم قتله أو استعباده، هل تعلمين أنهم يقتلون كبار السن! أي أحد تجاوز عمره الستون يقومون بقتله، يعتقدون أن هذا توفيرٌ للبلد من حيث السكان والتوفير في الأموال.
: هذه حماقة.
: أجل مثلك بالضبط.
: أنت أيها الأبله ذو اللسان القاتل.
: ششش يا فتاة، اصمتي.

"ظل الصمت فترة وأنا أفكر في هذا المكان الغريب الذي أتيت به، أعتقد أن المستقبل لن يكون رائع كما تصورت، بل سيصبح خراب".

: "أنمار" من أين تعلمتي لغتنا؟
: من القصص والروايات، أنا مهووسة بها وأحب قراءتها، وأكثرها كانت بالفصحى.
: اممم، هل مللتي؟
: لا أحببت هذا المكان.
: سأخذك هنا كل فترة، هيا بنا.
شعرت بالاختناق فجأة وبدأت بالبكاء: أريد الذهاب إلى عالمي، لا أريد أن أظل هنا، اشتقت لعائلتي.
ابتسم بهدوء وهو يمد يده لأقف: هل هذه المرة لتجعلني أفيق أيضًا؟
: لا لتقفي ونرحل.

"سليمان" بابتسامة عندما وجدنا نقترب إليه: يبدو أنكم استمتعتم.
"جبران" وهو ينظر لي: اذهبي للداخل.

"نظرت إليه باستغراب لاجده يقترب من "سليمان" ويأخذه بعيدًا عن المنزل، ويبدو أنهم يتحدثون في شيءٍ هام.... قد مر شهر على مكوثي هنا، في ذلك الشهر أخذني "جبران" إلى تلك التلة أربع مرات، وشعرت بالألفة حقًا مع تلك العائلة، علمت من "روز" وأن "جبران" شقيقها الأصغر، و"سليمان" يكون ابن عمها وزوجها أيضًا، وأخبرني "جبران" أن "سليمان" يحمل الشريحة ذات الثمن المرتفع وهذا ما جعل الروبوت يبتعد عني في أول يوم تقالبنا فيه.... كنت أجلس مع "روز" ذلك اليوم وأساعدها في إعداد الطعام قبل أن يأتي "جبران" و "سليمان" ولكن فجأة وجدت الباب يفتح بعنف وتدخل منه مجموعة من الأشخاص يرتدون بدلً سوداء، وخلفهم روبوتات ضخمة، وقبل أن نصرخ أتى ذلك الروبوت وأمسكني بقوةٍ من ذراعي جاؤت "روز" أن تنجدني ولكن دفعها روبوت آخر بقوة، لأجدها وقعت مغشيًا عليها وأسفلها الكثير من الدماء، ابتلعت ريقي بخوف عليها، لأجد أحد الرجال يشاور للروبوتات".

: اجلبوها للمنظمة.

يتبع......

#Loka_mahamed

عالم مجهول Where stories live. Discover now