chapter 9

153 44 40
                                    

أتى ذلك اليوم الذي أصبحت به الملاك عمرها ثمانية عشر بالفعل وهذا كان سببا في ضجة القصر الذي كان في ذلك الوقت ملئ بالخدم الذين حملوا مسؤلية التجهيزات للحفل على عاتقهم.

في ذلك الوقت تستيقظ تلك الملاك على ضوء قرص الشمس، تفتح أعينها ببطئ لتجده ملتصق بظهرها ولكن هذه المرة لم تزعر فهي اعتادت على هذا الشئ.

أزالت ذراعه بعناء عن جسدها الصغير و نهضت ترتدي ذلك الفستان الأزرق البسيط وتركت شعرها منسدلا على ظهرها.

دخلت الشرفة لتجلس بها ريثما يستيقظ الملك و تنزل معه، كانت تجلس في زاوية الشرفة التي تطل على حديقة القصر الخلفية الفارغة من البشر.

انشغلت في التفكير في ليلة أمس ولكن ما أيقظها من شرودها هو صوت طقطقة الأشجار فهبت واقفة تُمعن النظر بدقة على تلك الفتاة التي ترتدي فستانا وفوقه وشاح كبير يغطي شعرها ووجهها.

كانت تتسلل بين الأشجار برفق خوفا من أن يراها أحد وتكون هذه نهايتها، تلتفت يمينا و شمالا تتفقد ان كان أحد يراه، تنهدت براحة و اتجهت نحو سور القصر الكبير و رمت حجرة صغيرة فوقه وابتعدت قليلا كما لو أنها تنتظر الرد.

لحظات و ارتمى طرف ذلك الحبل الكبير من فوق السور فأسرعت بامساكه و ربطه بالشجرة بقوة.

كل ذلك تحت نظرات تلك المندهشة التي تختبأ وراء ستائر الشرفة.

اتسعت أعينها بشدة وهي ترى ذلك الملثم انتهى من تسلقه للحبل ووصل للأرض أمام تلك الملثمة أيضا التي ظهر عليها حركات الخوف.

كانت ترتجف بخوف من ذلك الشيطان الذي أمسكها من ذراعها و أردف بتهديد "أقسم بتلك العيون الخضراء الجميلة ان لم تأتي غدا في الميعاد المحدد سأقتلع رأس والديكي التي تتطوقين شوقا لرؤيتهما"

قالها وهو يشد على ذراع الباكية المرتجفة التي تومأ له بخوف "حس.. حسنا... أرجوك سأفعل أي شئ ولكن لا تفعل بهما شيئا أرجوك" قالتها يبكاء وترجي من حظها العسير الذي اوقعها تحت أيدي ذلك الشيطان.

ترك يدها و التفت يتسلق ذلك الحبل و هو يتمتم بكلمات وصلت لأذنها "أقسم أنني سأحرق قلبكما على محبوبتكما الجميلتين كما والدتكما أحرقت قلب والدي" قالها من ثم اختفى عن أنظارها.

التفت سريعا تفك عقدة الحبل من الشجرة وما ان حلتها شدها اللعين من الجهة الأخرى.

كانت تقف تنظر لذلك الرجل الملثم ذات الأعين المخيفة و ما ان رأته يمسك الفتاة من ذراعها و شعرت به يهددها بشئ و يعنفها نزلت بأقصى سرعتها لتلك الحديقة تتجاهل تلك كل من يقف أمامها.

الملاك الساقط || fallen angelWhere stories live. Discover now