العاشره "فيروس"

89 11 0
                                    

العاشرة"فيروس"
عالم مجهول
.....

"نظرت إلى "جبران" بصدمة، من المفترض أن أعود إلى زمني، كيف وصلت إلى هنا؟ نظر "جبران" إلى الرجل وتحدث باستغراب".

: هل يمكنني أن أعلم أين نحن؟
: وأنت عايش في مدينة متعرفش اسمها؟

"قالها أحد الرجال، نظرنا إليه؛ لنجده "عجوز" في أواخر العقد السادس، هذا ما يبدو عليه من ملامحه والتجاعيد التي في وجهه وجسده النحيل، كان يجلس على كرسي متحرك، نظرت إلى "جبران" لأجده لا يفهم مقصده فهذا الرجل والجميع يتحدث بلغتنا العامية، أما جبران فكان يتحدث بالفصحى، لأجد الرجل يتابع بشك".

: أنتم قصتكم إيه؟ أنا مش مستريحلكم!

"لم أكن لأدع "جبران" يتحدث هو، لن يعرف من الأساس التحدث مثلنا، لأتحدث أنا بدلًا عنه، وأخبرهم عن المنظمة وعن وضعي في الآلة الزمنية وإلى أن وصلت إلى "جبران" وكيف وصلنا إلى هنا".

: أنتم فاكرين هصدق الهبل دا؟! الكلام دا ميدخلش دماغ عيل صغير.
قبل أن أتحدث وجدت رجل آخر يتحدث بهدوء: باين أنهم مش بيكدبوا "ميخائيل".
: أنت مصدقهم يا "جورج"؟ دي قصة خرافية ممكن يكونوا نصابين و... قاطعه "جورج" بحده: سيبونا لوحدنا.

رحل جميع من في الغرفة لأجد "جورج" يقترب منا ووضع يديه على أكتاف "جبران" وتحدث بابتسامة جانبية: دي حاجة كويسة جدًا أنك تيجي هنا وتسيب عيلتك وحياتك كلها عشان خاطر حبيبتك.

"فهم "جبران" بعض الكلمات ولكنه يريد أن يقولهم أحد له بطريقته، نظر إليّ لأخبره، لكنني فضلت الصمت، هذا الرجل يعتقد أننا حبيبان، وجدت "جورج" يذهب؛ ليجلس على الأريكة الموجودة بجانب الباب لأنظر إلى "جبران" وأتجه خلف "جورج" لأجلس أمامه، وجلس بجانبه "جبران" وقبل أن يتحدث "جورج" نظر "جبران" إليه".

: ما تلك المخلوقات التي بالخارج؟ ولماذا تختبئونها هكذا؟
رد "جورج" بأسى: دول زومبي.
لأردد خلفه بصدمة: زومبي! هو هيبقي في زومبي في المستقبل؟!
: آيوة  فيه.
"جبران" بحيرة: كيف حدث هذا سيد "جورج"؟ وأرجوك تحدث بالعربية الفصحى؛ لأستطيع فهمك جيدًا.
"جورج" بضحكة خفيفة: أنا لست مثقف كثيرًا يا ولد، هتكلم على قد ما أقدر وأنتِ ترجميله.... من فترة كبيرة جدًا سمعنا عن فيرس اسمه زومبي الغزلان، بس محدش كان مهتم بيه عشان مكنش بيصيب أي حد غير الغزلان، كان بيخلي شكلهم مرعب وتصرفاتهم عدوانيه وغريبة، قاطعته باستغراب: عدوانية إزاي؟
"جورج": المفروض الغزال أول ما يشوف إنسان أو حيوان مفترس  يهرب، لكن إللي كان بيحصل كان العكس، كان بيهجم على إللي يشوفه في وشه، ده غير إن تحركاته ومشيته كان شكلها غريب ويخبط نفسه في الأرض وفي الحيطان وفي أي شيء، زي ما يكون فاقد الوعي تمامًا، ومن هنا اتسمى المرض"زومبي الغزلان" العلماء قالولنا أنه مستحيل ينتقل للبشر؛ لأن الجينات مختلفة، وفجأة الفيرس ده بدأ يطور نفسه بسرعة جدًا وبقى قوي جدًا وبقى ينتقل بسرعة بين الغزلان، في الوقت ده المزارعين كانوا خايفين جدًا على الحيوانات بتاعتهم، في الوقت دا اتطوع شوية من الصيادين عشان يقتلوا الغزلان المصابة دي عشان يحدوا من المشكلة دي، وفعلًا قتلوا مجموعة كبيرة من الغزلان.
قاطعته باستغراب: طب ما كدا الموضوع اتحل!
ليهز راسه بأسف: مع الأسف مهتموش أنهم يدفنوا جثث الغزلان، وجزء كبير منهم كان خايف يلمسهم من الأساس فسابوا الجثث في كل مكان في الغابات وبقت الجثث دي المصدر الرئيسي لأكل الفئران، ومع الأسف انتقل الفيرس ده للفئران واتطور جامد جدًا مع جينات الفئران وتصرفها بقت عدوانية أكتر من الغزلان وكانت بتهجم على أكتر شيء بتخاف منه وهو القطط، ومجرد ما الفار يعض القط بتتنقل الفيرس ليه والقطط كانت بتهجم على الكلاب وكل ما الفيرس يتنقل من حيوان لحيوان بيطور أكتر وابتدى الموضوع يكبر أكتر وأكتر، وينتقل بين البلاد، العالم كله كان عايش في حالة خوف لحد ما ابتدى يوصل للمواشي والبقر والخرفان، ومن هنا صاب الفيرس البشر عن طريق أكل أي نوع من انواع اللحوم وللأسف عقبال ما العلماء اكتشفوا الفيرس بينتقل إزاي للبشر كان الفيرس صاب كتير من البشر في جميع أنحاء العالم، ولما كان بيصيب أي حد من البشر كان بيخلي تصرفاته عدوانية جدًا وزي ما يكون معندهوش وعي لأي حاجة بيعملها، بيخليه يهاجم وبياكل أي حاجة فيها الروح بتمشي على الأرض، وعنده مناعة قوية جدًا ضد التسمم وإللي بيتصاب بالفيرس بيعيش وقت طويل جدًا ومش بيرجع لحالته الطبيعيه تاني.
لأقاطعه مرة أخرى: طب إللي بيموت بيصحى تاني وبيتحول لزومبي؟
ليرد بسخرية: لا طبعًا ده يحصل بس في الأفلام إللي بتتفرجي عليها، هنا إللي بيموت إنسان طبيعي بيفضل إنسان طبيعي، مش بيتحول لحاجة، الفيرس مش بيصيب غير الأحياء وبس.
: يعني الزومبي دول أحياء؟
: أحياء هما بس مصابين بالفيرس.
:طب ما دام هما أحياء إزاي مش بياكلوا بعض؟
: فعلًا في الأول كانوا بياكلوا بعض وكنا إحنا مستخبيين في بيوتنا مستنين يخلصوا على بعض عشان نخرج ونقدر نعيش حياتنا الطبيعية تاني، بس مرة واحدة الفيروس تطور تاني أول ما عددهم كبر وبقت حاسة السمع قوية جدًا وبقوا يقدروا يميزوا إللي مصابين بالفيرس عن طريق ضربات القلب، ضربات القلب بتاعت الزومبي بتبقى سريعة جدًا وبالتطور ده مبقوش ياكلوا غير إللي مش مصابين بالفيرس وأي حد من الزومبي بيعض أو يخربش أي إنسان بتتنقل العدوى وبيتحول لزومبي في خلال ١٥ يوم، وعشان الفترة دي بتبقى طويله جدًا فدا بيخلي الإنتقال للباقي أسرع، وبسبب كدا بدأت تحصل عزلة بين البلاد، والحدود بتاعتهم بتتقفل بس ده برضو ممنعش من انتقال الفيروس، وبالفعل الفيروس بقى في كل البلاد والزومبي بقى يمشي في جماعات ويهجموا على البلاد، وفي بلاد اتصابت بالكامل وآخر ولاية وقعت في أمريكا ولاية "تكسيز" ودي كانت من أقوى البلاد، وفعلًا حاسين إن دي نهاية العالم.

"نظرت إلى "جبران" الذي ينظر إلينا بضيق لأخبره باختصار عما قاله "جورج" لتتوسع عينيه هو الآخر بصدمة، نظر "جبران" لـ"جورج" وتحدث باستفهام: نحن هكذا لن نستطيع الخروج لنبحث عن أي بوابة لتذهب بنا لعالمها.
: أنا أقدر أبعت حد معاكم، بس أنتم متعرفوش مكان بوابة معينه صح؟
حركت رأسي بأسف ليتابع: هحاول أفكر في أي حاجة، المهم روحوا أنتم استريحوا.

"ثم نادى بصوت عالي وهو يقول "أم إبرام" لتأتي السيدة التي كانت تصرخ على الرجلان وهي تقول: تريدون أن تقتلونا؟ أخبرها أن تأخذنا للغرفة الموجودة بالأعلى واعتذر لنا لأنه لا يوجد غير غرفة واحدة، اتجهنا سويًا إلى الغرفة وجاءت تلك السيدة بطعام ووضعته على الطاولة فكانت الغرفة لا تحتوي إلا على سرير متوسط الحجم، وطاولة صغيرة، وباب صغير بداخله المرحاض، وما إن انغلق علينا باب واحد حتى تحدث "جبران" بغضب".

: نحن سنبقي هنا؟ أنا لا أستطيع معرفه أي بوابات هنا، ثم إنني أشعر بألم كبير في رأسي ولا أستطيع التفكير جيدًا.
: "جبران" أنا آسفة لتوريطك في كل هذا.
: لا تتأسفي يا الأصل الطاهر، ما حدث حدث أنتِ ليس لديك ذنب، ثم تابع بحدة لكن اي شيء سابق أنتِ السبب فيه.
نظرت إليه بقلة حيلة لأسئله وأنا أجلس على طاولة الطعام: هل ستأكل؟
تحدث وهو يجلس على الكرسي: أجل بالطبع أنا لم آكل منذ زمن.
نظرت إليه بابتسامة سمجة: مزحة باردة مثل صديقها.
: تحدثي يا ذات الأصل الطاهر.

"لم أنظر إليه من الأساس، هو يشعرني بالغيظ ولكنني ممتنة له على عدم تركي بمفردي، أنا مدينةٌ له بعمري كله حقًا، انتهيت من الطعام ثم بدأت التحول في تلك الغرفة الصغيرة قليلًا؛ ليلفت انتباهي لوحة ما ولكن مغطاة بمفرش أبيض، كان فضولي قوي للغاية لأزيح ذلك المفرش لتتوسع عيني بصدمة عندما وجدت"....

يتبع.....

#Loka_mahamed

عالم مجهول Where stories live. Discover now